فيما يستعد بنيامين نتنياهو لبدء زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة ولقائه بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب لبحث اليات الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق السلام فى غزة مع بداية يناير.. تلقت إسرائيل صدمة كبيرة أو صفعة مدوية تنال من سمعتها الدولية ومشاعر شعوب العالم نحوها حيث حلت إسرائيل فى المرتبة الأخيرة تقريباً فى مؤشر براند الدول العالمى لعام 2025 مسجلة انخفاضاً حاداً بنسبة 6.1 ٪ .. فى إشارة قوية إلى استمرار التدهور الحاد فى سمعة إسرائيل للعام الثانى على التوالى منذ بداية الحرب على غزة.
لفت التقرير إلى تطور خطير يتمثل فى تحول طبيعة النقد الدولى، والذى لم يعد يقتصر على الحكومة الإسرائيلية أو جيشها، بل امتد ليشمل المجتمع الإسرائيلى نفسه، الذى بات يُنظر إليه فى العديد من الدول على أنه مسئول مباشر عما حدث ويحدث فى غزة.. والأكثر والأخطر من ذلك لفت المؤشر إلى أن المواطن الإسرائيلى بات ينظر إليه فى عيون الكثيرين كشخص غير مرغوب فيه، فى تحول وصفته الدراسة بأنه غير مسبوق
التقرير الذى أشاد بموقف المملكة العربية السعودية وتحقيقها أكبر قفزة فى تاريخها حذر فى الوقت نفسه من خطورة الموقف الأمريكى باعتبار أن واشنطن الحليف الأبرز لإسرائيل، وأكد التقرير ان الولايات المتحدة تواصل التراجع فى صورتها العالمية.. أما الدول الأكثر تعاطفاً مع الإسرائيليين فهى البرازيل والولايات المتحدة والهند، فيما جاءت اليابان فى أدنى المراتب، تلتها السويد وبولندا، ثم بريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية وإيطاليا.
الحقيقة ان تصرفات إسرائيل كدولة وشعب ما زالت تعزز كراهية العالم لها.. ورغم توقف الحرب فى غزة.. فما زال نتنياهو يراوغ فى بدء المرحلة الثانية لاتفاق غزة وترهن إسرائيل بدء المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية بتسلمها جثة ران غوئيلى، آخر محتجز لدى المقاومة فى غزة، فى حين تؤكد حركة حماس أن عملية العثور على الجثة قد تستغرق وقتًا بسبب الدمار الواسع الذى خلفته الحرب.
سلّمت الفصائل الفلسطينية، منذ بدء المرحلة الأولى من وقف اطلاق النار فى 10 أكتوبر الماضى، 20 محتجزًا إسرائيليًا أحياء و27 جثة، بينما لاتزال جثة غوئيلى مفقودة. ورغم توصل إسرائيل وحركة حماس فى 9 أكتوبر الماضى، إلى اتفاق من مرحلتين لوقف اطلاق النار، بوساطة مصر وقطر وتركيا ورعاية أمريكية، ودخول المرحلة الأولى حيز التنفيذ إلا أن إسرائيل تتمادى فى خرق الاتفاق مئات المرات وعدم الالتزام بالبنود الإنسانية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 400 فلسطينى.
على جانب التصرفات الإرهابية للإسرائيليين أنفسهم فما زالت أعمالهم العدوانية بحق الفلسطينيين مستمرة سواء فى غزة أو الضفة أو القدس وفى كل البقاع المحتلة وآخرها قيام مستوطن إسرائيلى يقود مركبة رباعية الدفع بدهس فلسطينى أعزل أثناء أدائه الصلاة على جانب الطريق فى قرية دير جرير شمال شرق رام الله بالضفة الغربية، واعترف الجيش الإسرائيلى بالجريمة وقال إن الشخص المعنى – يقصد المجرم القاتل – هو جندى احتياط فى القوات الإسرائيلية، وأنه تم تعليق خدمته العسكرية وإحالة القضية للتحقيق.
ختاماً ستظل سمعة إسرائيل تتآكل يوما بعد يوم ولن ينسى العالم ما ارتكبته تل أبيب من جرائم حرب وإبادة جماعية لشعب غزة على مدار أكثر من عامين متتاليين فضلاً عن أحكام الجنائية الدولية بحق نتنياهو وعصابته القاتلة والتى يمكن ان تدخل حيز التنفيذ فى أى وقت .. وعلى الرئيس الأمريكى ان يرفع دعمه وحمايته عن رئيس الحكومة اليمينية المتطرفة فى تل أبيب ويحثه بقوة على استمرار وقف الحرب فى غزة والانتقال سريعاً إلى المرحلة الثانية بل ويلزمه بالموافقة على إعلان اعترافه بالدولة الفلسطينية المستقلة اذعانا للشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره.. وإذا لم تخضع إسرائيل لإرادة الشرعية الدولية ستظل منعزلة عن العالم تلاحقها مشاعر الكراهية والاحتقار.









