دعم «القاهرة» لدول المنطقة.. ضرورة وطنية
«عيسى»: الحفاظ على الدول وسلامة أراضيها ووحدتها على رأس الأولويات
«حليمة» : التطورات الأخيرة لها تداعيات سلبية وخطيرة على دول الجوار
التهدئة والاستقرار والحفاظ على وحدة وسلامة الدولة.. هو الهدف الذى تعمل مصر من أجله فى منطقة القرن الافريقى والبحر الأحمر.
مصر لا تتردد فى دعم دول هذه المنطقة فى مواجهة أى تهديدات ولا تتوقف عن تقديم المساعدة لها اقتصاديا وسياسياً وأمنياً لدعم مؤسساتها الوطنية وتحقيق التنمية بها هذا الدور المصرى له أسبابه المنطقية أولها ارتباط هذه المنطقة بالامن القومى المصرى بشكل مباشر وكذلك بالمصالح الاستراتيجية المصرية.
الثانى أن دول القرن الافريقى وغرب البحر الاحمر سواء الصومال أو جيبوتى أو إريتريا تربطها بمصر علاقات تاريخية ومصالح استراتيجية.
وعندما تحتاج هذة الدول الى دعم لا تتآخر مصر.. وعندما تواجه احدى هذه الدول تحدياً يهدد وحدتها مثل الصومال فلم يكن أمام مصر غير التحرك سريعاً وحشد المواقف الدولية الاقليمية لمساندة وحدة الصومال ورفض أى تهديد لامنها واستقرارها.
وبالفعل نجحت مصر فى حشد المساندة الدولية لحماية سلامة الصومال ورفض الاجراء الباطل من جانب اسرائيل بالاعتراف بالدولة المزعومة فى صومالى لاند.
وهو نفس ما تفعله مصر مع أى تحرك يهدد سلامة واستقرار منطقة العربى الافريقى وغرب البحر الأحمر.
خبراء الدبلوماسية اكدوا أن مصر لها دور قوى وفعال فى منطقة القرن الأفريقى للحفاظ على الأمن والاستقرار ومنع أى تدخلات خارجية تهدد الدول المشاطئة للبحر الأحمر، وقد نجحت القاهرة فى الحشد الدولى لمواقفها الهادفة لمواجهة أى تحديات أو مخاطر تؤثر على وحدة الدول.
أكد السفير حسام عيسى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن منطقة القرن الافريقى ذات أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة لمصر وكل الدول فى الشرق الأوسط، مذكراً بالدور الذى لعبه مضيق باب المندب فى حرب أكتوبر .
وقال عيسى إن هذه المنطقة فى غاية الأهمية ليس فقط للدول المطلة على البحر الأحمر ولكن لكل الدول فى الشرق الأوسط، مشيراً الى أن البحر الاحمر وكذلك المحيط الهندى يمر فيه 15 ٪ على الاقل من التجارة الدولية فى العالم خاصة السلع الاستراتيجية وعلى رأسها البترول، وموضحاً أن كل تجارة دول الخليج وإيران من البترول مع الدول الغربية وأوروبا وغيرها ووارداتها من هذه الدول تمر عبر البحر الأحمر والمدخل الجنوبى لقناة السويس، وأن هذه المنطقة كانت تواجه تحديات نتيجة لتدعيات 7 أكتوبر والتطورات التى حدثت ما بين الحوثيين وإسرائيل وأثرت بالطبع على قناة السويس.
وأضاف أن المصلحة المباشرة لمصر ليست فقط السبب الرئيسى فى اهتمام مصر بالمنطقة ولكن لان هذه الدول بحكم موقعها وصلتها هى دول مرتبطة بمصر على كافة المستويات سواء بالصومال أو جيبوتى أو اريتريا وهناك علاقات استراتيجية وهذا ما أكدته توجهات القيادة السياسية وتحركات الحكومة فى اقامة مشروعات تنموية ودعم لهذه الدول فى كل المجالات وآخرها زيارة نائب رئيس الوزراء إلى جيبوتي، وتآكيده على دعم مصر لها وبالتالى فهى دول مهمة جداً بالنسبة لمصر ولمصالحها وأمنها القومى سواء من الناحية الاستراتيجية أو من الناحية الثقافية والتاريخية.
وأوضح أنه مهم للغاية أن تسعى مصر دائماً فى هذه المنطقة للتهدئة والحفاظ على الدول وسلامة أراضيها ووحدتها والعمل على انهاء الحروب والنزاعات المتتالية، مشدداً على أنه لم تعترف أى دولة بـ «أرض الصومال» منذ قيامها أو إعلانها لانفصالها فى التسعينات وعندما تعترف بها إسرائيل الآن فهذا تهديد للسلم والأمن فى المنطقة، ولذلك كان لابد أن يكون لمصر موقف حاسم وواضح دفاعاً عن استقرار المنطقة وأمنها القومي.
شدد السفير عيسى على أن اسرائيل تسعى للتواجد فى هذه المنطقة الهامة من أجل دعم النزاعات الانفصالية فى كافة الدول العربية واضعاف هذه الدول وأن تكون هى القوى الأكبر، والأمر الثالث أنه فى الوقت الذى تسعى فيه إسرائيل إلى تغذية النزاعات الانفصالية والتقليل من مساحة الدول العربية تسعى بالعكس لنفسها الى ضم أراضى عربية أخرى من أجل زيادة مساحتها وبالتالى فهى تستخدم المعايير المزدوجة، مؤكدا أن مصر تقف ضد كل ذلك وموقفها واضح تماماً وشاركت مصر ولاتزال تشارك فى قوات حفظ السلام الموجودة فى الصومال، وعقد أمس الاول بالجامعة العربية اجتماع مهم للغاية لعبت فيه مصر الدور الرئيسى من اجل اصدار كافة القرارات التى تحافظ على وحدة الصومال، وكذلك المنطقة ولا يسرى على الصومال فقط ولكن يسرى ايضا على السودان وكافة دول المنطقة سواء شرق افريقيا او القرن الافريقى وهى الدول المهمة جدا بالنسبة لمصر استراتيجيا وكثير منها دول نيلية مثل اريتريا والسودان وكلها إما تطل على المحيط الهندى مثل الصومال أو على البحر الأحمر.
أكد عيسى أن اهتمامات مصر بهذه المنطقة ينبع من الأهمية الاستراتيجية للمنطقة، والمبادئ التى تحكم السياسة المصرية الرافضة لآى نزاعات انفصالية والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية خاصة فى الدول العربية، والأمر الثالث العلاقات التاريخية والثقافية وكثير من هذه الدول فى المنطقة أعضاء فى جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي.
ومن جانبه، يرى السفير على الحفنى نائب وزير الخارجية الأسبق، أن مصر تلعب دورا فعالا فى القرن الأفريقى يرتكز على الوعى والإدراك للموقف الحالى ومتغيراته، فالقاهرة تنخرط فى هذه المنطقة من أجل المصلحة العليا المتمثلة فى التنمية والاستقرار وتتعامل مع أى تطورات بالمنطقة عبر سياسة حكيمة تستند بقوة الردع وتقديم كافة الدعم للدول التى تتعرض لمخاطر وتهدد وحدتها.
ويتابع السفير الحفنى أن مصر تتحمل مسئولياتها التاريخية على المستوى الإقليمى عبر الجامعة العربية والاتحاد الإفريقى ،وقد شاهدنا جهودها لدعم الصومال حيث تستعد القاهرة لتولى قيادة قوات حفظ السلام هناك مما يتيح تأهيل وتدريب الكوادر العسكرية والأمنية لتكون قادرة على التعامل مع كافة السيناريوهات والتحديات التى تشكلها التنظيمات الإرهابية أو غير الشرعية مما يحافظ على السلم و الأمن فى بلد يمتلك موقع استراتيجى بالغ الأهمية.
وحول أهمية حشد المساندة الدولية لحماية الأمن القومي.. أكد السفير الحفنى أن مصر تتحرك بثبات وقوة فى كافة الاتجاهات لتحقيق ذلك ، وقد نجحت القاهرة فى حشد المؤسسات الدولية كالاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية واللذان رفضا الاعتراف بأرض الصومال أو اى اجراءات تهدد الأمن فى منطقة القرن الإفريقى ،كما استطاعت مصر بلورة موقف دولى موحد عبر بيان 21دولة عربية وإسلامية رفضوا أيضا الاعتراف بـ «صومالى لاند».
ومن ناحيته، يؤكد السفير صلاح حليمه مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن السياسة المصرية الخارجية مبنية على أسس ثابتة ومستقرة تهدف للحفاظ على وحدة الدول وترفض التدخل فى شئونها الداخلية وتعمل على تحقيق التنمية والاستقرار بها، وهذا ما يحدث بالفعل فى منطقة القرن الأفريقى حيث نجد تطورات تهدد وحدة الدول المشاطئة للبحر الأحمر، لذا تتحرك مصر بقوة لمواجهة أى محاولات لزعزعة الاستقرار والأمن فى هذه الدول.
ويضيف السفير حليمة أن التطورات الأخيرة بالقرن الأفريقى لها تداعيات سلبية وخطيرة على دول الجوار، وهو ما يجعل مصر تواصل جهودها واتصالاتها للحفاظ على الأمن بهذه المنطقة ورفض أى كيانات موازية تهدد وحدة الدول، مشيراً إلى أن القاهرة تتواجد بقوة فى منطقة القرن الإفريقى ولديها علاقات وطيدة مع الدول المشاطئة للبحر الأحمر واتفاقيات مشتركة للحفاظ على الأمن والاستقرار.. ونرى ما يجرى من تعزيز للعلاقات مع الصومال وجيبوتى وغيرها من الدول فى هذه المنطقة.









