واصلت الطائرات الإسرائيلية امس قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 391 من الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى وارتكب الاحتلال الإسرائيلى خمسة مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 102 شهيد و287 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
من جانبها، وجهت بلدية بيت لاهيا شمال قطاع غزة نداء استغاثة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أمام الكارثة الإنسانية، حيث أصبحت المدينة بلا طعام وبلا مياه وبلا مستشفيات وبلا إسعافات وبلا دفاع مدنى وبلا أطباء وبلا خدمات وبلا اتصالات.
وكانت بلدية بيت لاهيا قد أعلنت المدينة «منكوبة» جراء حرب الإبادة الجماعية فى شمال قطاع غزة المستمرة لليوم 26 على التوالى مع بقاء السيطرة النارية على الجنوب لمنع النازحين من العودة.
استهدف قصف مدفعى المناطق الغربية لبيت لاهيا ومخيم جباليا شمال قطاع غزة.. وأطلقت آليات الاحتلال والطائرات المسيرة النار فى محيط المستشفى الإندونيسى وشمال مخيم جباليا، واشتعلت النيران فى عدة منازل فى محيط المستشفى.
كان 18 مواطنا استشهدوا فى قصفين منفصلين بسوق بيت لاهيا ومنطقة السلاطين خلال الـ 24 ساعة الماضية، كما استشهد خمسة مواطنين وأصيب نحو عشرين فى قصف قرب مركز شرطة الشيخ رضوان بمدينة غزة.
واستشهد ثلاثة مواطنين فى قصف طائرات الاحتلال سيارة بمخيم المغازى وسط القطاع بينهم سيدة، وشنت طائرات الاحتلال غارة على مخيم النصيرات فى الوسط.
من ناحية أخرى، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى، امس، اغتيال أحد عناصر حركة حماس، فى عملية واسعة بمخيم نور شمس بالضفة الغربية المحتلة، وزعم الشاباك بأنه عنصر رئيسى فى البنية التحتية لحماس فى مخيم طولكرم، والذى كان يخطط لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
فى سياق متصل، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على المخيم وألحقت به دمارا واسعا بالبنية التحتية وممتلكات المواطنين.. ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية تجاه المخيم، وفرضت حصارا مشددا عليه.. وجرفت عدة شوارع ومداخل فى المخيم، كما جرفت خطوط المياه والكهرباء. هدمت قوات الاحتلال، أمس، مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فى مخيم نور شمس.
من جانبه قال رئيس لجنة خدمات المخيم نهاد الشاويش فى اتصال هاتفى مع وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، إن جرافات الاحتلال هدمت مكتب «الأونروا» الكائن وسط المخيم وجرفت أسواره الخارجية، موضحا أن مخيم نور شمس يضم مدرسـتين تابعتـين للأونـروا، واحـدة للإنـاث وأخـرى للـذكور، وتقـدم كلتاهمـا خدمـات تعليميـة لما مجموعـه 1536 بحسـب بيانـات العـام الدراسـى 2022-2023.
أشار إلى أن المخيم يحتوى أيضا على مركز صحى يقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية، التى تشمل خدمات الصحة الإنجابية ورعاية الرضع والأطفال، والتطعيمات والفحوصات الطبية، وعيادة أسنان، وكلها يديرها مكتب «الأونروا».
لفتت «وفا» إلى أن «الكنيست» الإسرائيليى أقر، الاثنين الماضى، بالقراءتين الثانية والثالثة، قانونا يحظر نشاط وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، وذلك رغم التحذيرات الأممية والدولية من خطورة هذا التشريع الذى ينتهك المواثيق والقوانين الأممية والدولية.
من جانبها، حذرت مقررة الأمم المتحدة المستقلة المعنية بحالة حقوق الإنسان فى الأرض الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، من أن المضى قدما فى تحقيق الهدف المتمثل فى «إسرائيل الكبرى» يهدد بمحو السكان الفلسطينيين الأصليين، وأن الإبادة الجماعية التى تمارسها القوات الإسرائيلية فى قطاع غزة هى مأساة معلنة قد يتسع نطاقها لتشمل فلسطينيين آخرين تحت الحكم الإسرائيلى.
قالت ألبانيز: «لا نرى الماضى يعيد إنتاج نفسه فى الأرض الفلسطينية المحتلة فحسب، بل نرى أيضا نفس اللامبالاة والقدرة على غض النظر من جانب العديد من الدول الأعضاء والمجتمع الدولى.» وصفت المسئولة الأممية التطورات على الأرض بأنها «مروعة».. قائلة إن العنف الإبادى الذى وصفته فى تقريرها الأول قد توسع وانتشر فى أجزاء أخرى من الأرض الفلسطينية المحتلة.. وقالت الخبيرة الأممية المستقلة فى تقريرها إن «الإبادة الجماعية المستمرة» هى نتيجة لمنح إسرائيل وضعا استثنائيا وإفلاتها من العقاب الذى طال أمده.
حثت ألبانيز فى تقريرها، الدول الأعضاء بالأمم المتحدة على استخدام كل ما لديها من نفوذ سياسى – بدءا بفرض حظر كامل على الأسلحة وعقوبات.. ودعت إلى الاعتراف رسميا بإسرائيل «كدولة فصل عنصرى ممعنة فى انتهاك القانون الدولى، وإعادة تفعيل لجنة الأمم المتحدة الخاصة لمناهضة الفصل العنصرى لمعالجة الوضع فى فلسطين، وتحذير إسرائيل من احتمال تعليق عضويتها وفقا للمادة السادسة من ميثاق الأمم المتحدة».
كما دعت الدول إلى دعم نشر وجود وقائى دولى فى جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، ووضع إطار حماية للفلسطينيين المهجرين خارج قطاع غزة.