لم تنصف الأرقام والتفوق الكبير لمنتخبنا الوطنى أمام منتخب زيمبابوى فى إنهاء المباراة لصالحه بسهولة وطمأنة جماهيره على مستوى الشكل الهجومى والاداء ودق جرس الإنذار على التمركزات الدفاعية وأيضا الأداء الفرعى للاعبى هذا الخط.. وبالرغم من الفوز بأهم ثلاث نقاط خلال مجموعته التى تضم أيضا أنجولا وجنوب أفريقيا باعتبار ان هذا المنتخب قد يكون حصالة المجموعة وفقدان أى نقاط فى مواجهته قد يعوق أى منتخب فى التأهل للدور الثاني.
شكل منتخبنا على المستوى الهجومى كان من ناحية التنفيذ يفتقد الى الحلول المبتكرة فى كرة القدم والتى تتعلق بالرتم والتحركات التى تخلق مساحات وخلق مواقف لعب إيجابية لضرب التكتيل الدفاعى المنخفض والذى ظل محتفظاً به على مدار عمر المباراة.
العميد لم تنصفه أفكاره فى البداية وحساباته لم تكن موفقة فى تحديد عناصر التشكيل، ولكنه يحسب له عدم المكابرة بتدخله الفورى فى تصحيح الموقف الهجومى بنزول مصطفى محمد للعب كرأس حربة خاصة أن المنتخب الزيمبابوى فرض طريقة لعب محكمة باللجوء إلى شكل الدفاع المنخفض الدقيق، لذلك لم ينتج عمر مرموش فى مركزه المعدل كمهاجم صريح لأنه وفقا لكل معطياته التى تميزه على المستوى الشخصى ولمنتخبنا بالظهور كمهاجم خفى يجيد اللعب فى مساحات وإيجاده التسديدات وهو ما تحقق فى هدف التعادل الذى سجله.
بداية اللعب والشكل الهجومى يعطى رقما سلبيا فى عملية التحركات واللعب بين الخطوط فالتحضير فى عملية بناء الهجمة كان منحصراً نمطه على الكرات الهوائية الطويلة وتغير اتجاه اللعب بشكل مريح للجانب الزيمبابوى حيث وصلت الكرة الطويلة اكثر من 50 مرة وأيضاً 30 كرة عرضية وجميعها لم تستغل إلا فى مرات قليلة بسبب عدم اليقظة أو لصعوبة التحرك وأيضاً لدفاع زيمبابوى المنخفض والرقابة الصارمة.
كما عاب منتخبنا عدم وجود كثافة عددية داخل منطقة الجزاء أثناء العرضيات وهذا النمط من اللعب لأ يكون فى صالح منتخبنا مع تفاوت قوة المنتخبات لأن القوة البدنية والأطوال الجسمانية لن يكون فى صالح لاعبينا وبالتالى هذه النقطة الفنية قد تكون عاملا سلبيا فى عملية فقد الكرة والتحول الهجومى وزيادة الفرص المضاده على مرمى فريقنا لأنه ببساطة تكون جميع الخطوط منتشرة بعرض وطول الملعب وهو ما يتسبب فى ضياع الكرة الثانية بسبب عدم ربط الخطوط وتعليق أغلب اللاعبين فى مناطق الهجوم وبالتالى يكون هناك صعوبة فى الارتداء الدفاعى وهذا ما حدث فى الهدف الذى سكن مرمى الشناوى فى مباراة زيمبابوي.
كما ان التباطؤ فى عملية تجميع الكرة فى المناطق غير المفيدة حيث وصلت هذه النسبة من الاستحواذ والتمريرات السلبية بنسبة 43 فى المائة بفارق كبير عن الاستحواذ الإيجابى فى الثلث الأخير الهجومى حيث وصلت هذه النسبة 35 فى المائة.
كان الملاحظ فى شكل الهجوم عن طريق حل مهارة التسديد لم يكن بدقة فقد اتيحت 35 فرصة للتسديد منها 11 على المرمى وهذه نسبة إيجابية كان لابد ان تستغل وتنتج عن أهداف لاسيما وان نسبة التسديد من داخل منطقة الجزاء وصلت إلى 24 تسديدة، ومن أبرز نقاط شكلنا الهجومى فى عملية بناء الهجمة تقدم الظهيران للأمام مع دخول صلاح وتريزيجيه للعمق وبالتالى ظهرت مساحات كبيرة فى دفاعاتنا واثرت على جودة التغطية العكسية وتسببت استباحة مرمى محمد الشناوى مع العلم ان الارتداد الدفاعى لم يكن على أفضل حال رغم اللعب بلاعبى ارتكاز، هذه الوضعية مع عدم تجانس ثنائية حسام عبدالمجيد وياسر إبراهيم ربما تكون نقطة مضيئة للمنافسين للعب عليها فى حالة عدم فطن منتخبنا لهذه المواقف واستغلال المساحات الفارغة فى الخط الخلفى بين المدافعين والظهرين ومن اهم ملامح الفريق شخصيته والشراسة والروح القتالية وهذا ما يميز الفريق البطل.








