أحسنت الدولة صُنعاً حين وضعت نصب عينيها الاستثمار فى البشر والحجر معاً على اعتبار أن الإنسان فى كل زمان ومكان هو الأساس الجوهرى الذى يمكن أن تُبنى عليه نهضة أى أمة.. وبالتالى فالاهتمام بالبشر بات عقيدة راسخة لدى أى قيادة وطنية شريفة تود أن تنهض بأمتها وتجعلها ملء السمع والبصر.. من هنا فإن ما نشهده فى «أم الدنيا» منذ ما يقارب العقد أو أكثر قليلاً من الزمن من تخطيط محكم يبغى ضمن ما يبغى صحة الإنسان المصرى من خلال وضع قواعد مُحكمة ترتقى بمنظومة الصحة فى مصر من خلال آليات تنفيذ تتمثل فى إقامة العديد من المشافى على مستوى الجمهورية بحيث تستوعب الأعداد الهائلة من المترددين عليها وهذا من جانب.. ومن جانب آخر مد يد التطوير لما هو قائم بالفعل.. ولعلنا نرى ما يجرى على أرض الواقع من تشييد مدن طبية عملاقة فى كافة التخصصات سواء فى القاهرة أو المحافظات حتى النائية منها.. ولكن هناك جانبا آخر أشد التصاقا بحياة السواد الأعظم من أبناء الشعب المصرى وأعنى به «التأمين الصحى» تلك المنظومة الصحية التى يجد فيها المواطن المصرى الملاذ الآمن الذى يلجأ إليه دونما أى تكلفة تذكر فى المقابل يأخذ خدمة ورعاية غير محدودة وكذا النظام الجديد «التأمين الصحى الشامل» الذى تم تطبيقه فى بعض المحافظات وفى الطريق لأن ينفذ فى سائر محافظات الجمهورية على مدار السنوات القليلة القادمة.
نعود مرة أخرى لنلقى الضوء على المستشفيات التابعة للتأمين الصحى التى تنتظم معظم محافظات الجمهورية وتقدم ومعها العيادات التابعة لها الخدمة المتميزة لفئة أفنت حياتها فى خدمة الوطن وهم أصحاب المعاشات وكبار السن الذين غالبا ما يحتاجون فى هذه السن الكبيرة إلى رعاية وعناية صحية خاصة.. فيجدون تلك الخدمة قد وفرتها الدولة من خلال هذا النظام الآدمى من خلال الكشف والتشخيص وصرف الدواء بل والتدخل الجراحى إذا لزم الأمر.
> وخلال زيارة لأحد هذه المستشفيات التابعة للتأمين الصحى «المقطم» بمنطقة زينهم بالقاهرة.. كان النموذج الذى يفخر به كل مصرى من حيث مستوى الخدمات المقدمة فيه للمرضى مستفيدى التأمين بل والأكثر من ذلك أننى فوجئت بأن المستشفى يقدم خدمات ذات تكلفة عالية جدا مثل زراعة الكُلى وعمليات قسطرة القلب بأحدث أجهزتها الموجودة بأرقى المستشفيات بمصر والخارج وعلاج الأورام فى وحدة متميزة.. لم أصدق ما شهدته فى هذا الصرح الطبى.. وهو ما جعلنى أزهو بمستوى الخدمات الطبية فى مصر من خلال ما يقدم فى مستشفى المقطم للتأمين الصحى من عناية ورعاية.. تحية لكل يد تُعمر وتبنى فى هذا البلد فى كل المجالات.









