قبل أن نأتى بإذن الله إلى.. «سياسة».. واقع أحداث ومفهوم المرحلة الثانية.. من قصة الصديقة والمطهرة.. «مريم».. فإننا نود بكل التقدير.. بيان ماهية السياسة بتلك.. «القصة».. كرد على من تساءل عنها.. وحينئذ.. نذكر ما هو مؤكد من ماهية.. «السياسة تاريخيا».. من ارتباط بين توالى تراكبية تطور ماهيتها زمانيا.. بسيرة قص وقصص أسماء.. «رموز فردية».. وذلك بصرف النظر عن.. «معتقداتهم الدينية».. وذلك قائم حتى تاريخ اليوم .. وكتابة كلماتنا.
فما العجب.. «السياسى».. وعدم الاستدلال عليه حين.. «يخص الله به».. من اصطفاهم من ذرية.. «آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين».. «33/ آل عمران».. فى حين أن.. «آدم».. هو أول اسم لأول.. «مخلوق بشرى إنسانى».. كلفه الله.. «ابتلائيًا سياسيًا».. بمقتضى قول الله سبحانه.. «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون».. «56/ الذاريات».. فهل العبادة بما قامت عليه.. «من اختيارات».. وبما أقامته الاختيارات من.. «أمم».. مثل أمة.. «نوح».. وما تلاها من.. «أمم».. حتى يومنا.. «الحاضر».. لم تتبن السياسة بدافع معتقداتها.. ألم يكف ذلك كى نؤمن.. بأن قصة.. «مريم».. ابنة عمران التى.. «اصطفاها الله».. رغم أنها ابنة من اصطفاهم الله من قبل.. فهل هى مجرد قصة لا سياسة.. «فيها بل وبها».
والآن.. قد توجب علينا محاولة فهم.. واعقال.. ما كان بواقع المرحلة.. «الأولى».. من أسرار آيات قامت على.. «سياسة».. اختيار أصفياء بعضهم من بعض.. نعم.. سياسة اختيارات قد قدرها الله.. «ابتلائية عبودية».. نعم قدرها العزيز الحكيم وأيدها.. «بروح من أمره».. فكانت كالآتى بعد.. (1) نذرت امرأة.. «عمران».. ما فى بطنها من.. «جنين».. لله محررا يفعل الله به.. «ما يشاء».. أي.. أن اختيار سياستها لضمان أمن حاضر ومستقبل.. «ما ببطنها».. هى أن.. «تنذره لله».. نذر به اليقين الإيمانى العبودى بالله سبحانه.. وهى لا تعلم ما ببطنها.. ذكر أم أنثى.. «والله يعلم».. (2) فتقبل الله يقين إيمان امرأة عمران.. «تقبل مريم».. قبولا حسنا وأنبتها نباتا حسنا.. «وجعل كفيلها زكريا».. الذى كلما دخل عليها.. «المحراب».. وجد عندها رزقا من الله.. نعم فالله سبحانه.. «يرزق من يشاء بغير حساب»..
قد نسينا نذرنا المحرر لله.. «نعم نذرنا».. حين بايعنا الله ربنا الأعلي.. «ونحن ذر».. «172/ الأعراف».. على عبادتنا له وقد شهدنا على أنفسنا بذلك.. أم نسينا نذرنا وبيعتنا بأن الله.. «اشترى أنفسنا بأن لنا.. «الجنة».. على أن نقاتل فى سبيله» .. «111/ التوبة».. نعم.. ربما نكون قد نسينا إلا قليلا منا.. حتى أننا نتساءل بنوع من.. «التعجب والاستنكار».. عن أين السياسة بقصص الأخيار المصطفين.. «من الله ســبحانه».. (3) بمقتضـى حــق أن.. بعد كل ما تفضل الله به من.. «نعماء عليها».. وحينئذ.. سنجده قد ترتل وكل رتل أشد ابتلاء من قبله.. وكله قد قام علي.. «اصطفاء الله لها وطهرها».. (أ) طهرها من الله.. «أحد معانيه».. هو انتفاء موانع ركوعها وسجودها.. «مع الساجدين».. من عباده المخلصين.. «ومنهم الملائكة».. وأحد تلك الموانع هو.. «زمن حيض الإناث».. والذى من بعض معانيه.. هو أمل ورجاء الإناث.. «فى التزاوج والأمومة».. وسلب ذاك الأمل والرجاء.. «هو ابتلاء حرمانى شديد».. (ب) أبلغت وأعلمت.. «الملائكة».. مريم بأن الله.. «يبشرها بكلمة منه.. اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والأخرة ومن المقربين».. «45/ آل عمران».. بل «ويكلم الناس فى المهد وكهلا ومن الصالحين».. «46/ آل عمران».. حينذاك.. بات التناقض.. يعتصر اعقالات مريم.. «المطهرة».. ولذا قالت.. «رب أنى يكون لى ولد ولم يمسسنى بشر».. نعم فقد علمت من اسمه.. «أنه ولد ذكر».. ولكن العجب جاء من نسبه إليها.. وليس لأب بشرى كطبيعة الأمور والشريعة.. هنالك.. قال ربها.. «كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون».. «47/ آل عمران».. آمنت بذلك.. ولكنها مازالت فى حيرة.. من كيفية حدوث ذلك.. «وثقله على نفسها».. وقنتت لأمر ربها.
وإلى لقاء إن الله شاء.
ملاحظة هامة:
الفارق الاعقالى بين.. اليقين الإيمانى وقنوته لله.. وبين الفطرة الإنسانية.. هو ابتلاء شديد ..»خاصة على الإناث».









