مواجهة منتخبنا الوطنى الأول لكرة القدم أمام جنوب إفريقيا فى الخامسة مساء اليوم ضمن منافسات الجولة الثانية من نهائيات كأس الأمم الإفريقية لاتحتمل أى نتيجة سلبية لان هذا اللقاء يحدد مسار فريقنا الوطنى فى مسيرته خلال زحفه نحو ادوار الوصول لنهائى البطولة .
الفوز يضعنا فى صدارة المجموعة ومهم جدا السعى من جانب الجهاز الفنى واللاعبين على تحقيق ذلك لأنه سيترتب عليه أمور كثيرة قد تسهل من المهام فى الابتعاد عن مواجهة المنتخبات القوية وأيضا ستتيح له اللعب فى مدينة اكادير فى الدور التالى وقد نواجه مالى أو زامبيا فى حالة تصدرنا وهذا اقل نسبيا من احتمالية مواجهة كوت ديفوار أو الكاميرون لو صعدنا من هذه المجموعة كوصيف.
ولابد من الإشارة إلى احتمالية السيناريو الأسوأ والذى لا نتمنى حدوثه وهو فى حالة التأهل كثالت للمجموعة يكون احتمالية مواجهة السنغال واردة فى حالة تصدر الأخير مجموعته، هذه السيناريوهات المتوقعة مرتبطة بنتيجة اليوم لان جنوب إفريقيا هو المنافس القوى على صدارة المجموعة بعد التساوى فى عدد النقاط وعدد الأهداف لذلك فوز أى فريق منهما سيتأكد صعوده رسميا.
هذا اللقاء أيضاً له أبعاد أخرى نفسية وثأرية مرتبطة بالسيناريو «المرير» والقاسى عندما تذوقنا كمنتخب مصر طعم الخسارة من منتخب جنوب إفريقيا وتسبب فى الإطاحة بفريقنا من دور الـ16 فى بطولة إفريقيا 2019 عندما كانت تستضيفها مصر لذلك فإن هذا الأمر قد يكون دافعاً بخلاف الدوافع الفنية الاخرى لتعزيز رغبة الفوز والحصول على الثلاث نقاط لعدم الدخول فى حسابات نحن فى غنى عنها.
بالتأكيد بعد انتهاء الجولة الأولى وخوض الفريقين زمام المنافسة أصبحا كتاباً مفتوحاً لبعضهما وكلاهما تعرف عن قرب على كل الثغرات الفنية ومفاتيح اللعب وأبرز النقاط الفنية فى شكل التنظيم الهجومى والدفاعي، وبقراءة سريعة فنية سنجد أن هناك فوارق كبيرة فى شكل الفريقين لان منتخبنا كان قد ظهر فى لقاء زيمبابوى معتمدا على اللعب المباشر والكرات الطويلة والبينية وقد يضيف اليه نمط التحول الهجومى والذى قد يكون كلمة السر إذا إتقنها لاعبونا باستغلال السرعات للاعبى الأطراف هذا التصور الفنى قد يكون هو الأقرب فى ذهن العميد لتحديد أسلوب لعبه وهنا قد نجد ان العناصر الهجومية التى لعب بها مباراة زيمبابوى قد تكون مناسبة فى لقاء اليوم ببقاء مرموش على رأس هرم القاعدة الهجومية وخلفه الثنائى تريزيجيه ومحمد صلاح مع ثبات اللعب بمحورى ارتكاز وأمامهما صانع لعب ويفضل ان يكون زيزو ومروان عطية وحمدى فتحى أما الدفاع فالأفضل رامى ربيعه مع حسام عبدالمجيد ومحمد هانى وأحمد فتوح كظهيرين.
وتأتى فلسفة اللعب بهذا التشكيل فى امتلاك الثلاثى سرعات ومهارة الانطلاقات فى المساحات وقد تتيح لنا فرص فى اللعب فى ظهر خط دفاع جنوب إفريقيا لأسباب متعلقة بطريقة أسلوب لعبهم والقائمة على الاستحواذ وامتلاك حيازة الكرة ومتوقع بكل تأكيد أن يفرض نجوم منتخب جنوب إفريقيا إيقاعه على احداث اللقاء لامتلاكه نوعية لاعبين أقوياء ولديهم مهارة المرواغة وسرعات فى الخط الهجومى وبالتالى فان نسبة خروجهم بالكرة والتدرج بها هو المتوقع فى شكل بناء هجماتهم لذلك فان الشكل الدفاعى والتنظيم من جانب منتخبا لابد أن يكون فى أفضل حال من حيث تضيق المساحات وعمل بلوك دفاعى فى نسبته المثالية والتى لا تتجاوز 30 ياردة للحفاظ على ترابط وتقارب الخطوط وغلق أى ممرات تمرير أمام المنتخب المنافس.
والمطلوب وفقا لمعطيات اللقاء الحفاظ على التوازن الدفاعى والاندفاع الهجومى على حساب التنظيم الدفاعى وأيضاً التعامل مع المباراة بهدوء وعدم والانجراف وراء احراز الهدف دون الوعى التكتيكى فى عمليات الترحيل والتغطية العكسية وأيضاً الرقابة. وطالما حافظ الفريق الوطنى على نظافة شباكة سيكون حظوظه فى هز الشباك قوية، فإذا أحسن لاعبونا التحولات الهجومية بمنتهى الدقة سيكون لمنتخبنا الكلمة العليا مع التأكيد ان الدفاع المنخفض إذا اعتمد عليه منتخبنا قد يكلفه خسائر لأن الفريق الجنوب إفريقى مميز بالتسديدات واللعب بين الخطوط والتحركات اللامركزية فى عمق وأطراف الملعب وبالتالى لا نريد ان نقربهم لمنطقة جزاءنا لذلك فالاعتماد على البلوك الدفاعى المتوسط ربما هو المنا









