عقب إغلاق “التعدية” العشوائية على طريق الواحات أمام مدينة الفردوس بمحافظة الجيزة- وهو القرار الذي جاء استجابةً لتكرار حوادث الطرق وحفاظاً على الأرواح- وجد الأهالي أنفسهم أمام واقعٍ لا يقل قسوة. فرغم تشييد سلم كهربائي ليكون بديلاً حضارياً وآمناً لعبور المشاة، إلا أن هذا المشروع لا يزال “خارج الخدمة” حتى اللحظة، مما أبقى معاناة السكان قائمة بلا حل.
بهذه الكلمات لخص الأهالي مأساتهم اليومية مع السلم الإنشائي الثابت، الذي بات الخيار الوحيد والمرهق أمامهم. فبسبب ارتفاعه الشاهق وتصميمه الصعب، تحولت عملية العبور اليومي إلى “رحلة شاقة” تثقل كاهل الجميع؛ حيث يضطر كبار السن، والمرضى، والسيدات الحوامل، والأطفال، لتسلق درجاته في مشاهد إنسانية مؤلمة تتكرر على مدار الساعة.

وتوثق الصور التي التقطها سكان المدينة نماذج مؤلمة لأشخاص يصارعون الإجهاد البدني لعبور السلم، متشبثين بالأمل في الوصول إلى مقصدهم رغم وهن أجسادهم. إنهم لا يطالبون بـ “رفاهية”، بل يرجون تفعيل مرفقٍ موجود بالفعل، أُنشئ خصيصاً لرحمتهم وتخفيف العبء عن الفئات الأكثر احتياجاً.
إن الهدف من إغلاق المسارات العشوائية كان “حقن الدماء”، لكن تأخر تشغيل السلم الكهربائي خلق تحدياً جديداً يهدد السلامة الجسدية للمواطنين. لذا، يرفع سكان مدينة الفردوس مناشدتهم إلى محافظ الجيزة ورئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر، للتدخل السريع وتوجيه الجهات المعنية بتشغيل السلم، ليعود الممر آمناً وميسراً كما خُطط له، وتتوقف هذه المعاناة اليومية.









