يواجه الإنسان طوال حياته أحداثاً سعيدة وأخرى حزينة، يعتبر شهر سبتمبر من أكثر الشهور التى واجهتنى فيه عدة أحداث سعيدة وأخرى حزينة جداً.. وأسعد الأحداث بمشيئة الله فجر اليوم السبت 28 سبتمبر 2024 بانتهاء حفل زفاف أولى حفيداتى الدكتورة ليلى هشام حتاتة على الدكتور رامى محمد.. شيء سعيد وجميل أن يرى الجد زفاف حفيدته وارتسام السعادة على كل الوجوه.. ويعتبر زفافها أول زفاف للجيل السادس لعائلتى .
سبحان الله يتوافق انتهاء حفل زفاف حفيدتى ليلى مع نفس يوم ولادتى فى 28 سبتمبر 1947 وتم تحرير ميلادى يوم الخامس من أكتوبر لحين عودة والدى من سوهاج إلى شبراصورة حيث كان يعمل وكيل نيابة وتعذر حضوره بسبب انتشار وباء الكوليرا فى ذاك الوقت وتنفيذ الحظر الصارم للانتقال من مديرية لأخرى للحد من انتشار الوباء.
ألمنى يوم 28 سبتمبر 1961 كبقية الشعب المصرى والسورى وجميع الشعوب العربية والصديقة انفصال سوريا عن مصر وهدم الوحدة المصرية السورية التى بدأت فى فبراير 1958 والقضاء على الأمل العربى لإحداث وحدة عربية شعبية حكومية وللأسف نجحت المؤامرات الإسرائيلية والأمريكية لإحداث هذا الشرخ وإنهاء أسعد سنوات مرت على الشعبين المصرى والسوري.
وفى يوم 28 سبتمبر 1969 انتقلت من الجيش الثانى الميدانى الذى التحقت به خلال حرب الاستنزاف منذ أوائل 1968 وعدت للعمل معيداً بالكلية الفنية العسكرية قسم المفرقعات ووقود الصواريخ واستمرت الأيام الجميلة والشعور بالفخر للعمل فى مجال التدريس والبحوث العلمية فى أعرق الكليات الهندسية بعد أداء الواجب الوطنى فى الجيش الثاني.
تمر الأيام السعيدة حتى وقوع أسوأ الأحداث التى مرت علينا جميعاً وعلى كل الشعوب العربية والصديقة بفاجعة وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر يوم 28 سبتمبر 1970 واشتراكى فى جنازته ابتداء من أمام مجلس قيادة الثورة قائداً لإحدى سرايا طلبة الكلية والمرور على كوبرى قصر النيل حتى فندق هيلتون وهنا تدخلت جموع الشعب المصرى وانتهت المراسم الرسمية للجنازة وفشلنا فى استكمال الجنازة وهنا خسرنا جميعاً زعيماً مصرياً عربياً وطنياً نادر الوجود.. زعيماً كافح طوال 18 عاماً لتعميق مبادئ العزة والكرامة لجموع الشعب المصرى والعربى والإفريقى بل شعوب العالم كله.. زعيماً كان هدفه الأول والأخير هو المواطن المصرى الصالح وتشجيع الشعب المصرى بعد تأهيله علمياً وصحياً على العمل الإنتاجى الصناعى والزراعي.. زعيماً قاوم الصهيونية العالمية متمثلة فى إسرائيل والدول الغربية.. زعيماً تكالبت عليه قوى الشر والغدر لوطنيته الجارفة وخوفهم من التحول العلمى والتكنولوجى والوطنى للشعب المصرى والحد من دورهم فى رفع شأن باقى الدول العربية.. ولذلك قاموا بإحداث انفصال سوريا عن مصر وحرب 1967 لإجهاض مشروع جمال عبدالناصر القومي.. وتمر الأيام فى ظل والدى ووالدتى ومنَّ الله سبحانه وتعالى على بزوجة مثالية أخلاقياً ودينياً وجمالاً قبل سفرى إلى تشيكوسلوفاكيا لدراسة الدكتوراه فى مجال وقود الصواريخ كأول مهندس مصرى يتأهل علمياً فى هذا المجال.. وشاءت الظروف أن يتم حفل عقد قرانى يوم 28 سبتمبر 1973 فى نفس يوم ميلادى ووفاة جمال عبدالناصر وانفصال سوريا عن مصر.. وتستمر مسيرة دراسة الدكتوراه حتى مناقشة رسالة الدكتوراه يوم 28 سبتمبر 1976.. وسبحان الله ولدت مرتين فى نفس اليوم الأولى عام 1947 والثانية عام 1976 بحصولى على الدكتوراه والعودة للوطن والعمل بالكلية الفنية العسكرية ثم عدة جهات بالقوات المسلحة حتى وصولنا يوم 28 سبتمبر 2007 ذلك اليوم المشئوم الذى أعتبره من أكثر الأيام حزناً فى حياتى حيث وقعت فى فخ أعده لى إحدى الشخصيات من خلال إغرائى بقيادة مصنع 18 الحربى والذى كنت أتمناه طوال حياتى بسبب تقارب مجال دراستى وعلمى مع عمل المصنع ورغبتى فى إحداث تطوير فى الصناعات الحربية داخل المصنع مما جعلنى أوافق على ترك الخدمة بالقوات المسلحة يوم 28 سبتمبر 2007 بعد خدمتى لمدة 44 عاماً والشيء المحزن اتخاذى هذا القرار بالرغم من معارضة والدى المشير حسين طنطاوي.
تمر الأيام بحلوها ومرها حتى يوم 28 سبتمبر 2024 بانتهاء حفل زفاف إحدى أغلى ما عندى فى الدنيا حفيدتى الدكتورة ليلى هشام حتاتة وبذلك نستكمل أحداث يوم 28 سبتمبر بالأفراح.. ونأمل أن تستمر الأفراح وتتوالى علينا وعلى الشعب المصرى كله فى المستقبل.