استعرضت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، تقريراً شاملاً حول نهج “الاقتصاد الأزرق” في مصر، باعتباره مساراً استراتيجياً لتحقيق الاستخدام الأمثل والرشيد للموارد الطبيعية، وضمان صونها للأجيال القادمة، بما يتماشى مع التوجهات العالمية للتنمية المستدامة.
خطوات حثيثة وتوسيع للمحميات البحرية
أكدت الدكتورة منال عوض أن الدولة المصرية اتخذت خطوات جادة لتعزيز الاقتصاد الأزرق، بهدف حماية البيئة البحرية وتحقيق نمو اقتصادي يوفر فرص عمل ويحسن سبل العيش لسكان المناطق الساحلية. وأبرزت الوزيرة أهم هذه الخطوات:
- إعلان منطقة “الحيد المرجاني العظيم” بالبحر الأحمر محمية طبيعية بالكامل.
- الانتهاء من إعداد الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي 2030.
- تنفيذ أهداف الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.
- تكثيف الجهود للحد من التلوث البلاستيكي وتقليل الاعتماد على الأكياس أحادية الاستخدام.
إطار وطني وشراكات دولية
أوضحت الوزيرة أن وزارة البيئة ساهمت بفاعلية في وضع الإطار العام لـ “الاستراتيجية التشاركية للاقتصاد الأزرق”، والتي يراجعها مجلس الوزراء حالياً لاعتمادها. كما يتم العمل على استراتيجية وطنية بالتعاون مع البنك الدولي ومنحة قدرها 800 ألف دولار، بالإضافة إلى مشروع إقليمي ممول من مرفق البيئة العالمي لحماية بيئة البحر الأحمر وخليج عدن. وأشارت إلى أن الاستراتيجية تركز على قطاعات حيوية مثل: قناة السويس، النقل البحري، الموانئ، الصيد، فضلاً عن القطاعات الصاعدة مثل تحلية مياه البحر والتكنولوجيا الحيوية.
رئاسة مصر لاتفاقية “برشلونة” (COP24)
أشارت د. منال عوض إلى النجاحات الدولية لمصر، والتي توجت بتسلمها رئاسة مؤتمر الأطراف لاتفاقية حماية بيئة البحر المتوسط (اتفاقية برشلونة) في دورتها الرابعة والعشرين (COP24)، تحت شعار “اقتصاد أزرق مستدام من أجل متوسط مرن وصحي”. وتعكس هذه الرئاسة (التي تستمر لعامين) ثقة المجتمع الدولي في دور مصر الفاعل لمواجهة التحديات البيئية. وتزامن هذا الحدث مع الاحتفال باليوبيل الذهبي للاتفاقية (50 عاماً على توقيعها)، مما جعلها فرصة لتجديد الالتزامات الإقليمية بحماية المتوسط.
مخرجات مؤتمر القاهرة الوزاري
نجح المؤتمر في مناقشة قضايا ملحة شملت:
- التغير المناخي والتلوث: آليات تنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيولوجي والحياد الكربوني في قطاع السفن.
- استعادة النظم البيئية: خطط استعادة سواحل المتوسط والأراضي الرطبة حتى عام 2030.
- التعاون الإقليمي: تبادل الخبرات بين مصر وتونس في حماية السواحل ودمج أبعاد المناخ في مشروعات التنوع البيولوجي.
إعلان القاهرة والقرارات الختامية
شهد ختام المؤتمر صدور “إعلان القاهرة الوزاري”، الذي أكد الالتزام بحماية التنوع البيولوجي البحري للأجيال القادمة. كما تضمنت القرارات الختامية:
- دعم خطط التنوع البيولوجي البحري ودخول الاتفاقيات الخاصة بها حيز النفاذ.
- اعتماد تقارير فنية لربط قضايا المناخ والماء والغذاء والطاقة بالبحر المتوسط.
- تحديث نماذج الإبلاغ عن مصادر التلوث البرية واعتماد معايير عمل “لجنة الالتزام” التي ترأستها مصر لعامين.
- تسليم “جائزة إسطنبول للمدينة الصديقة للبيئة” لمدينة ملقا الإسبانية، والإعلان عن استضافة دولة كرواتيا للدورة القادمة (COP25) عام 2027.









