يعرض تماثيل مصنوعة من الشمع لتعطى انطباعا أمام الزائر بأنها من لحم ودم.. ويحكى من خلال عشرات التماثيل جزءا من تاريخ مصر الحضارى بشكل مجسم بحيث يجعله تعليميا أكثر منه متحفيا.. إنه المتحف المنسي.. متحف الشمع بمدينة حلوان.. الذى لم تصل إليه يد التطوير والتجديد منذ إغلاقه عام 2009 بعد تقارير عن تعرضه لتصدع فى المبنى الأمر الذى فيه تهديد لسلامة الزوار.
المتحف سعدت بزيارته خلال إحدى الرحلات الجامعية منتصف سبعينيات القرن الماضى حيث شاهدت مع زملائى بالمجسم الطبيعى المصنوع من الشمع العديد من التماثيل التى تحكى التاريخ منذ فجر الحضارة الفرعونية مرورا بالحضارات اليونانية والقبطية والإسلامية وصولاً إلى عصر ثورة يوليو، برع الفنان المصرى العالمى جورج عبدالملك فى صنعها عام 1934 ونجح ببراعة ومهارة فائقة فى توصيل المراد من المتحف إلى قلب الزائر قبل عقله بشكل انسيابى جعل بعضنا يلمس تلك التماثيل ليتأكد من أنها ليست حيه وإنما من إبداعات البشر.
تذكرت تلك الرحلة التى غاصت بنا فى أعماق التاريخ بالصدفة خلال حديث دار بينى وبين أحد زملاء الدراسة عندما تطرق إلى زيارتنا لمدينة حلوان ومشاهدتنا للمتحف وأنه فكر فى تسلط شعلة الولاعة للتأكد من أنها الشمع أو للتأكد من قدرة تلك التماثيل على البناء عشرات العقود من السنين ولكنه تراجع خوفا من عمل كارثة وانه حمد الله لتراجعه فى هواجس الشيطان، فقلت له ماذا عن هذا المتحف فقال لا أعلم.. فكان فضولى فى تتبع أخبار هذا المتحف، الأمر الذى جعلنى أدخل على «جوجل» لأفاجأ بأنه مغلق منذ 16 عاما.. وترتيبا على ذلك قررت كتابة هذا المقال لنذكر المسئولين به والعمل على تجديده لأنه صراحة قيمة متحفية رائعة ستضيف لمصر متحفا من نوع غير حجرى تبرز وجوده لأنه كان واحدا من أربعة متاحف شمع فى العالم.
يضم المتحف 116 تمثالا شمعيا و 26 منظرا يحكى تاريخ مصر بدءا من الأسرة 18 الفرعونية وحتى ثورة يوليو 1952 من خلال عشرات التماثيل التى تم نحتها بدقة شديدة، وقد قسم النحات الرائع عبدالملك العصور التاريخية فى 26 مشهداً ووضع لها خلفيات موصية ذات دلالة أضفت على الزائر تأثيرات الحياة فى عصورها وكأنها تعيش تلك الأزمنة المغايرة، كما راعى المسئولون خلال العرض المتحفى تخصيص عدد من القاعات لكل فترة زمنية معينة يحيط بكل قاعة حديقة مورقة بالاشجار وكل قاعة تفضى إلى اختها عبر غرف متصلة ببعضها بشكل متوالى يسرد الحقبة التاريخية زمانيا ومنها تجسيد شمعى لأمنحتب الرابع «اخناتون» أول المنادين بتوحيد العبادة والقائد العسكرى الكبير من الأسرة الـ 12 حور محب بجانب زوجته، وتمثال لأحد النمور المتوحشة التى كانت تصاحب الجيوش المصرية فى معاركها وغيرها من التماثيل الشمعية الرائعة.
صراحة زيارة وزير الثقافة قبل أيام للمتحف أسعدنى لأنه يعنى الاستعداد لتطويره لأهميته ولأنه يعد المتحف الرابع عالميا بعد متاحف من هذا النوع فى فرنسا وانجلترا واستراليا رغم أنه كان بمثابة الثانى فى الأهمية بينها، اعتقد أن مثل هذا المتحف بعد تطويره سيكون إضافة إلى العديد من المتاحف التى تزخر بها مصر العظيمة ذات الحضارة المتجذرة فى التاريخ، وإن إحياء هذا المتحف سيجذب آلاف السائحين وبالتالى سيدر الملايين من العملات الصعبة التى نحن بحاجة إليها.
.. وأخيراً:
> مقبرة تحتمس الثاني.. من أهم 10 اكتشافات أتربة فى العالم.
> لندن تستضيف معرض رمسيس الثانى فبراير القادم ولمدة 6 أشهر.
> تطوير الفنادق والمطاعم العائمة.. سيحقق أعلى عوائد اقتصادية.. برافو.
> كلام الشوارع.. باتت هاجا ومصدر خطر للمواطن.. لابد من إيجاد وسيلة لمواجهة تلك الظاهرة.. بعدما بلغت أعدادها تقريبا 30 مليونا.
> 8 دول تطلب من مصر «الكود المصري» لنقل تجربة العاصمة الجديدة إليها.
> تسهيلات غير مســبوقة بسكك حديد مصر لكبار السن وذوى الهمم.. برافو.
> ترامب يردد أكثر من مرة بأنه حقق السلام فى الشرق الأوسط ولدينا سلام فى المنطقة لأول مرة منذ 3 آلاف عام.. أفلح إن صدق..!
> رئيس الوزراء مصطفى مدبولى يصرح بأن عدد السكان فى مصر يزيد بواقع 2 مليون سنويا.. لا تعليق..!
> نحن فى انتظار تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق السلام فى غزة على أحر من الجمر.. فأحوال أهالينا فى القطاع يندى لها الجبين.
> يوما بعد يوم تزداد أعداد الورش المغلقة فى صقر قريش بالمعادى الجديدة لدرجة أنه يطلق عليها مدينة الحرفيين.. فهل من نظرة من الحكومة لأحوال السكان؟! مجرد سؤال.
> الداخلية تقوم بحملات يوميا لضبط المخالفات المرورية.. برافو.
نريد المزيد من الحملات لردع المخالفين وتغليظ العقوبة وياريت يتم زيادة الحملات التى تصاحبها التحاليل للمتعاطين للمخدرات لأن غالبيتهم وراء حوادث الطرق.









