خلال زياراتى السنوات الماضية لعدد من المدن العالمية مثل باريس وروما وبكين كنت أنبهر بما أشاهده من المبانى التى يبدو عليها أنها أثرية وما كان يثير دهشتى أن هناك مناطق كاملة تشبه وسط القاهرة خاصة فى باريس وروما ولكن شكلها يختلف فى الخارج عن هنا.. فالاهتمام بالمبانى التاريخية فى الخارج كان أكثر كثيراً جداً من عاصمتنا والحمد لله جاء الوقت الذى يتم إنشاء اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية بقرار جمهورى من الرئيس عبدالفتاح السيسى أواخر2016 وترأسها المهندس إبراهيم محلب..
والحقيقة فإن القاهرة بما تحمله من تاريخ طويل وإرث تراثى عريق تستحق أن يتم تخصيص لجنة تضم شخصيات على أعلى مستوى للحفاظ على ملامحها ومنشآتها ومبانيها.. ولكن الأهم أن تقوم بأعمال ملموسة وملحوظة بما تم تكليفها بها.. وخلال السنوات الماضية لم نكن نسمع عن أنشطة تلك اللجنة بالشكل الكافى إلى أن تولى رئاستها منذ أكثر من عام اللواء دكتور خالد فوده مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية وكلنا يعلم جيداً كيف يعمل هذا الرجل خلال توليه محافظتى الأقصر ثم جنوب سيناء لمدة 13 سنة فأصبحنا نقرأ مرة أومرتين أسبوعياً عن إجتماع أو جولة ميدانية فى ربوع القاهرة مصطحباً معه المحافظ وعدداً من المختصين لمتابعة ما يجرى عمله على الأرض.. وامتدت يد التطوير والتجميل إلى أماكن تحمل فى نفوس المصريين عامة والقهراوية خاصة حنيناً للماضى وذكريات غالية عاشوها فى هذه الأماكن مثل جروبى طلعت حرب وقهوة ريش بجانب العمارات التراثية والمساجد القديمة التى يمتد عمرها إلى مئات السنين وشهدت الكثير من الأحداث التاريخية وتجمعات السياسيين والفنانين والصحفيين وجميع الطبقات الاجتماعية.. والآن بدأت ملامح التجميل تظهر..
ولأن «فوده» يقود مشروعات تطوير القاهرة الأثرية فإن منطقة الجمالية تحظى باهتمام بالغ فهى تضم العديد من الأماكن الأثرية والتاريخية وفى مقدمتها خان الخليلى وشارع المعز ومنطقة سيدنا الحسين رضى الله عنه.. وتلك مناطق تكتظ طول العام بالسائحين الأجانب والعرب بالإضافة للمواطنين المصريين.. ونظراً لأهمية تلك المنطقة فقد شهدت عدة زيارات ميدانية للمتابعة من أجل الحفاظ على قيمة تلك المناطق.. وتحيا مصر.









