قال وائل زود المدير الإقليمي لشركة بوينج في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ان شركات الطيران في الشرق الأوسط تحتاج الي 3000 طائرة خلال العشرين عاماً القادمة لمواكبة النمو الكبير في الحركة .. و 3360 طائرة جديدة حتى عام 2044، مدعوماً بنمو سنوي في حركة المسافرين بنحو 4.4%، وهي من أعلى المعدلات العالمية ..
مشيرا الي ان الشرق الأوسط أحد أكثر مناطق قطاع الطيران نشاطاً وديناميكية في العالم .. مشيرا الي ان مكانة مصر المتميزة وموقعها الاستراتيجي، وزيادة الطلب على السياحة، والاستثمار في البنية التحتية للمطارات والطيران ..عوامل تمنحها ميزة تنافسية كحلقة وصل بين أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا ..
وفي حوار خاص، يؤكد المدير الإقليمي لشركة بوينج ان مصر تتمتع بمكانة متميزة. فموقعها الاستراتيجي، وزيادة الطلب على السياحة، والاستثمار في البنية التحتية للمطارات والطيران، كلها عوامل تمنحها ميزة تنافسية كحلقة وصل بين أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.
كما تستفيد مصر من بنية تحتية قوية في قطاع الطيران، حيث طلبت مصر للطيران أكثر من 70 طائرة من طراز بوينج على مدى عقود، وتشغل أحد أكبر أساطيل طائرات 737-800 في المنطقة، وتواصل تحديث أسطولها من خلال اتفاقيات الطائرات والخدمات مع شركة بوينج… والي نص الحوار
- بدايةً، هل يمكنكم اطلاعنا على تاريخ العلاقة والشراكة بين مصر وشركة بوينج؟
تمتد علاقة الشراكة والتعاون بين مصر وبوينج لحوالي ستة عقود، وكانت البداية عندما بدأت مصر للطيران بطلب طائرات بوينج عام 1966، ومنذ ذلك الحين طلبت أكثر من 70 طائرة، من بينها طائرات 787-9 دريملاينر و737 ماكس وتعكس هذه الشراكة الراسخة ثقة عميقة والتزاماً مشتركاً بتعزيز قدرات مصر في مجال الطيران. - لماذا تهتم شركة بوينج بمصر؟
تعد مصر سوقاً استراتيجية تقع عند ملتقى طرق أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا. وتتمتع بشريحة سكانية شابة ومتنامية، وطموحات قوية في قطاع الطيران، فضلاً عن اهتمام وطني بتحديث الأساطيل. وترى بوينج في دور مصر كمركز إقليمي فرصة واعدة على المدى الطويل، وستظل ملتزمة بدعم نمو البلاد في مجالات الطيران التجاري، والخدمات، والتدريب، والاستدامة، والتنمية المجتمعية. - لطالما كانت بوينج شريكاً رئيسياً لمصر للطيران خلال مراحل تحديث أسطولها المتعددة، حيث تمثل طائرات بوينج حالياً 62% من أسطولها. ما رأيكم في هذه الشراكة؟
نقدر شراكتنا الطويلة الممتدة مع مصر للطيران تقديراً كبيراً. ولا شك أن كون طائرات بوينج تمثل 62% من أسطول مصر للطيران يعكس ثقة الشركة بأداء طائراتنا وموثوقيتها وكفاءتها خلال مراحل التحديث المتعاقبة. كما تقوم مصر للطيران بتشغيل أحد أكبر أساطيل طائرات 737-800 في المنطقة، وقد عززت استراتيجيتها على المدى الطويل من خلال اتفاقية تأجير 18 طائرة جديدة من طراز 737-800 خلال معرض دبي للطيران 2023، بما يرفع كفاءة عملياتها من الطائرات ضيقة البدن ذات الممر الواحد. - ما الذي يمكنكم أن تطلعونا عليه إزاء التعاون المستقبلي بما يتماشى مع خطط التوسع والتحديث لشركة مصر للطيران؟
نواصل تعزيز تعاوننا مع مصر للطيران، لا سيما من خلال اتفاقية “توفير قطع الغيار المصممة خصيصاً” والتي تم الإعلان عنها في معرض دبي للطيران 2025، والتي ستساعد مصر للطيران على تعزيز جاهزية أسطولها، وتبسيط عمليات الصيانة، وتحسين الكفاءة التشغيلية. ونحن فخورون بدعم مصر للطيران بطائرات حديثة متطورة مثل 787-9 و737-800، بالإضافة إلى أدوات رقمية مثل “إدارة صحة الطائرات” و”خدمات قمرة القيادة”، ونؤكد التزامنا بتمكين الشركة من تحقيق طموحاتها في النمو والاستدامة على المدى الطويل. - ما حجم استثمارات شركة بوينج في مصر؟
على مدى العقد الماضي، استثمرت بوينج أكثر من 2.8 مليون دولار في برامج خدمة المجتمع، التي ركزت على تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وإتاحة فرص العمل، وريادة الأعمال، والاستدامة. كما نقدم التدريب والصيانة والخدمات الرقمية ودعم دورة حياة الطائرات داخل مصر، وذلك عبر منصات تجارية ، بهدف تعزيز القدرات ودعم رؤية مصر على المدى الطويل في مجال الطيران. - كيف ترون قطاع الطيران المدني المصري، وما الذي يحتاجه ليصبح منافساً أقوى في المنطقة؟
وفقاً لتوقعات بوينج لسوق الطيران التجاري لعام 2025، سيحتاج الشرق الأوسط إلى 3360 طائرة جديدة حتى عام 2044، مدعوماً بنمو سنوي في حركة المسافرين بنحو 4.4%، وهي من أعلى المعدلات العالمية. ويعكس هذا الطلب على المدى الطويل توسع قطاع السياحة في المنطقة، ونموها السكاني القوي، وموقعها كمركز عالمي يربط آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وتتمتع مصر بمكانة متميزة ضمن مسار هذا النمو. فموقعها الاستراتيجي، وزيادة الطلب على السياحة، والاستثمار في البنية التحتية للمطارات والطيران، كلها عوامل تمنحها ميزة تنافسية كحلقة وصل بين أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا. كما تستفيد مصر من بنية تحتية قوية في قطاع الطيران، حيث طلبت مصر للطيران أكثر من 70 طائرة من طراز بوينج على مدى عقود، وتشغل أحد أكبر أساطيل طائرات 737-800 في المنطقة، وتواصل تحديث أسطولها من خلال اتفاقيات الطائرات والخدمات مع شركة بوينج.
ولتعزيز القدرة التنافسية بصورة أكبر، سيتطلب الأمر وبصورة أساسية مواصلة الاستثمار في الأساطيل الحديثة، والعمليات الرقمية، والتدريب، والاستدامة. ومع تسارع نمو الأساطيل على المدى الطويل في الشرق الأوسط وأفريقيا، تتمتع مصر بمكانة متميزة تؤهلها لاغتنام فرص كبيرة في التوسع، ورفع الكفاءة، والتحديث على المدى الطويل. - كيف تساهم استثمارات بوينج في مصر في تعزيز الاستدامة ودفع الابتكار في قطاع الطيران؟
العديد من الدول الأفريقية تعتبر وقود الطيران المستدام وسيلة فعالة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل ملحوظ، وتحفيز الاقتصاد الأخضر ونمو الناتج المحلي الإجمالي. وفي مصر، نتعاون مع عملائنا التجاريين لتشجيع توريد واستخدام وقود الطيران المستدام، فعلى سبيل المثال، في عام 2019، قامت مصر للطيران بتسيير أطول رحلة تسليم في العالم لطائرة بوينج 787-9 دريملاينر باستخدام الوقود الحيوي. علاوةً على ذلك، خلال مؤتمر الأطراف (COP27) في 2022، قامت مصر للطيران بتسيير أول رحلة تجارية لها تعمل بوقود الطيران المستدام، حيث أقلعت طائرة بوينج 787-9 من مطار شارل ديجول في باريس إلى شرم الشيخ. لطالما كانت بوينج من أشد الداعمين لتوسيع نطاق استخدام وقود الطيران المستدام، وتواصل التعاون والابتكار في هذا المجال، إلى جانب استكشاف حلول أخرى. - كيف ترون سوق النقل الجوي والطيران في منطقة الشرق الأوسط؟
في توقعات بوينج لسوق الطيران التجاري لعام 2025، نتوقع أن ينمو حجم حركة المسافرين في الشرق الأوسط بأكثر من 4.4% سنوياً بحلول عام 2044. يأتي هذا الطلب المستدام مدفوعاً بمكانة المنطقة كمركز عالمي استراتيجي يربط آسيا وأوروبا وأفريقيا، حيث تظل رحلات الربط لمسافات طويلة أمراً أساسياً لنموذج نموها.
وستحتاج شركات الطيران في الشرق الأوسط إلى حوالي 3000 طائرة تجارية جديدة خلال العشرين عاماً القادمة، حيث ستشكل الطائرات عريضة البدن نحو 46% من عمليات التسليم، وهي أعلى نسبة طلب على هذا النوع من الطائرات في جميع أنحاء العالم. وتعد الطائرات عريضة البدن بمثابة العمود الفقري لشبكات الرحلات الطويلة في المنطقة، إذ تتيح ربطاً مباشراً بين الوجهات، وبدونها سيكون أمراً غير مُجدٍ من الناحية الاقتصادية. - ما هي خطط بوينج المستقبلية للمنطقة؟ وهل من المتوقع عقد شراكات أو اتفاقيات جديدة، أو توسيع نطاق العمليات؟
نرى في الشرق الأوسط أحد أكثر مناطق قطاع الطيران نشاطاً وديناميكية في العالم، ونلتزم بالنمو جنباً إلى جنب مع عملائنا هنا. وتشمل أولوياتنا دعم نمو الأساطيل وتحديثها، وتوسيع نطاق الخدمات والتدريب، وتعميق الشراكات الصناعية التي تخلق فرص عمل محلية وتنمي القدرات في أسواق، مثل الإمارات والسعودية وقطر ومصر. وسنواصل الإعلان عن اتفاقيات تعاون جديدة في مجالات الطائرات والخدمات والاستدامة وتنمية المواهب، بما يتماشى مع تطور الاستراتيجيات الإقليمية. - ما هي المبادرات والبرامج التي أطلقتها بوينج لتعزيز استدامة الطيران ودعم الاقتصاد الأخضر؟
تدعم بوينج هدف القطاع المتمثل في الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050 من خلال استراتيجية متعددة الجوانب تتمثل في توفير طائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وعقد الشراكات لتوسيع نطاق استخدام وقود الطيران المستدام، الذي يُمكنه خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون طوال دورة حياة الطائرة بنسبة تصل إلى 80% مقارنةً بوقود الطائرات التقليدي. كما نستثمر في التقنيات المتقدمة وحلول إزالة الكربون، ونوفر أدوات مثل “نموذج كاسكيد لتأثير المناخ” لمساعدة العملاء وصناع السياسات على تقييم أكثر المسارات فعالية في إزالة الكربون. - ما هي التطورات الجديدة التي تقدمها بوينج في عالم الطيران التجاري؟
تحرز بوينج تقدماً في تطوير واعتماد طائرات 737-7 و737-10 و777-9، والتي ستحقق تحسينات كبيرة في كفاءة استهلاك الوقود وخفض الانبعاثات والضوضاء مقارنةً بالطائرات التي ستحل محلها. في الوقت نفسه، تعمل بوينج على تطوير حلول رقمية تُحسن الموثوقية والصيانة التنبؤية والكفاءة التشغيلية لأسطولنا بالكامل، واستكشاف مفاهيم مستقبلية تجمع بين المواد المتقدمة والديناميكا الهوائية الجديدة والتصميم والإنتاج الرقمي الأكثر تكاملاً. - كيف تعاملت بوينج مع التحديات الناجمة عن نقص الإمدادات في سلسلة التوريد؟
لقد أجرينا دراسة دقيقة ومنهجية لكل جزء من نظام الإنتاج وقاعدة التوريد الخاصة بنا، حيث أضفنا نقاط تفتيش، وقمنا بتبسيط العمليات، ودمجنا فرقاً مع الموردين الرئيسيين لتحسين الجودة وسلاسة وانسيابية العمليات. كان نهجنا يتمثل في العمل تدريجياً مع الموردين، ما يضمن استقرار عمليات التسليم اليوم مع بناء منظومة أكثر مرونة واستدامة لعملائنا على المدى الطويل.












