يظن الكارهون أنهم قادرون على إسقاط الدولة المصرية، وعندما فشلوا فى تحقيق مخططاتهم فى الداخل بسبب تلاحم الشعب خلف قيادته وجيشه، التفوا لتنفيذها على حدودها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، ووجدوا فى السودان العمق الإستراتيجى لمصر مساراً لتحقيق هدفهم الشيطاني، أنفقوا المليارات من أجل تقسيمها وطمس هويتها وتدمير البنى التحتية من خلال حرب تقودها مليشيا متمردة مدعومة من الخارج بالسلاح والمال لإسقاط السلطة الشرعية واشعال حرب لا تنتهى وتدمير اقتصادها والاستيلاء على ثرواتها، حصدت المليشيا أرواح الاَلاف من الأبرياء دون رحمة، من أجل الوصول إلى الحكم لتنفيذ أجندات خارجية تستهدف تطويق مصر ونشر الفتن فيها، ولذا كان من الطبيعى أن تحدد القاهرة خطوطاً حمراء بشأن الأزمة فى السودان، وحذرت من تجاوزها من جانب أى فصيل عسكرى أو سياسى باعتبارها تمس الأمن القومى المصري، كما لوّحت باتخاذ كافة التدابير التى تكفلها اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والسودان، حتى يعلم القاصى والدانى أن القيادة والجيش المصرى أقدم الجيوش فى التاريخ لن يفرطا فى حق الوطن، وأعلنت مصر عن موقفها بقوة بعد أن سعت إلى التوصل إلى حل دبلوماسى لكن دون جدوى، فالمليشيا المدعومة من الخارج ما زالت تصرعلى العبث بمقدرات السودان وتقسيمه والاستيلاء على ثرواته والنفاذ إلى مصر لتنفيذ مخططات الكارهين.
جاء الموقف المصرى بالتزامن مع استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس مجلس السيادة الانتقالى فى السودان، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، حيث أكد الرئيس السيسى دعم مصر الكامل للشعب السودانى فى لتجاوز المرحلة الدقيقة الراهنة، دعماً لوحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره.
مصر حريصة على حفظ الأمن والاستقرار فى المنطقة والتصدى لمخططات التقسيم والهيمنة التى تستهدف تدمير الدول العربية، ولذا جددت مصر تأكيد دعمها الكامل لرؤية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الخاصة بتحقيق الأمن والاستقرار والسلام فى السودان.
أقول لكم، إن الأمن القومى المصرى يرتبط مباشرة بوحدة السودان ولذا من حق مصر دحض المؤامرات التى تهدف إلى تقسيم السودان بكافة الوسائل، ما استلزم أن تضع خطوطاً حمراء لعدم تجاوزها، بما يحقق الحفاظ على وحدة الدولة السودانية ضماناً لحماية الأمن القومى المصري.









