نظّمت جامعة المنصورة الجديدة ندوة موسّعة بعنوان “What Students Need from Soft Skills“، في إطار حرصها على دعم بناء الشخصية الطلابية المتكاملة، وذلك تحت رعاية الدكتور معوض الخولي، وبريادة الدكتورة هالة المرصفاوي، وإشراف الدكتور وليد الدرس، وتنظيم الدكتور عماد الحناوي.
وألقى الندوة الدكتور عمرو سرحان، عضو مجلس الأمناء وعميد كلية الطب الأسبق، حيث قدّم محاضرة شاملة تناولت مفهوم المهارات الناعمة وأهميتها في تشكيل شخصية الطالب الجامعي، ودورها المحوري في تحقيق النجاح الأكاديمي والتميّز المهني.
وفي مستهل الفعاليات، استقبل الدكتور معوض الخولي ضيف الندوة، مؤكدًا في كلمته أن المهارات الناعمة تُعد عنصرًا أساسيًا في بناء عقلية الطالب واستعداده للحياة العملية والاجتماعية، موضحًا أنها تمثل الجسر الحقيقي لتحويل المعرفة النظرية إلى سلوكيات مؤثرة ونتائج ملموسة، لافتًا إلى أن التقييم المعاصر للفرد لم يعد قائمًا على حجم المعرفة فقط، بل على قدرته على التأثير والتفاعل الإيجابي.
وأشار إلى أن المهارات الناعمة تشكّل العمود الفقري لشخصية متوازنة قادرة على التعلّم المستمر والتكيّف والمبادرة، وتمكّن الطلاب من إدارة ذواتهم، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات السليمة، داعيًا إلى ترسيخ ثقافة التواصل الفعّال التي تعزّز الفهم المتبادل، والتعبير الواضح عن الأفكار، بما يدعم التعاون والإبداع داخل المجتمع الأكاديمي.
من جانبه، استعرض الدكتور عمرو سرحان أهمية المهارات الناعمة في تحقيق التميّز المهني، مؤكدًا أنها لم تعد مهارات مكملة، بل أصبحت ضرورة أساسية في تكوين شخصية الطبيب والمهني بوجه عام، مشيرًا إلى أن الفارق الحقيقي بين الخريجين غالبًا ما يكمن في مستوى امتلاكهم لهذه المهارات، رغم تساويهم في المعرفة العلمية.
وتناول سرحان مهارات التواصل بوصفها حجر الزاوية في الممارسة الطبية والمهنية، لما تتطلبه من إصغاء فعّال، ولغة جسد مناسبة، ونقل واضح للمعلومات، وإظهار التعاطف، موضحًا أن التواصل لا يقتصر على الحديث فقط، بل يشمل منظومة متكاملة من الإقناع وإدارة المواقف داخل بيئة العمل.
كما تطرق إلى التفكير النقدي باعتباره جوهر المنهج العلمي وأحد أهم ركائز اتخاذ القرار الرشيد، لما له من دور في التحليل والتقييم الموضوعي بعيدًا عن التحيز، بما ينعكس إيجابًا على دقة التشخيص وسلامة القرارات المهنية.
واختُتمت الندوة بالتأكيد على أهمية الذكاء العاطفي ودوره المحوري في النجاح المهني والاجتماعي، حيث تم تسليط الضوء على الوعي بالذات، وإدارة العلاقات، والاستقرار الانفعالي، باعتبارها عناصر أساسية للأداء المهني المتوازن، مع التأكيد على أن المهارات الناعمة باتت علمًا متكاملًا يسهم في بناء وعي جديد لدى الطلاب ويعزّز فرص تميّزهم في مسيرتهم العلمية والعملية.








