مصر تكثف جهودها لوقف إطلاق النار ..ومسلسل المذابح عرض مستمر
مع دخول الحرب على قطاع غزة يومها الـ 310 تتواصل عمليات القصف التى يجريها قوات الاحتلال فى وقت أصدر فيه الجيش الاسرائيلى أوامر بإخلاء عدد من المناطق تمهيدا لقصفها، بينما أوقعت غاراته مزيدا من الشهداء فى الساعات الماضية، فى حين تواترت ردود الفعل المنددة بمجزرة مدرسة التابعين، والتى خلفت أكثر من 100 شهيد.
يأتى هذا بينما تكثف مصر جهودها لحشد الجهود الدولية بالتنسيق مع الولايات المتحدة وقطر، بغية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة. وذكر موقع أكسيوس، أن مسئولين أمريكيين يعتزمون زيارة المنطقة قريبا، فى محاولة لدفع فرص التوصل إلى اتفاق.
طالبت الخارجية الفلسطينية بتدخل دولى عاجل لوقف الجرائم التى ترتكبها عصابات المستوطنين، وأكدت الوزارة ضرورة تدخل مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من إجراءات يفرضها القانون الدولى لتنفيذ قراراته.
من جانبه، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، إن المستشار أولاف شولتز أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أنه «قد آن الأوان لإتمام الاتفاق على إطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة».
وأضاف المتحدث أن شولتز أكد أيضاً لنتنياهو، خلال الاتصال الهاتفي، على «أهمية كسر دوامة العنف الانتقامى المدمر فى الشرق الأوسط».
فى المقابل، واصل وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش تصريحاته المستفزة، بأن بلاده لن تخضع لأى ضغوط خارجية تلحق الضرر بأمن إسرائيل. ونقلت صحيفة «يسرائيل هايوم» الإسرائيلية، عن سموتريتش ردا على البيت الأبيض، أن إسرائيل لن تخضع لأى ضغوط تحلق الضرر بها بشأن الصفقة مع حركة حماس.
على صعيد ردود الأفعال على مجزرة التابعين، كرّرت نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس، دعوتها إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، ودعت إسرائيل لتجنب قتل المدنيين الفلسطينيين، وذلك بعد ساعات من غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة التابعين التى تؤوى نازحين فى القطاع، صباح السبت، والتى راح ضحيتها أكثر من 100 فلسطيني.
وقالت هاريس، المرشحة المحتملة عن الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية، إن «عدداً كبيراً جداً من المدنيين سقطوا مرة أخرى فى غزة»، ولكنها اعتبرت أن من حق إسرائيل ملاحقة عناصر «حماس». وأضافت هاريس فى حديث للصحفيين فى فينيكس بولاية أريزونا، قبل تجمع انتخابي: «ولكن كما قلت مرات عدة، على إسرائيل مسئولية، تتمثل فى تجنب وقوع ضحايا بين المدنيين».
من جهتها، دعت إيرلندا، الاتحاد الأوروبى إلى مراجعة اتفاقية الشراكة القائمة بين التكتل وإسرائيل، بسبب خروقات حقوق الإنسان المتكررة فى قطاع غزة والأراضى الفلسطينية.
وقال رئيس الوزراء الإيرلندى سيمون هاريس، فى بيان، إن «أكثر من 80٪ من غزة تخضع لأوامر إخلاء.. وعدد شحنات المساعدات التى تصل إلى القطاع انخفض إلى النصف (أقل من 80 شاحنة يومياً) فى شهرى يونيو ويوليو، وفق بيانات الأمم المتحدة».
فى الوقت نفسه، طالب المندوب الفلسطينى الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، مجلس الأمن الدولى بتحمل مسئولياته لوقف العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة.
وقال المندوب الفلسطينى الدائم لدى الأمم إن «مجلس الأمن سيعقد جلسة طارئة مفتوحة غداً الثلاثاء، لبحث الهجوم الإسرائيلى على مدرسة التابعين فى غزة»، مشدداً على «ضرورة إدانة المجلس لهذا الهجوم الوحشى ومساءلة وملاحقة المسئولين الإسرائيليين عنه، والذى أودى بحياة قرابة المائة فلسطيني».
وأكد ضرورة مناقشة الجرائم الإسرائيلية التى ترتكب ضد الأسرى الفلسطينيين والتنكيل بهم، وذلك وفقاً لتقارير وبيانات صادرة عن منظمات مجتمع مدنى إسرائيلي.
فى سياق متصل، قال رئيس المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان رامى عبده، إن إسرائيل قامت بارتكاب مجزرة بشكل متعمد فى مدرسة «التابعين»، بهدف قتل المدنيين واستمرار الضغط لتحقيق مخططها وهو تهجير السكان من قطاع غزة.
وشدد عبده على أن هذه الجريمة تعكس بوضوح إرادة إسرائيل على استمرار إبادة الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن باحثين تابعين للمرصد ترددوا باستمرار على المدرسة ولم يكن بها سوى عائلات نازحة، مؤكداً فى الوقت نفسه عدم رصد أى مظهر لمسلحين بالمدرسة.
وعلى الصعيد الميداني، أصدر الجيش الإسرائيلي، أمس، أوامر إخلاء جديدة لمنطقة مساعدات إنسانية فى خان يونس بجنوب قطاع غزة، حسبما ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
ونقلت الصحيفة عن الجيش، فى بيان أن حى الجلاء فى خان يونس لن يصلح لتقديم المساعدات الإنسانية، لأنه سيصبح «مسرحا للعمليات»، بسبب تواجد لعناصر «حماس» هناك، وفق زعمه.
وقال مصدر عسكرى إن المستشفيات فى المنطقة لا تحتاج إلى الإخلاء، وأن الجيش الإسرائيلى أبلغ مسئولى الصحة الفلسطينيين والمسئولين فى المجتمع الدولى بذلك.
وأصدر الاحتلال تحذيرات جديدة بشأن إخلاء الفلسطينيين بمنطقة خان يونس، وقام بتعديل حدود المنطقة الإنسانية التى حددها. ولن يتم اعتبار حى الجلاء فى خان يونس بعد الآن جزءاً من المنطقة الإنسانية، حيث يقول الجيش الإسرائيلى إنه يخطط للعمل هناك ضد نشاط حماس.
قال مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيليب لازاريني، إن أكثر من 75 ألف فلسطينى تم تهجيرهم فى جنوب غرب قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية فقط.
وأضاف لازاريني، عبر منصة «إكس»، أنه بين عشية وضحاها، أصدرت إسرائيل أوامر جديدة تجبر المزيد من الفلسطينيين على الهروب، البعض منهم لم يستطع سوى أخذ أطفاله، وآخرون حملوا كل ما يملكون فى حقيبة واحدة صغيرة.
وتابع: «هم متوجهون إلى أماكن مزدحمة، حيث تعج الملاجئ بالأسر.. لقد خسروا كل شيء، وهم فى أمس الحاجة إلى كل شيء.. وعلى النقيض من الحروب الأخري، سكان غزة محاصرون، ولا يملكون أى مكان للذهاب إليه».
يأتى هذا فيما أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا»، أن أكثر من 80٪ من قطاع غزة تم وضعه تحت أوامر الإخلاء منذ أكتوبر الماضي، وأن ما يقرب من نحو 60 ألف فلسطينى فى غزة تحركوا نحو غرب خان يونس، فى أعقاب أمر الإخلاء الفورى الذى أصدره الجيش الإسرائيلى للسكان فى أجزاء من وسط وشرق خان يونس.
ووفق مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية «أوتشا» إن أجزاء شمال وجنوب غزة التى تم إخلاؤها حديثاً هذا الأسبوع تشمل ما يقرب من 43 كيلو متراً مربعاً.
وذكر «أوتشا» أن دخول إمدادات المساعدات إلى غزة لايزال يمثل تحدياً بسبب الأعمال العدائية النشطة، وقيود الوصول، والمستويات العالية من انعدام الأمن والنظام العام والسلامة.
وفيما يخص عمليات القصف، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 310 من الحرب مخلفة أعداد كبيرة من الشهداء والجرحي، حيث ارتفعت حصيلة العدوان إلى 39790 شهيداً و91702 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وارتكب الاحتلال الإسرائيلى ثلاث مجازر بحق العائلات خلفت 40 شهيداً و140 مصاباً وأكثر من 100 شهيد فى مجزرة مروعة بمصلى مدرسة التابعين وذلك خلال الـ 24 ساعة.
إلى ذلك، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن نحو 500 من كادر القطاع الصحى استشهدوا وأصيب المئات منذ بدء العدوان.وأضافت الوزارة، أن الاحتلال اعتقل أكثر من 310 آخرين، فيما دمرت 130 مركبة إسعاف فى قطاع غزة، كما تعرضت المرافق الصحية والعاملين فيها فى الضفة الغربية لأكثر من 340 اعتداء.
من جانبه، واصل وزير الأمن الإسرائيلى المتطرف إيتمار بن غفير تصريحاته المستفزة حيث دعا إلى تشجيع هجرة سكان غزة واحتلال القطاع بشكل كامل. وأضاف بن غفير أنه يجب وقف نقل المساعدات الإنسانية والوقود إلى غزة حتى عودة جميع المختطفين، داعيا إلى الاستمرار فى تدمير حماس حتى تستسلم تماماً.
وفى الضفة الغربية، دعا وزير خارجية إسرائيل، «يسرائيل كاتس» بالتعامل مع مخيم جنين كغزة. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن «كاتس» خلال اجتماع مع قادة المستوطنات قائلاً: «مخيمات اللاجئين هى بؤر للشر لا تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية وإنما تخضع لإيران، يجب إخلاء مخيم جنين للاجئين من المدنيين ومن ثم التعامل معه كما التعامل مع قطاع غزة». بحسب قوله.
واندلعت فجر أمس اشتباكات مسلحة إثر اقتحام قوات الاحتلال نابلس وجنين بعد أن شنت قوات الاحتلال الإسرائيلى حملة مداهمات تخللتها اعتقالات فى عدة مناطق بالضفة.واعتقلت قوات الاحتلال 16 مواطناً من الضّفة، بينهم أسرى سابقون.ومنذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة، فى السابع من أكتوبر 2023، اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 10 آلاف مواطن من الضفة بما فيها القدس.
