يقع الكثير من الرجال والنساء فى فخ حلاوة البدايات وانشغال كل طرف فى بداية التعارف والعلاقة بجذب الطرف الآخر ومحاولة إتمام الزواج بدون دراسة الطرف الآخر ومعرفة مدى احتياج كل طرف للآخر! فيبدأ كل طرف فى فترة التعارف بالتركيز على محاولة إظهار الإعجاب والشعور بالارتياح والقبول تجاه الطرف الآخر وهذه أمر طبيعى فلابد أن يشعر كل طرف بالارتياح والقبول والإعجاب تجاه الطرف الآخر وعقب الانتهاء من تلك المرحلة وشعور الطرفين بالاعجاب والقبول المتبادل تبدأ المرحلة الثانية وهى مرحلة اتخاذ خطوة رسمية ما تسمى بالخطوبة وهنا تكمن المشكلة والأزمة الحقيقية، فكلا الطرفين لابد أن يتخذوا تلك المرحلة مرحلة دراسة شريك الحياة. ليسألوا أنفسهم العديد من الأسئلة الجوهرية تجاه العلاقة: هل هذا الشخص شريك الحياة ام مجرد زوج؟ لان هذا السؤال تترتب عليه العديد من النتائج! فبالطبع من اختار الشخص الآخر كشريك حياة يختلف عن اختياره كزوج مناسب! فمعظم الأخطاء التى يرتكبها اغلب الرجال خصيصاً بعد دراسة العديد من التجارب للرجال وجدت أن أغلب الرجال فى بداية الأمر تحدث المراحل الأولى التى ذكرتها ولكن يخطئ فى التعامل أثناء الخطوبة فيكتفى بالأساس الذى اختار عليه الشخص مواصفات تدعه يقبل على الزواج من ذلك الشخص ولكن لا تنبئ باستمراية العلاقة كما بدأت؛ فيكتفى الشخص بالاعجاب الظاهرى والارتياح للشخص ومواصفات العقل المتمثلة فى الأسرة وينتقل لمرحلة الزواج ليكتشف منذ أول شهر أنه لا يستطيع العيش مع ذلك الشخص 24 ساعة! وهو خطأ نابع من عدم التمعن فى فترة الخطوبة وعدم اختبار نفسه بالعديد من الاسئلة المتوقف اجابتها على تكملة العلاقة والانتقال لمرحلة الزواج ام يكتفى بتلك المرحلة وينسحب فى الوقت المناسب، ومن هذه الاسئلة: هل هذا الشخص شريك حياة يستطيع أن يشاركنى كل شيء؟! هل استطيع تحمل هذا الشخص ووجوده معى 24 ساعة يومياً؟! هل هناك لغة حوار مع هذا الشخص استطيع أن لحادثه واحاوره فى العديد من الأمور؟! هل هذا الشخص يشبعنى فكرياً وروحيا وعاطفيا ونفسيا!؟ هل هذا الشخص استطيع أن اشعر معه بالأمان والاحتواء والاستكفاء!؟ فإذا كانت الإجابة بالنفى والانسحاب حتمى وفورا، لان عقب الزواج يحتاج الشخص لشريك حياة يشعر بوجوده وغيابة وحضوره، يشعر أن هناك إنسانا يغنيه معنوياً عن احتياجه لشخص آخر يلبى احتياجاته، فمن لم يجد شريك حياة يحتاج مع الوقت لذلك، فيتحول كلا الطرفين لشخصين يعيشان مع بعضهما البعض جسدا فقط بلا روح، شخصين فى نظر المجتمع متزوجين تجمعهما المناسبات والصور التذكارية والوجهة الاجتماعية المتمثلة فى أسرة مكونة من زوج وزوجة واولاد، ولكن فى الحقيقة زوجان يعيشان مع بعضهما البعض منفصلين داخل البيت ومرتبطين أمام الناس، فالمجتمع لا يعبأ إذا كنت تعيش تعيسا ام سعيدا! من يدفع الثمن هو أنت، فمن يخبرونك بالزواج هم لا يدفعون ثمن اختيارك ولا يستطيعوا أن يشعروا بما تشعر به ولا يهمهم كيف تعيش، فهم يكتفون بلحظة حضور الفرح الذى يستغرق عددا من الساعات ويذهبون لبيوتهم وانت من تتحمل اختيارك، فالناس يهمهم من تتزوج ولا يهمهم هل سعيد أم لا؟! فتمعن جيدا فى اختيار شريك حياتك الذى اختارت أن يكمل معك سنوات حياتك القادمة التى هى أهم من سنواتك التى مضت، ومن الأهمية عيش كل مرحلة بتفاصيلها ودراستها كما ينبغى أن تكون لتنتقل من مرحلة إلى أخرى وانت متأكد أن هذا الشخص هو من أريده شريك حياتى ولا اريد استبداله واكتفى به ويكتفى به وأشعر معه بالاشباع الروحى والعاطفى والنفسى والمعنوى والفكري، لان الانفصال فى البداية خسائره أقل ممن يترك نفسه عاماً بعد عام لتصبح الخسائر أكثر وخاصة عندما ينتج عن هذه السنوات أطفال؛ فلا تجعلوا فترة التعارف و الخطوبة مرحلة لاتمام الزواج بل مرحلة لحياة سعيدة مع شريك للحياة، فليس المهم متى تتزوج لان أكثر الناس يتزوجون ، ولا متى تنجب فأكثر الناس ينجبون، بل المهم من تتزوج وهل سعيد بهذا الزواج وهل لديك شريك حياة مكتف به عقلا وقلباً وروحا لتنجب أطفالا يستطيعون أن يعيشوا فى جو نفسى سعيد مليء بالحب ليصبحوا اسوياء نفسيا وليسوا معقدين ومرضى نفسيين.