سيناء.. أرض الشرف والبطولات.. بوابة مصر الشرقية.. البقعة المقدسة ومعبر الأنبياء.. لها مكانة متميزة فى قلوب كل المصريين.. صاغتها الجغرافيا وأكدها التاريخ.. تحريرها فى 25 أبريل 1982 صفحة مضيئة فى مسيرة الوطن ويوم عيد خالد فى عقل وقلب جميع المصريين.. تاريخ فاصل بين الفقدان والاسترداد.. بين الهزيمة والنصر.. ملحمة عظيمة فى حب «أم الدنيا» تعكس وعى البلاد وضميرها ووجدانها.
وجسدت بطولات استعادة سيناء بداية من الحرب والكفاح العسكرى ثم النضال السياسى وانتهاء بالتحكيم الدولي.. ملحمة وطنية، ومصدر فخر للمصريين وعلامة فارقة فى تاريخ الوطن، ومنبع لكل معانى العزة والولاء والانتماء، ومثال يحتذى به فى الإصرار على صون الكرامة، ودرس فى الحفاظ على التراب الوطنى بالعمل والاجتهاد والعلم وليس بالأمانى والشعارات الرنانة، فقد عبر بها الشعب وجيشه خط المستحيل، وأثبت للعالم عظمة وعراقة المصريين وقدراتهم على مواجهة التحديات وقهر الظروف الصعبة لاسترداد الأرض والعزة والكرامة.
مصر اليوم فى عيد
تحرير سيناء مثال يحتذى فى الإصرار على استرداد الأرض. . ودرس فى الحفاظ على تراب الوطن
تحرير أرض سيناء.. ذكرى خالدة أكدت عظمة وعراقة الدولة المصرية فى الكفاح المسلح والنضال السياسى من أجل استرداد الأرض والكرامة وفرض السيادة المصرية على كامل حدود أراضينا.. إذ حررت أرضها من عدو إسرائيلى متغطرس باستخدام القوى الصلبة وكان البطل الجيش المصرى الآبى ثم القوى الناعمة المتمثلة فى الدبلوماسية المصرية.. فهى ملحمة حقيقية فى حب الوطن.
الصمود
بدأت مصر صراعها المسلح ضد إسرائيل بمرحلة الصمود، وكان الهدف منها سرعة إعادة البناء، ووضع الهيكل الدفاعي، عن الضفة الغربية لقناة السويس، واستغرقت هذه المرحلة المدة من يونيو 1967 إلى أغسطس 1968، واشتملت على بعض العمليات المهمة، التى كان لها تأثير كبير على المستوى المحلى والعربى والعالمى مثل معركة رأس العش، والاشتباك الكبير للمدفعية، إضافة إلى نشاط أفراد القناصة المهرة، فى القضاء على أفراد جيش الاحتلال وقادته، تلاها مرحلة الدفاع النشط، أو المواجهة فكان الغرض منها تنشيط الجبهة والاشتباك بالنيران مع القوات الإسرائيلية، لتقييد حركة قواتها فى الخطوط الأمامية على الضفة الشرقية للقناة، وتكبيدها قدراً من الخسائر فى الأفراد والمعدات.
التحدى والردع
تطور القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها الاستنزاف أو مرحلة التحدى والردع، وذلك من خلال عبور بعض القوات والإغارة على القوات الإسرائيلية، وشهد مارس 1969، أهم مراحل التصعيد العسكرى ما بين الجولتين الثالثة والرابعة فى الصراع العربى الإسرائيلي، وقد أديرت هذه المرحلة سياسياً وعسكرياً بتنسيق متكامل لتحقق الهدف منها ولتتوازن فى التصعيد والتهدئة، وتحددت مهامها فى تقييد حرية تحركات العدو على الضفة الشرقية للقناة، وإرهاقه وإحداث أكبر خسائر به، واستمرت المواجهات على جبهة القتال، حتى انطلقت القوات المصرية معلنة العبور العظيم، واقتحمت قناة السويس وخط بارليف واستردت جزءاً من أراضيها على الضفة الشرقية، وحصدت مصر العديد من النتائج الإيجابية على الصعيدين الإقليمى والدولى من بينها تغيير المعايير والإستراتيجيات العسكرية فى العالم، بالإضافة لعودة الثقة للمقاتل المصرى والعربى وحالة الوحدة العربية التى تمثلت فى تعاون جميع الدول العربية مع مصر، والتى جعلت من العرب قوة دولية- لها ثقلها ووزنها، وسقوط الأسطورة الإسرائيلية وجيشها الذى لا يهزم.
بعد اليوم الـ16 من بدء الحرب بدأت مرحلة القوى الناعمة لاستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية، حيث صدر القرار رقم 338 يقضى بوقف جميع الأعمال العسكرية، وذلك بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء فى مجلس الأمن، وتوقفت المعارك فى 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء.
مباحثات الكيلو 101 تم خلالها الاتفاق على تمهيد الطريق أمام المحادثات السياسية للوصول إلى تسوية دائمة فى الشرق الأوسط، حيث تم التوقيع فى 11 نوفمبر 1973م على اتفاق تضمن التزاماً بوقف إطلاق النار ووصول الإمدادات اليومية إلى مدينة السويس وتتولى قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطريق ثم يبدأ تبادل الأسرى والجرحي، واعتبر هذا الاتفاق مرحلة افتتاحية هامة فى إقامة سلام دائم وعادل فى منطقة الشرق الأوسط.
وفى يناير 1974 تم توقيع الاتفاق الأول لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، والذى حدد الخط الذى ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية على مساحة 30 كيلومتراً شرق القناة وخطوط منطقة الفصل بين القوات التى سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية.. وفى سبتمبر 1975م تم التوقيع على الاتفاق الثانى الذى بموجبه تقدمت مصر إلى خطوط جديدة مستردة حوالى 4500 كيلو متر من أرض سيناء.
مبادرة الزعيم الراحل أنور السادات بزيارة القدس فى نوفمبر 1977 حيث قام بإلقاء كلمة بالكنيست الإسرائيلى طارحاً مبادرته التى جاء فيها خمسة أسس محددة يقوم عليها السلام وهي: إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية التى احتلت عام 1967، وتحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطينى وحقه فى تقرير المصير بما فى ذلك حقه فى إقامة دولته، وحق كل دول المنطقة فى العيش فى سلام داخل حدودها الآمنة والمضمونة عن طريق إجراءات يتفق عليها تحقيق الأمن المناسب للحدود الدولية، بالإضافة إلى الضمانات الدولية المناسبة، تلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقاً لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبصفة خاصة عدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية، وأخيراً إنهاء حالة الحرب القائمة فى المنطقة.
وفى مؤتمر كامب ديفيد (18 سبتمبر 1978) فى 5 سبتمبر 1978 وافقت مصر وإسرائيل على الاقتراح الأمريكى بعقد مؤتمر ثلاثى فى كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية، وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق يوم 17 سبتمبر من ذات العام، والتوقيع على وثيقة كامب ديفيد فى البيت الأبيض يوم 18 سبتمبر 1978، ويحتوى الاتفاق على وثيقتين هامتين لتحقيق تسوية شاملة للنزاع العربى الإسرائيلي، ثم وقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام اقتناعاً منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل فى الشرق الأوسط، والتى نصت على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة وأيضاً المدنيون من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء.
عودة سيناء
أدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلى كامل من شبه جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها فى سيناء وتم تحديد جدول زمنى للانسحاب المرحلى من سيناء، وفى يوم 25 إبريل 1982 تم رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلى من سيناء بعد احتلال دام 15 عاماً وإعلان هذا اليوم عيداً قومياً مصرياً فى ذكرى تحرير كل شبر من سيناء فيما عدا طابا حيث استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية سبع سنوات من الجهد الدبلوماسى المصرى المكثف.
برهان على بطولات العسكرية المخلصة .. وإثبات لبراعة المفاوض المصرى
تحرير سيناء .. «جيش الشعب .. درع الوطن»
اللواء على حفظى: «أكتوبر 73».. أسقط الأسطورة الإسرائيلية.. وأجبر العدو على السلام
اللواء هشام الحلبى: مصر سبقت العالم فى استخدام القوى الصلبة والناعمة لاسترداد الأرض والكرامة
يظل 25 أبريل من كل عام عيداً لكل المصريين، فهو يوم عظيم لذكرى نصر مبين، وبرهاناً على بطولات وتضحيات العسكرية المصرية المخلصة وإثبات لبراعة المفاوض المصرى فى الحفاظ على تراب الوطن وصون كرامته بإصرار وعزيمة لا تلين.. لتظل مصرنا العزيزة وطناً كريماً نعيش فيه ويعيش فينا ويجرى فى عروقنا، نبذل من أجله كل غالٍ ونفيس لتظل رايته شامخة عالية.
انجاز حقيقى
اللواء على حفظى محافظ شمال سيناء الأسبق، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أكد أن تحرير سيناء، إنجاز حقيقى وإعجاز يفتخر به جميع المصريين، يؤكد دائماً وأبداً أنه لا تنازل ولا تفريط فى حبة رمل من تراب الوطن فقد استعدنا الأرض وفرضنا كامل السيطرة على كامل أراضينا بعد صراع عسكرى وسياسى تفاوضى ثم صراع تحكيمى استمر 22 عاما من 1967 إلى 1989 بعد استرداد طابا بينما استعدنا الكرامة فى معركة العاشر من رمضان 22 يوما من 6 أكتوبر حتى 28 أكتوبر 1973.
أوضح اللواء على حفظى إن تحرير أرض الفيروز تم على 3 مراحل الأولى قتالية عسكرية واستمرت 6 سنوات والثانية تفاوضية سياسية عسكرية واستمرت 9 سنوات والثالثة من خلال القانون والتحكيم الدولى واستغرقت 7 سنوات، موضحًا أن الصراع العسكرى بدأ بعد عدوان 67، وعرفت بحرب الاستنزاف والتى استمرت 1000 يوم تكبدت خلالها إسرائيل العديد من الخسائر فى الأرواح والمعدات، واستطعنا خلالها إعادة بناء القوات المسلحة، وبناء حائط الصواريخ المضادة للطائرات، وقمنا بعمل العديد من العمليات والمعارك حتى جاءت المفاجأة فى 6 أكتوبر 1973 وقام الجنود البواسل باقتحام خط بارليف أقوى حصن دفاعى عبر مانع مائى فى التاريخ وتم استرداد جزء من سيناء وسيطروا على قناة السويس وكبدنا الجيش الإسرائيلى خسائر فادحة، ولقناه درسا لن ينساه أبدًا.
وأضاف بدأت مرحلة المفاوضات السياسية، وتوقفت المعارك فى 28 أكتوبر 1973، وتم توقيع الاتفاق الأول لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل فى يناير 1974، وتم تحديد الخط الذى ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية تلاه الاتفاق الثانى فى سبتمبر 1975، لتتقدم مصر إلى خطوط جديدة وتسترد 4500 كيلو متر جديدة من أرض سيناء، ثم مبادرة الزعيم الراحل أنور السادات لإحلال السلام من خلال 5 أسس محددة لإنهاء حالة الحرب القائمة فى المنطقة، وصولا إلى مؤتمر كامب ديفيد 1978 بالولايات المتحدة الأمريكية وتوقيع مصر وإسرائيل معاهدة السلام اقتناعاً منهما بضرورة إقامة سلام عادل وشامل فى الشرق الأوسط، لينسحب العدو الإسرائيلى من سيناء، وتعود سيناء إلى حضن الوطن وتم تحديد جدول زمنى للانسحاب المرحلى من سيناء، وفى يوم 25 إبريل 1982 تم رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء، وباللجوء إلى التحكيم الدولى فى محكمة جينيف استعدنا طابا وتم رفع العلم المصرى على أرضها 19 مارس 1989.
وأكد أن سيناء هى «قدس الأقداس» والدرع الواقية الذى حمى مصر على مر التاريخ من أطماع الطامعين فى خيرات مصر، وقد كرمها -الله عز وجل- بالتجلى على أرضها، ومر بها العديد من الأنبياء، لافتا إلى أنها أرض الخير والسلام حيث يتواجد على أرضها كل مقومات الحياة والتنمية الشاملة من مقومات الصناعة والأراضى الزراعية والتعدين والسياحة فضلا عن تعدد مصادر الطاقة إلى جانب موقعها الفريد على خريطة العالم وهو إقليم واعد لمصر نحو مستقبل أفضل.
وأشاد محافظ شمال سيناء الأسبق بما تشهده أرض سيناء من معارك أبطالها من أبناء القوات المسلحة الأوفياء الذين حولوا أرض المعارك والدفاع والحرب إلى أرض التنمية والمستقبل فبدأوا معركتهم بتطهير أرض الفيروز من بقايا الإرهاب الأسود، ثم المشاركة فى أعمال البناء والتعمير رافعين شعار»يد تبنى ويد تحمل السلاح» مشيدًا بالقيادة السياسية الوطنية بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى ودورها فى دفع عجلة التنمية فى سيناء وتخصيص مليارات الجنيهات لتحقيق التنمية الشاملة على أراضيها وتوفير فرص عمل حقيقية لشبابها الوطنيين، مؤكدا أن ما تم على مدار العشر سنوات الماضية إنجاز أشبه بالإعجاز فهناك توجه للتنمية والتطوير فى كل المجالات بداية من البنية التحتية الأساسية ومد الطرق والكبارى والموانئ والمطارات والمدن الجديدة والتوسع فى المشروعات القومية الزراعية والصناعية والسياحية وكذلك التعليم حيث تنتشر على أرضها المدارس والجامعات شمالا وجنوبا.
فرسالة الدولة المصرية أن أرض سيناء هى كرامة المصريين ولن يسمح بالتفريط فيها ، حررناها من الاحتلال ، وخضنا حرب تطهيرها من الارهاب بفضل تضحيات رجال الشرطة ، والأن يعلن أنها خط أحمر لن يسمح لأحد الاقتراب منها ، ونوه إلى ضرورة توعية الأجيال الجديدة بأهمية أرض سيناء تلك البقعة الغالية للحفاظ عليها والمشاركة فى بنائها وتطويرها وتنميتها، والاستفادة من الأولوية التى توليها الدولة لتنميتها، فسيناء جزء غالٍ من جسد مصر، جميعنا مستعد دائما للتضحية من أجله.
الأطماع مستمرة
قال اللواء دكتور أركان حرب هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، يحسب لمصر ورئيسها الراحل أنور السادات استباق الغرب بسنوات طويلة فى استخدام مفهوم القوة الذكية وهو المزج ما بين القوتين الصلبة والناعمة من أجل هدف واحد يخدم الدولة ويعد أحدث مفهوم لاستخدام القوة فى العلوم السياسية والإستراتيجية توصل إليه الغرب حالياً، وأجبرنا العدو على الجلوس على مائدة المفاوضات وفرضت مصر السلام على إسرائيل.
أوضح اللواء «الحلبي» إنه عقب نكسة 1967 واحتلال العدو الإسرائيلى لأرض سيناء أجمع العالم على أن استرداد مصر لأرضها بات «مهمة مستحيلة» فى ظل ضعف السلاح المصرى والتفوق العسكرى للعدو إلى جانب خط بارليف ونقاطه الحصينة، والذى يحتاج قنبلة نووية وفقاً لتأكيدات خبراء العالم ولكن مع عزيمة الأبطال ودقة التخطيط والتنفيذ، قمنا بتنفيذ 3 اقتحامات رئيسية هى قناة السويس والساتر الترابى وخط بارليف، وكسرنا بذلك نظرية الأمن الإسرائيلية، وهى الأقوى فى ذلك الوقت حيث كانت تعتمد على احتلال جزء من الأرض خارج حدودها والاستناد على موانع طبيعية وأخرى صناعية وخطط نيران للاحتفاظ بالأرض.. وقد كانت الحرب بمثابة إعجاز فى العلم العسكري، حيث حققت الحرب أهدافها فى 6 ساعات، وهكذا استخدمنا القوة الصلبة لتحرير سيناء وكسرنا أنف العدو المتغطرس وأسطورة الجيش الذى لا يقهر، وبعد الحرب بدأت المفاوضات العسكرية وعملية السلام وهى القوة الناعمة حيث كان قرار الزعيم الراحل فى منتهى الذكاء الاستراتيجى وهو يحسب له وللشعب المصرى الذى وقف خلف قائده، مشيرًا إلى أن تحرير سيناء بمثابة ملحمة عسكرية بطولية دبلوماسية قانونية استمرت سنين طويلة وحققت أهدافها فى النهاية.
وأكد «الحلبي» أن الأطماع فى سيناء ما زالت مستمرة ولكن بأدوات مختلفة من بينها تصدير الإرهاب والإرهابيين وإشعال الحرب على حدودها وقد نجحت مصر بجهود أبنائها المخلصين من رجال القوات المسلحة والشرطة فى القضاء على الإرهاب وكتابة النهاية لخفافيش الظلام، مشيراً إلى أن هناك معركة أخرى هى معركة البناء والتنمية بتنفيذ المشروعات التنموية على أرض الفيروز، مشيدا بالإرادة السياسية الحقيقية التى تسعى إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة على أرض سيناء الغالية من تطوير للبنية التحتية ومدها بالمرافق والخدمات وتطوير شبكات الطرق والكهرباء والمياه بالإضافة لإنشاء الآلاف من وحدات الإسكان الجديدة واستصلاح الأراضى الزراعية وإقامة المصانع وغيرها من أعمال التنمية التى وضعتها على بداية طريق الاستثمار.
شعب يساند جيشه
بينما أكد اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن تكاتف الشعب المصرى ووقوفه خلف قواته المسلحة وأبطالها أصحاب العقيدة الراسخة «النصر أو الشهادة»، كان السبب الرئيسى وراء نصر أكتوبر العظيم، واسترداد كل شبر من أرض سيناء الغالية، مشيراً إلى أن جيش مصر للمصريين، يحمى ويصون الأرض والعرض ويسعى دائما لتحقيق أمال وطموحات شعبه العظيم، الذى حدد أولوياته عقب 5 يونيو 1967 باسترداد الأرض والعرض.
وأضاف اللواء العمدة على هامش احتفالات المصريين بتحرير سيناء أن تلاحم الشعب والجيش، والاجتماع على هدف واحد، هو استرداد الأرض والكرامة، والتفاف الجميع حول شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، كان سببًا رئيسيًا لهذا الانتصار الساحق، مشيرًا إلى عبقرية التخطيط والتنفيذ لقواتنا المسلحة، التى تعد صمام الأمن والأمان لمصر والشرق الأوسط بأكمله، ووضح ذلك فى مخطط الشرق الأوسط الكبير الذى تحطم على أرض مصر بفضل وعى القوات المسلحة.
وقال «العمدة» إنه بعد نكسة 67، تحمل الجميع مسئولياته الشعب والقوات المسلحة، فتحمل المصريين حياة صعبة جدا، فى مقابل إعادة بناء جيشه العظيم، وبالفعل كانت حرب الاستنزاف التى كانت تمهيدًا لحرب أكتوبر العظيمة، لقنا العدو خلالها دروسًا قاسية هدمت من معنوياتهم، واستطعنا هزيمة عدو لديه السلاح الأحدث والأقوي، والطائرات الحديثة، بالإضافة لخط بارليف الساتر المنيع، ورغم أن كل تقارير العالم كانت تؤكد استحالة الأرض وأننا نحتاج القنبلة النووية لإزالة الساتر الترابي، إلا أننا قهرنا المستحيل واستطعنا بفكر ودهاء قادة القوات المسلحة، وعقيدة خير أجناد الأرض، واستعدنا أرض سيناء كاملة، من خلال صراع طويل عسكرى وسياسى ودبلوماسى وقانوني.
وأشار «العمدة»: ونحن نحتفل اليوم بذكرى تحرير سيناء، علينا أن نذكر أن الشعب المصرى وتلاحمه مع قواته المسلحة، لا يمكن لأى قوة مهما كانت أن تحطم إرادته، وأننا فى هذه المرحلة الفارقة من التاريخ، نحتاج روح أكتوبر 73، والوقوف خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة فى ظل ما تموج به المنطقة من حروب أثرت عل ى جميع دول العالم، وعلينا جميعا الاصطفاف للوقوف فى وجه المخططات الخارجية التى لا تريد لنا أمنًا ولا استقرارًا، لافتًا إلى أن الشعب المصرى لن ينسى الدور العظيم الذى قدمته القوات المسلحة فى حماية مصر وأرضها وشعبها خلال ثورتى 25 يناير و30 يونيو، والتى انحازت خلالهما للشعب ومطالبه، دون الدفاع عن النظام، ليس تفضلًا ولا تكرمًا، ولكنها أخلاق وعقيدة خير أجناد الأرض، كما كان للقوات المسلحة دورًا مهمًا فى البناء والتنمية رافعة شعار «يد تبني، ويد تحمل السلاح» حيث أشرفت على تنفيذ العديد من المشروعات القومية والتنموية والحيوية التى ساهمت فى دفع عجلة الاقتصاد الوطنية وجذب الاستثمارات الخارجية.
أكد اللواء «العمدة» أن لمصر قوات مسلحة قوية قادرة على مواجهة التحديات وحماية الوطن أرضاً وشعباً، بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية والتأكيد على المستقبل الواعد لأرض الفيروز المقرر ان تكون قبلة المستثمرين فى الداخل والخارج مشيراً إلى أننا قطعنا شوطاً كبيراً، وعلى المصريين المشاركة بالاجتهاد والاخلاص فى العمل كل فى مجاله والوقوف خلف القوات المسلحة التى لعبت دوراً مهماً فى تحقيق التنمية فى مصر فى هذه الفترة من عمر الوطن.
كا تقاتل الآن من أجل حماية سيناء ومواجهة كافة المخططات التى تستهدف أمننا القومى بحسم ووضوح.