عندما يمسك الإنسان بالقلم.. ليدون رأيا أو فكرة طرأت بخاطره خشية ألا تسعفه الذاكرة فى الاحتفاظ بها.. فالتدوين للأفكار خير وسيلة للحفاظ عليها وتحليلها ومناقشتها وطرحها على الواقع الذى تعيشه.. وهل تتواءم معه أم لا أم تتعارض لكى يتم تنقيحها.. أو الإضافة عليها أو الحذف منها بغية اسباغ الفكرة فى قالب يمكن من خلاله الاستفادة منها سواء فى الناحية الشخصية تضاف لرصيد صاحبها أو يستفيد منها المجتمع وبالتالى تتم الفائدة على المجتمع بأسره.. لذا يلزم بنك لتلك الأفكار وبالذات التى تحوى قيمة سواء من الناحية المادية أو المعنوية وهى أفكار لا شك يكون لها مردود من الناحية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية.. لذلك معه أثر ايجابى سواء على الفرد أو المجتمع.
البرود له ناسه
مقولة شهيرة يستدعيها العقل البشري.. عندما يحدث له موقف ولا يستطيع التعبير عن اللامبالاة التى يتم التعامل معه بها أو مع من حوله إلا ان يضرب كفا على كف ويردد تلك المقولة التى ربما بمقدورها أن تخفف من وطأة ما يتعرض له من معاملة غير لائقة تتسم بالبرود.. كثيرا ما تصادف البرود فى مستشفياتنا الحكومية فربما يصاب فرد ما بحادث فيقطع المريض ومعه أهله عشرات الكيلومترات من أجل الوصول إلى المستشفى الذى يعتقد أنه بوصوله إليه.. قد وصل إلى بر الأمان وعندئذ يتفاجأ بأن الطبيب قد ترك غرفة الاستقبال وذهب إلى كافتيريا المستشفى ليشاهد فيها مباراة كرة.. وإذا هزم فريقه يعود غاضبا فيرى مريضا التف أهله حوله فيجلس على كرسيه أولا وبعدها يردد بصوت جهورى عن ماذا يشتكى هذا المريض؟ على الرغم من رؤيته المريض مصابا بجروح بالغة وربما يفارق هذا المريض الحياة.. إذا لم يتم اسعافه على الفور.. إلا ان الطبيب يتعامل معه بكل برود.. علما بأن نفس الطبيب إذا تعرض لموقف مشابه فى المستشفى الخاص الذى يعمل به أيضا يكون رده مغايرا تماما.. ومن المواقف التى تجد فيها برودا ما يحدث لبعض المارة عندما يشاهدون امرأة تتعرض للضرب أو التحرش فى الشارع فيكتفون بالمشاهدة.. متناسين ان زوجاتهم وبناتهم قد يتعرضون لموقف مشابه.. فهم يستحقون أن يطلق عليهم بجدارة ان نطلق عليهم لفظ «البرود له ناسه».
ومن المواقف التى تحتوى على ردود فعل باردة أيضا.. وان كانت مصحوبة بقليل من العذر بقلة الخبرة وصغر السن والتأثر بالوسائل الإلكترونية الحديثة.. برود الأبناء فى استماعهم لنصائح آبائهم وأمهاتهم.. وأصحاب الخبرة من أهلهم.
فعلى الرغم من تمتع الآباء والأمهات بخبرة كبيرة فى الحياة.. تمكنهم من معرفة ما لا يعرفه الأبناء بالرغم من تمتع الآباء والأمهات بخبرة كبيرة فى الحياة تمكنهم من معرفة ما لا يعرفه الأبناء الصغار.. غير ان الأبناء لا يلتفتون لأى من تلك النصائح التى ربما يندمون على عدم استماعهم بها بعد ذلك.









