«عالم الفضائح يلاحق السياسيين عادة وقد يكون أهم العوامل لتحديد بقائهم فى السلطة أو حتى الوصول إليها أو الابتعاد عنها.. كانت ولا تزال « فضيحة ووتر جيت.. وفضيحة كلينتون – مونيكا « من أشهر الفضائح التى تعرض لها الرؤساء الأمريكيون . ففضيحة ووتر جيت وقعت فى عهد ريتشارد نيكسون.. ويرجع اسمها إلى مبنى ووتر جيت الذى كان موقعا لأشهر عمليات المراقبة والتجسس التى قام بها ريتشارد نيكسون للتجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي، وكان الغرض من عمليات التجسس هذه مساعدة نيكسون فى الفوز فى انتخابات الرئاسة لفترة جديدة.. إلا أن ووترجيت أسفرت عن استقالته من الرئاسه عام 1974وتضمنت الفضيحة أعمال تنصت على مكالمات تليفونية وانتهاك عمليات تمويل الانتخابات واستغلال مصالح حكومية للإضرار بالخصوم السياسيين.
وقد وجه الاتهام إلى 40 شخصية تورطت فى هذه الفضيحة وتمت محاكماتهم.. وتعرض نيكسون لنكسة كبيرة عندما تم توجيه الاتهام إليه وفشلت محاولات الدفاع عنه فقام بتقديم استقالته وتولى جيرالد فورد نائب الرئيس منصب الرئاسة فى نفس اليوم ثم أصدر عفوا عن ريتشارد نيكسون فى الجرائم الفيدرالية التى قام بها فى البيت الأبيض !! .والفضيحه الثانية التى كانت أغلب عناوين الصحف تتحدث عنها فى أمريكا وخارجها.. هى فضيحة كلينتون -مونيكا.. إشارة إلى اسم المتدربة مونيكا لوينسكى التى كانت تعمل فى البيت الأبيض.. وكادت تلك الفضيحة أن تلقى به خارج البيت الأبيض فى نهاية فترة حكمه الثانية.. لأنه مثل للقضاء بتهمة خيانة زوجته هيلارى وإقامة علاقة غير شرعية مع متدربة بالبيت الأبيض .. إلا أن كلينتون خرج للشعب الامريكى معتذراً له فى خطاب واعترف بأنه أخطأ فعلا ولم ينكر علاقته بمونيكا وفضيحة كلينتون تفجرت على يد سيدة تدعى ليندا تريب.. قامت بتسجيل أحاديث مونيكا حول علاقتها بالرئيس دون علمها.. وإلى جانب فضيحة مونيكا كان هناك عدد آخر من فضائح الفساد المالى والأخلاقى بدأ من فضيحة «ووتر وايت» المالية التى تورط فيها هو وهيلارى كلينتون وقت أن كان محافظاً لولايه اركنساس ثم فضيحة جينفر فلاورز المغنية التى أقام معها علاقة غير شرعية أيضاً . أقول ذلك بمناسبة ما نشره مؤخراً نواب ديموقراطيون فى الكونجرس الأمريكى حول رسالة إلكترونية تعود إلى عام 2019 منسوبة إلى رجل الأعمال الأمريكى «جيفرى إبستين»، أكد فيها أن دونالد ترامب كان يعرف أكثر عن جرائمه الجنسية مما أقرّ به علنا، واستشهد الديمقراطيون بمراسلات متبادلة مع المؤلف مايكل وولف وجيلين ماكسويل، وهى سيدة مجتمع بريطانية تقضى حكما بالسجن لمدة 20 عاماً بسبب دورها فى تسهيل جرائم إبستين، وفى رسالة إلى وولف عام 2019 كتب إبستين إن ترامب «كان يعلم بشأن الفتيات»، من دون أن يتضح المعنى الدقيق لتلك العبارة. وتتضمن الوثائق رسالة فى عام 2011 إلى ماكسويل قال فيها إبستين أن ترامب «أمضى ساعات فى منزلي» مع إحدى ضحاياه، وقد حُجب اسمها. وكان رجل الأعمال الأمريكى إبستين قد وُجِد ميتا فى زنزانته عام 2019 بفعل انتحاره بحسب رواية السلطات، قبل محاكمته فى شأن جرائمه الجنسية، فيما تقضى البريطانية ماكسويل التى كانت شريكة حياة إبستين ومعاونته عقوبة بالسجن 20 عاماً بعد إدانتها بالاستغلال الجنسى لدورها فى استدراج فتيات قاصرات لحساب إبستين!!.يأتى ذلك فى الوقت الذى وصف فيه البيت الأبيض: تلك الواقعة بأنها ترويج «رواية زائفة» مؤكداً أن ترامب وإبستين كانا صديقين فى الماضى قبل أن تقع بينهما قطيعة. فى نفس الوقت دأب ترامب على نفى أى علم له بنشاطات الاستغلال الجنسى التى ارتكبها إبستين، ويؤكد أن خلافهما حصل قبل سنوات من افتضاح أمر جرائم إبستين فيما دعا النائب روبرت جارسيا كبير الديمقراطيين فى لجنة الرقابة وزارة العدل إلى الكشف عن ملفات إبستينبالكامل.
أخيراً وليس آخرا يبقى السؤال المهم .. ما هو تأثير الأمر على عصر ترامب فى البيت الأبيض ؟! هذا ما سنعرفه فى قادم الأيام وان كنت أرى أنه سيفلت منها وربما يخرج علينا مطالبا بمنحه جائزة نوبل للسلام، .









