رأى
والدعاء «للقلاجى».. وسائق جارنا.. وبحر محبة
والحديث عن مصر له مواسم.. ومع بداية كل عام جديد يظهر على الساحة من يقدمون النصائح و«التنظير» فى الشأن الداخلى المصرى وكأنهم من العارفين ببواطن الأمور وبكل صغيرة وكبيرة فى أمور الدولة.
ولا أحد يقف معارضاً لحرية الجميع فى إبداء الرأى والتعبير عن وجهات النظر أو التنافس فى حب الوطن والغيرة عليه بمحاولة تقديم أفكار أو رؤى للمساعدة فى تحسين الأوضاع والتقدم إلى الأمام بثبات.. ولكن حيث يقتصر الأمر على إبراز السلبيات وتوجيه الانتقادات والتغاضى عن الإيجابيات والإنجازات التى تحققت على أرض الواقع والتى أصبحت ملموسة وظاهرة للعيان فإن مثل هذه الأحاديث التى تعتمد الإثارة ودغدغة مشاعر البسطاء تمثل نوعاً من التضليل والمزايدات التى لا تصب فى خانة حب الوطن أو الغيرة عليه.
فنحن جميعاً على قناعة وعلى دراية بأن هناك واقعاً اقتصادياً بالغ الصعوبة وأن هناك معاناة لجميع الفئات.. معاناة تختلف من فئة لأخرى ولكنها معاناة ناجمة عن تبعات سلبية لأزمة اقتصادية تراكمت واستفحلت وتحتاج عملاً دائماً وإصلاحات مستمرة.
وفى الحديث عن الواقع والواقعية فى التحليل وفى قراءة مسيرة الأمة فإن حديث التشاؤم.. وحديث الإحباط.. وحديث التحذير بالأسوأ هو حديث يزيد من مساحة القلق واختلاط الأوراق ويدفع إلى الإحجام عن الاستثمار الداخلى والثقة فى المستقبل.
إن الدولة المصرية التى تجاوزت وصمدت فى أصعب أوقات الازمة تحتاج الدعم والتشجيع والتهنئة على إنها كانت دوماً قادرة على التحدى وقادرة على تلبية كل الاحتياجات المعيشية وقادرة على تحقيق الأمن والاستقرار وقادرة على حماية حدودها.. وقادرة على ان تستعيد دورها ومكانتها وقادرة على أن تحافظ على معنى وقيمة مصر وفى المرحلة الحالية فإن هذا يكفى وأى حديث آخر غير مطلوب ومرفوض.
>>>
وانتقل بكم إلى خبر أثار مخاوفنا.. خبر أصابنا بالقلق.. والخبر كان مصدره والد متسابق دولة التلاوة محمد القلاجى الطفل الذى أبهر مصر كلها بتلاوته الساحرة للقرآن الكريم.. فوالد محمد كتب يقول إن ابنه يمر بأزمة صحية ومطالبنا بالدعاء له ولا أحد يعرف ما هى طبيعة الأزمة الصحية.. وربنا يشفيه ويعافيه.. القلاجى أصبح ثروة روحية وقومية.. واللهم.. اللهم ابعد عنه العين والحسد.
>>>
ونذهب لجارنا.. وقصة تعبّر عن الذين لا يقدرون قيمة ومعنى نعمة العمل.. ويحافظون عليها.. فجارنا فتح الله عليه وقرر أن يستعين بسائق خاص يساعده فى أعماله التى ازدهرت وانتشرت وجاء السائق مؤكداً ومتعمداً بأنه سيكون خيرمعين متواجداً معه فى كل الأوقات.
وحدد السائق مرتبه.. قال إنه يطلب ثمانية آلاف جنيه شهرياً بخلاف وجبات الطعام.. وملابس الصيف والشتاء.. ولم يمانع جارنا واستجاب لكل طلباته..!
ولم يمض شهر واحد إلا وكان السائق يطالب بزيادة راتبه بعد أن أخبره سائق آخر بأنه يحصل على مرتب أعلى من ذلك..! ولم يجد جارنا بداً إلا الاستجابة له علاوة على زيادة أيام الإجازات ليومين أسبوعياً.
وبعد أسابيع معدودة.. طلب السائق من جارنا أن يسدد عنه مصاريف علاج زوجته.. ثم مصروفات مدارس أولاده وملابسهم الجديدة ثم انتقل لطلب آخر وهو أن يكون لديه فى المنزل مكان خاص للإقامة فيه ثم تذمر بعد ذلك مؤكداً أن مرتبه لا يكفيه ويطلب مضاعفة المرتب وإلا التوقف عن العمل..! وجارنا لم يفكر كثيراً.. جارنا قرر الاستغناء عن السائق وأن يعود ويستعيد حياته الطبيعية.. جارنا أصبح يشعر بالراحة بعد التخلص من «الطماع».. جارنا قرر أن يتوقف عن فكرة السائق الخاص.. والسائق الذى أعماه الطمع فأفقده وظيفته حاول مراراً وتكراراً أن يعود ولو بمرتبه القديم.. وجارنا لم يكرر التجربة.. وفى القصة عظة ودرس بأن الفرصة لا تأتى إلا مرة واحدة.. وعندما تأتى حافظ عليها فقد لا تتكرر أبداً.
>>>
وأتلقى كل يوم عشرات الرسائل تتضمن أقوالاً مأثورة وآيات قرآنية وأحاديث نبوية ودينية ولا أدرى كيف اتعامل مع أصحابها وكيف أرد عليه ولكن أدرك أن معاملة الناس معاملة حسنة أفضل مائة مرة من نشر آيات دينية ومواعظ أخلاقية لا يلتزم بها صاحبها الذى أرسلها..!
>>>
ويؤسفنى أن أقول إن قلة الاختلاط بالناس هذه الأيام تعنى الصحة والعافية والراحة.. وقلة الذنوب أيضاً.
>>>
ونضحك مع الحشاش الذى جلس فى بيته ومعه ستمائة جنيه كان يقوم بتقسيمهم، 200 جنيه للسكن و200 جنيه للأكل والمواصلات و200 جنيه للحشيش..! بعدين الباب خبط.. قال مين؟ قاله افتح أنا البوليس.. راح مقطع الــ 200 جنيه بتوع الحشيش..!
>>>
وآخر فتح باب البيت شاف أمه وأبوه وإخواته كلهم مبسوطين وبيضحكوا.. سأل أمه إيه الحكاية.. شايف الكل مبسوط قالت.. والله يا حبيبى بخرت البيت بقطعة البخور اللى كانت فى جيبك!!
>>>
وغنى يا ست.. أطربينا يا أم كلثوم.. وكنت زمان بلاقيك بحنانى بحر محبة وبر أمان كنت بحس أن انت زمانى يوم وبكره وبعده كمان.. كنت بشوفك بعيون حبى وانت بعيد أو انت بقربى.. أقرب من بسمتى لشفايفى أقرب من إحساسى لقلبى.. بعد الود اللى راعيته لك بعد الحب اللى وهبته لك بعد العمر اللى أنا عشته لك فيه إيه تانى أقدمهولك..!
>>>
وأخيــــــراً:
> ولراحة بالك لا تحاول أن تفهم كل شىء..!
> ويتساقط البعض من حياتنا عاماً بعد عام، بعضهم يسقط من القلب وبعضهم من الذاكرة.
> وفى السنة الجديدة أخاف عليك من الدنيا وأخاف على نفسى من دونك.
> واللهم احفظ لنا مَنْ نحب.









