من المفترض ان الرصيف جزء من الشارع، ومخصص لمرور المشاة ليحميهم من حوادث الطريق، كما يوفر انسياب المرور فى الشارع، وعلامة من علامات التحضر فى الدول المتقدمة ولكن هذا الافتراض اختفى تماماً وأصبح ذكرى نتندر عليها فى الغالبية العظمى من شوارع القاهرة والمحافظات، فى ظل توقف المحليات عن ممارسة دورها فى تطبيق القانون !! فحجم المعاناة التى يواجهها المواطن يومياً فى الشارع دون وجود حلول من المحليات أصبح فى تزايد مستمر وجزء من هذه المعاناة هو التوسع العشوائى وانتشار المحلات والمقاهى فى بعض المناطق السكنية دون تراخيص وبشكل فوضوي، وأصبح يعوق حركة السير فى الشوارع ولم تعد آثاره مقصورة على الازعاج فقط بل باتت تشكل تهديدا لأمن المجتمع ككل.
الرصيف أصبح شيء مختلف فهو يستخدم كجزء مكمل للقهوة والمحل التجارى أوكجراج للسيارات وصاحب القهوة يفترِش الرصيف بالكراسى لجذب أعداد أكبر من الرواد خاصة فى أيام الأعياد والمناسبات الرياضية، ونفس الشيء يفعله أصحاب المحال التجارية، كما أن هناك شوارع بالكامل الرصيف بها ممتلىء بالسيارات على الجانبين، أضف إلى ذلك ان هؤلاء يعتبرون الرصيف جزءاً من ممتلكاتهم وإذا تجرأ أو فكر أحد أن يعترض فالويل له والثبور ولذلك فإنهم يضعون الحواجز أوالكاوتش القديم وهناك من تفتق ذهنه وقام بوضع سلاسل من الحديد وانتشرت هذه الظاهرة حتى أصبحت من معالم الشارع، ثم هناك العاطل السايس الذى احتل شارعا بأكمله واعتبره ملكا له ويؤجره بالساعة للسيارات، والغريب ان بعض المحافظين يعلنون دائماً أنهم لم يمنحوا ترخيصا لأى من المقاهى منذ عشر سنوات وبالتالى ينبغى أن نتساءل هل دور المحافظة يتوقف عند منح التراخيص فقط؟!
وإذا كان الأمر كذلك فمن المنوط له بالتصدى لمثل هذه المخالفات وفرض هيبة القانون.
أعتقد ان طبيعة عمل الأحياء تحتاج إلى احتراف أكثر من العمل الروتينى الوظيفى .. ولا يكون عقاب المخالفين بدفع غرامة لا تزيد فى كل الأحوال على مبلغ ضئيل جدا جدا بالنسبة للعائدات المرتفعة التى تحققها مثل هذه المقاهى والمحلات من التعدى على حق المواطن فى الرصيف وسرقة الكهرباء والمياه وخلافه..!وبما يمثله ذلك من إهدار للمال العام.
الأمر جد خطير ويحتاج الى خطوات عملية للقضاء على هذه العشوائية، ويجب سرعة فرض غرامات صارمة على المخالفين وكذلك محاسبة المسئولين المتواطئين معهم، وضرورة سرعة إصدار قانون المحليات وإجراء انتخابات لاختيار مجالس محلية قادرة على الرقابة، هذا بالإضافة الى تعزيز الوعى المجتمعى و نشر التوعية من خلال حملات إعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعى والمدارس والجامعات حول أهمية الحفاظ على الأرصفة، وياحبذا لو تم إدراج موضوع «احترام الرصيف» فى المناهج الدراسية بداية من التعليم الأساسي، ويمكن أيضاً اطلاق تطبيقات ذكية للإبلاغ عن المخالفات، مع تركيب كاميرات مراقبة فى الشوارع الرئيسية لضبط المخالفين، مع استخدام خرائط رقمية لرصد المخالفات وتحديد الأولويات.
كلمة فاصلة:
ببساطة.. «رصيف نظيف = شارع آمن» والجمهورية الجديدة تحتاج من المحافظين المسئولين عن المحافظات فى حل مشاكلها إلى حلول من خارج الصندوق يراعى فيها تطبيق القانون، ويقينى ان احترام القانون وشعور الناس بالتغييرسوف يأتى بالتأكيد عندما يشعرون ان هناك من يدافع عن حقوقهم فى الشارع والرصيف.. حفظ الله مصر وأهلها.









