خاضت مصر معركة شرسة ضد التطرف والتشدد والإرهاب وتصدت فى مواجهة حاسمة للمتاجرين بالدين والمتسترين به من أجل أهداف سياسية بخداع الناس، وتزييف وعيهم، ومحاولات السيطرة على البلاد والعباد للقفز على الحكم وتقويض الدولة الوطنية وتنفيذ أجندات خارجية تستهدف إسقاط الدولة من خلال ترسيخ ونشر العنف والفوضى واستهداف مؤسسات الدولة وإحلال بديلها من خلال ميليشيات وأجنحة عسكرية سرية زرع فكرتها الخبيثة تنظيم الإخوان الإرهابي.
نجحت الدولة ومؤسساتها الوطنية فى القضاء على التطرف والإرهاب فى معركة شديدة الشراسة ومن خلال مقاربة شاملة تضمنت التعامل الأمنى والعسكرى فى مواجهة اختارتها وفرضتها التنظيمات الإرهابية التى استهدفت البلاد والعباد ومؤسسات الدولة.. وانتصرت مصر رغم التكلفة الباهظة التى وصلت إلى ما يقرب من 100 مليار جنيه وأكثر من 15 ألف شهيد ومصاب.. لكن هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم وأجزاء من أجسادهم هم السبب الرئيسى فى بقاء ووجود هذا الوطن وأيضاً ما يحظى به هذا الشعب من أمن وأمان واستقرار وقوة وقدرة وبناء وتنمية.
ولم تكن المواجهة العسكرية والأمنية وحدها التى اقتلعت جذور الإرهاب والفكر المتطرف والمتشدد ولكن كانت هناك أبعاد فكرية واجتماعية واقتصادية ارتكزت على تجديد الخطاب الدينى الذى لا يفرط فى الثوابت ويهدف إلى توضيح وترسيخ صحيح الدين والقضاء على الفكر المتطرف وفوضى الفتاوى وإبعاد أنصاف المتعلمين عن الحديث فى الدين والافتاء بدون علم وتزييف الوعى والمتاجرة بمشاعر وعواطف الناس وتوظيفها لأهداف سياسية وتطهير المنابر من المتطرفين والمتشددين.. ثم استعادة هيبة وقوة الدولة ومؤسساتها الوطنية ونشر التسامح والتعايش والوسطية واحترام الآخر وحرية الأديان.. ثم الاهتمام بالفئات الأكثر احتياجاً من البسطاء وتوفير الحياة الكريمة وبناء الإنسان برؤية شاملة حيث عادت الدولة لتبسط وجودها إلى جوار مواطنيها فى كل ربوع البلاد.. حيث تسبب غياب الدولة خلال العقود الماضية فى افساح المجال وفتح الساحة أمام الجماعات الإرهابية لتحل بديلاً عن الدولة فى توظيف المساعدات لأهداف وأغراض سياسية واستقطاب الشباب بتزييف الوعى والتغرير بهم.. لذلك قامت الدولة بمعالجة أخطاء الماضى وأبدت اهتماماً غير مسبوق ببناء الإنسان والارتقاء بحياته المعيشية وتوفير الحياة الكريمة له.. من هنا جاء القضاء على العشوائيات التى كانت بمثابة قنابل موقوتة تؤدى إلى تفريخ أجيال ساخطة تشعر باحتقان ضد الدولة واحتمالات سقوطها فى دوائر الإجرام والإرهاب.. لذلك تبنت المشروع القومى العملاق وهو القضاء على العشوائيات بتكلفة تزيد على 85 مليار جنيه قبل الأزمات الاقتصادية العالمية والإقليمية وحصلت كل أسرة على وحدة سكنية مجهزة بكل شيء فى مناطق حضارية مع تمكين اقتصادى وبناء الوعى لدى هذه الفئات ثم القضاء على الأمراض المزمنة مثل فيروس «سي» والاهتمام بالرعاية الصحية مثل القضاء على قوائم الانتظار واطلاق المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة التى صنعت الفارق فى هذا المجال بالإضافة إلى خفض مستوى البطالة إلى أدنى معدلاتها وتوفير فرص عمل حقيقية من خلال المشروعات القومية العملاقة فى كافة المجالات والقطاعات وأيضاً من خلال جذب الاستثمارات الكبرى فى ظل ما أفرزته أكبر عملية بناء وتنمية من فرص ثمينة وغزيرة فى كافة المجالات والقطاعات.. لم تترك المقاربة المصرية الشاملة أى بعد فى مواجهة التطرف والإرهاب وانتقلت من مرحلة تطهير المنابر إلى تحصين المنابر وبناء وعى وفكر دينى صحيح فى الأجيال الجديدة وتصحيح المفاهيم.
الحقيقة ان سبب كتابتى هذا المقال وهذه السطور عن موضوع نجاح مصر فى القضاء على التطرف والتشدد والإرهاب.. هو تصريحات الدكتور عبداللطيف آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية وإشادته بالتجربة المصرية فى مواجهة التطرف والتشدد والإرهاب خاصة العمل على تقديم الفهم الصحيح للخطاب الديني.
أضاف الدكتور عبداللطيف آل الشيخ ان الرئيس عبدالفتاح السيسى أنقذ مصر والمنطقة من خطر الوقوع فى براثن التطرف والإرهاب.. والحقيقة ان شهادة الدكتور آل الشيخ خاطبت واقعاً يجب ان نتذكره بكل فخر وتحية للرئيس السيسى هذا القائد العظيم صاحب الرؤية والإرادة والذى أنقذ مصر من خطر التطرف والإرهاب المدعوم والممول من قوى الشر من خلال مقاربة شاملة متعددة الأبعاد.. لذلك يجنى المصريون وشعوب المنطقة ثمار هذا الإنجاز العظيم.. فمصر باتت واحة الأمن والأمان والاستقرار.. هى المقصد الأول للفارين من ويلات الفوضى والإرهاب والاقتتال الأهلي.. وأيضاً فإن الشعب المصرى العظيم فى أعلى درجات الوعى والفهم وبات على قناعة كاملة بأن جماعات الإرهاب والتطرف تاجرت بالدين دون علم أو تخصص من أجل تحقيق أهداف سياسية خبيثة للاضرار بالبلاد والعباد.. وان ما كانوا يروجونه لا ينطلق على الاطلاق من صحيح الدين ولنا ان نتخيل لو استمرت العمليات الإجرامية للإرهاب وقوى الظلام فى ظل ما تموج به المنطقة من صراعات وتوترات ونزاعات.. وهل كانت مصر لو استمر التطرف والإرهاب واحة للأمن والاستقرار وأيضا هل كانت ستنجح فى تحقيق كل هذه النجاحات والإنجازات والتقدم وامتلاك القوة والقدرة.. الرئيس السيسى أنقذ مصر من مصير مجهول وانتشلها من السقوط والضياع.. بل وأنقذ المنطقة ودولها فلو ضاعت مصر أو سقطت أو لم تنجح فى اجهاض المؤامرة وتعطيل المخطط لتعرضت هذه الدول إلى استهداف من قوى الشر.. لأن مصر تقف حجر عثرة ومثل الصخرة أمام مخططات قوى الشر.. فتطهير البلاد من جماعات التطرف والإرهاب التى خاضت حروبا بالوكالة نيابة عن المتآمرين وقوى الشر خلص المنطقة من خطر داهم وان استقرار مصر وقوتها هو حجر الزاوية فى الحفاظ على المنطقة ودولها وباتت مصر نموذجا للتعايش والتسامح والوسطية والاعتدال فى عهد الرئيس السيسى وهو الأمر الذى جعل مصر فى أعلى درجات التماسك والاصطفاف فى مواجهة صراعات ومؤامرات ومخططات وأكاذيب وشائعات وحافظت بذلك على أمنها واستقرارها ومواصلة طريق البناء والتنمية والقوة والقدرة.. تحية للرئيس السيسى الذى أنقذ مصر وحافظ عليها وخلص المنطقة من خطر داهم.