تابعت عن قرب الأزمة المثارة حول بطلة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، والحملة الشرسة التى قام بها إعلام الغرب لتشتيت بطلتنا العربية والتشكيك فيما تحققه من إنجاز وحصد ميدالية مستحقة لبلدها ووطنها فى المحفل الأولمبي، وهى عادة مستمرة وممنهجة يقوم بها هؤلاء لإجهاض أى نوع من التقدم والتطور العربى فى مختلف الألعاب الأولمبية وغير الأولمبية..
أما الجديد فى الأمر فهو الخلاف الدائر بين اللجنة الأولمبية الدولية «الجهة الأعلى» من جهة والاتحاد الدولى للملاكمة حول توصيف اللاعبة الجزائرية، ومدى أحقيتها فى استكمال مسابقات السيدات بالدورة الأولمبية، بسبب تغير الهرمونات لديها.. وهو خلاف يعكس ويدلل على «مزاجية» إدارة الرياضة فى العالم، وأنه بمقدور هيئة أو مجلس أو حتى فرد معين التحكم فى مصير لعبة أو عنصر منها، إذا خالف هواه أو اتجاهه..
لك أن تتخيل أن اللجنة الأولمبية الدولية تدافع عن البطلة وتؤكد أنها ولدت امرأة وعاشت امرأة وتشارك فى المنافسات كونها امرأة، وأن الاتحاد الدولى المفترض متابعته ومراقبته للعبة يقول عكس ذلك ويشكك فى مشاركاتها ويطلب استبعادها.. عن أى نوع من الشفافية يتحدث هؤلاء..؟ وما المعايير الحاكمة لإدارة ومتابعة هذا الملف وغيره من الملفات الرياضية والإدارية المختلفة..؟
قس على ذلك عشرات القضايا والملفات المهمة، تم حسمها بشكل عشوائى ووفقا لأهواء من يجلس على كراسى الإدارة فى الاتحادات الدولية، ونجاح تلك المنظومات فى إخضاع العشرات من الاتحادات الأهلية والوطنية بفزاعات وتهديدات مختلفة، تمثلت فى الإيقاف والتجميد أحيانا، وفى الخصم والاستبعاد والغرامات فى أحيان أخرى..
هل يفترض فى البطلة المرأة أن تكون ضعيفة..، وإذا كانت هكذا فلماذا اختارت إيمان أو غيرها رياضة الملاكمة لممارستها واحترافها حتى وصلت إلى المشاركة فى أعلى مسابقة رياضية فى العالم وهى دورة الألعاب الأولمبية، وهل تريد البطلة الإيطالية أو غيرها منافسة تفصيل تتمتع بالسهولة والضعف كى تعترف بها، وهل تريد هذه الهيئات منا الاستسلام والتنازل عن الحلم المشروع فى المنافسة وحصد الميداليات على حساب اتحادات أوروبية..
ليتنا نستنسخ من إيمان خليف العشرات، بل المئات من البطلات القادرات على حصد وجمع الميداليات الأولمبية كلها، وعدم ترك إحداها لتلك الاتحادات والهيئات الطامعة فى الفوز بعيدا عن مدى أحقيتها به..