المعاناة الكبيرة التى تحيط بالفلسطينيين فى قطاع غزة، تزداد سوءاً وقد قاربنا على 9 أشهر من الدمار والهلاك والتجويع والبشاعة التى لم نرها طيلة الأوقات الماضية، فها هو الوجه القبيح لإسرائيل التى مهما قيل إن هناك خلافات داخلية ربما تؤثر عليها ولكن حقيقة الأمر أنها شو إعلامى فقط فرأينا قبل ذلك ما يقال مظاهرات ضد نتنياهو من أجل القبول بوقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين ولم نر فعلا حقيقيا له ولم نر وقفاً لاطلاق النار بل استمراراً وبكل أنواع الأسلحة الحديثة التى تجلبها من الولايات المتحدة لقتل المزيد من الفلسطينيين وسفك الدماء.
ما نراه ما هو إلا تمثيلية معدة مسبقا وتؤكد عليه أن كل يوم يكون حدث وحديث يختلف عن اليوم الذى قبله من أجل ألا نتذكر اليوم الذى قبله، فمنذ أيام قليلة يتحدثون عن موافقة مصر للمشاركة فى قوة عربية تابعة للأمم المتحدة، للسيطرة على المعابر فى قطاع غزة، وهو ما نفته مصر، فمواقف مصر وثوابتها معروفة وتؤكد على حقوق الشعب الفلسطينى بضرورة وقف العدوان الإسرائيلى على غزة وإدخال المساعدات بشكل عاجل وفورى وفتح كافة المعابر والإفراج عن الأسرى والمحتجزين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وان يكون هناك آفق سياسى لتسوية القضية الفلسطينية على النحو الذى يمكن ان يكون معه تنفيذ حل الدولتين.
الحرب الإسرائيلية على غزة أدت إلى أزمة إنسانية لا مثيل لها ، ان مصر من البداية تدعو لوقف فورى ومستدام لإطلاق النار، وقيام إسرائيل بالكف عن انتهاك بالقانون الدولى الإنسانى وضمان حمايتها للمدنيين، والتأكيد على الحاجة الملحة لوصول المساعدات الإنسانية لغزة دون قيود.
حذرت مصر من العواقب الوخيمة للعدوان العسكرى الإسرائيلى فى رفح الفلسطينية، مطالبة إسرائيل بتوفير الظروف المواتية للوصول الفورى والآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، وان حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام والأمن للشعبين الفلسطينى والإسرائيلي، ومصر ترفض بشكل قاطع أى محاولة لتهجير أو طرد أو نقل الشعب الفلسطينى من أراضيه.
الأوضاع فى قطاع غزة صعبة للغاية وبصفة خاصة الصحية التى فى حالة انهيار كبير حيث المياه غير الصالحة للشرب الملوثة وأدت إلى أمراض كثيرة ومياه الصرف الصحى التى تلوث المياه الجوفية والتى انتشرت فى الشوارع وبالتالى ووسط كل تلك المشاهد المؤلمة التى يراها العالم دون ان يتحرك من أجل ضغط حقيقى وفعال على إسرائيل ودون مسبقات وتبريرات وهى ما تعطى انطباعا أنه أمر مشاركون فيه ويريدون ان تستمر هذه الحرب إلى ما لا نهاية ودون ان تتوقف لأهداف لهم ولإسرائيل.
هناك نقص شديد للغاية للمواد الغذائية فى قطاع غزة والآن الفلسطينيون مهددون بالمجاعة فهل من المعقول ان يكون ذلك فى عالم يخلو من المشاعر بل ويشجع على هذه المجازر التى تقوم بها إسرائيل نحن فى فساد عالمى يريد ما يريد لمصلحته ويرفض ما يرفض لمصلحته أيضا دون أى عواقب لمعتد على طرف آخر بل يتم مكافأته على فعلته وما يقوم به.
نحن فى عالم الغابة الذى تحكمه الولايات المتحدة ويسوده الفساد الأخلاقى وعدم احترام القوانين وعدم انصاف المظلوم وحماية الجانى على حساب المجنى عليه، هذا هو عالمنا الذى لا نتمنى ان يستمر طويلاً ونراه فى المأساة التى يعيشها الشعب الفلسطيني.