عودة شخصية البطل
كعادة حسام حسن المدير الفنى للمنتخب المصرى الأول لكرة القدم اللاعب الأسطورى لم يكن لاعباً عادياً بل كان رجل المواقف الصعبة ،مع شقيقه إبراهيم حسن فمنذ توليه مسئولية الإدارة الفنية أعاد إلى منتخبنا الوطنى شخصيته وكبرياءه بعدما فرض أفكاراً فنية خارج الصندوق وأصبح يعامل نجومه كأنهم لعبة «شطرنج» يحركهم داخل الملعب بتكليفات متعددة وأدوار مختلفة كما يشاء لخدمة خطته دون أن يهتم بأى رأى سوى قناعته الشخصية.
ما قدمه منتخبنا أمام منتخب جنوب افريقيا كأداء بقيمة فنية كبيرة يليق بالنجمة الثامنة وشخصية منتخب الفراعنة يعيد إلى الأذهان فترة الجيل الذهبى ببصمة العميد..فالفريق ظهر شامخا بشخصية البطل بسبب الفكر والأسلوب التكتيكى العالى فى ضرب دفاعات منتخب البافانا حيث فاجأ العميد الجميع باللعب بثلاثة مدافعين لغلق عمق الملعب وإبعاد الخطورة عن منطقة الجزاء وتميز لاعبونا بالوعى التكتيكى العالى والتحركات النموذجية ودقة التمريرات سواء فى الشق الهجومى أو الدفاعى والذى تفوق فيه لاعبونا بامتياز وكأن كل لاعب لديه أكثر من «رئة» لتقديم جهد مضاعف خاصة بعد خوض فريقنا اللقاء بعشرة لاعبين منذ بداية الشوط الثاني.
تدخلات العميد سواء فى التشكيل أو أسلوب اللعب أو حتى التغييرات كانت كلمة السر فى خروج منتخبنا فائزاً حيث نجح المنتخب فى تنفيذ الضغط العكسى بشراسة واستخدام الجبهات بمنتهى الدقة مع التمركزات السليمة فى عمق الملعب وعمل حائط صد متمكن فى وسط ملعبه وما ساعد على نجاح ذلك حرص اللاعبين على تنفيذ التعليمات واتقانهم ربط الخطوط والانتشار المميز فى جميع أركان الملعب.. ولعل ما يؤكد تفوق اللاعبين على أنفسهم ان أرقامهم الخاصة فى المباراة كانت مثالية وكانت متقاربة فى عدد التقييم وهو ما يبرهن على روح التفانى فقد حصل محمد الشناوى على النسبة الأكبر ووصلت إلى 8.9 من عشرة.
حصل 6 لاعبين على درجات عالية ومتشابهة وهم محمد صلاح وحمدى فتحى ومحمد حمدى ورامى ربيعة وياسر إبراهيم ومروان عطية حيث اقترب هؤلاء من 8 درجات وكان أقل اللاعبين مرموش باعتباره لعب شوطا فقط ومعه محمد هانى لطرده وتريزيجيه.
العميد لم تكن بصماته واضحة داخل الملعب فقط بل أيضاً ظهرت بوضوح فى غرفة ملابس اللاعبين والتى تميزت بروح الجماعة وحب المصلحة الوطنية وانكار الذات، مشاعر الفرحة والسعادة والشعور بالفخر لإسعاد المصريين كان هو الشكل السائد فى مقر بعثة المنتخب وتحولت غرف اللاعبين إلى أفراح بعدما سمح الجهاز الفنى بالأحتفال بالصعود والتأهل للدور الـ16 كأول المجموعة وشارك اللاعبون الجماهير الاحتفالات بالتفاعل على مواقع التواصل وعلى رأسهم محمد صلاح بهذا الفوز الصعب والغالى والذى جاء على منتخب عنيد وكبير بحجم منتخب جنوب افريقيا ويبدأ منتخبنا فى التحضير لمواجهة منتخب انجولا غداً حيث تم إعفاء اللاعبين الذين شاركوا فى المباراة من خوض أى تدريبات وخضع الجميع لفحوصات واستشفاء للتاكد من سلامة الجميع بينما باقى اللاعبين الذين لم يشاركوا فقد خاضوا تدريبات قوية ويفكر العميد فى عمل تعديلات فى التشكيل للحفاظ على الحالة البدنية للاعبين وتوفير الجهد للأدوار المقبلة.









