قرية “شرهى” شعارها: أبواب الرزق مفتوحة .. ولا وقت للمقاهىت


على مسافة 3كم من مدينة إهناسيا، بمحافظة بنى سويف، تقع قرية «شرهي» التابعة لمجلس قروى « النويرة»، والتى لم يكن لها نصيب من اسمها، لأنها كنز فى التصنيع والاستثمار، بعد أن توجه أبناء القرية إلى إعادة تدوير المخلفات «الروبابكيا»، إلى منتجات مفيدة، منها إعادة تشكيل الحديد ليصنعوا منه أبوابا حديدية، وتحويل قطع الألومنيوم القديمة الى أدوات مطبخ، بل وصل الأمر إلى تصنيع شكمانات السيارات وتجهيز عربات التروسكل وتشكيل كافة أنواع المعادن.. «الجمهورية» ، زارت «شرهى»، وتجولت فى شوارعها، وتعرفت على صناعاتها، وسلطت الضوء على«الايدين الشغالة» التى تحتاج إلى الرعاية والاهتمام وتسويق تجربتها.
محمود عبدالسلام طه «كبير صنايعية تدوير الألومنيوم»، يقول: هذه المهن توارثناها منذ ما يقرب من 50 أو 60 عاما، عندما نقل أحد أبناء القرية الحرف اليدوية من منطقة الجمالية فى القاهرة، وبالفعل عشقها معظم أهالى القرية، والتى يبلغ تعدادها 10 آلاف نسمة، ويعمل غالبية الشباب فى مهن تشكيل الحديد والألمنيوم وتوسعت التخصصات تدريجيا.»
سيد فتح الله، «أسطى صنايعى تشكيل معادن»، يعمل بالمهنة منذ 15عاما، حيث تضم القرية تضم ما يقرب من 20 ورشة تصنيع، و30 مخزن خردة «روبابكيا»، و5 مسابك لتسيح الحديد والألمنيوم، يوضح أنه لا يخرج شاب واحد للعمل خارج القرية بل إن كافة المهن تستقطب شباب من محافظات «أسيوط والقاهرة»، وغيرها، ومقيمين فى القرية، وهذه المهن للرجال فقط، وتتراوح أجور العاملين ما بين «100 إلى 500» جنيه فى اليوم الواحد، وكل حسب تخصصه و85 ٪ من أهل القرية يعملون فى الورش والمخازن».
مضيفا أن القرية تخرج فيها، تخصصات مهنية كثيرة «أطباء، مهندسون، مدرسون، محامون»، وبها عديد من الخدمات «مدارس، وحدة صحية، ومكتب بريد، وجمعية زراعية»، لكن ينقصهم الصرف الصحى للمنازل والصرف الصناعى للورش وخدمات الغاز الطبيعي.
أحمد عيد عبدالعاطى يعمل «خراط»، يقول:» منتجاتنا تباع بأقل من مثيلها بـ«50 ٪»، وشباب القرية لا يملكون رفاهية الوقت، فلا وجود المقاهي، وإن وجدت تكون بعد السابعة مساء، والعاملون، لا يقبلون على التليفونات المحمولة وغيرها من الرفاهيات، والكل مشغول بعمله.
أما وليد محمد سيد «سنفرجي» يقوم أقوم بسنفرة وتنعيم المنتج النهائى «آليا ويدويا»، داعيا وزارة التعليم والجامعات الاهتمام بمثل هذه الحرف التى تبلغ 15 مهنة بخلاف جامعى الروبيكيا من «النباشين»، الذين يجمعون كل المخلفات ويقومون بفرزها ثم توريدها للورش للبدء فى إعادة تدويرها.
يرى عيد على أبو بكر «فلاح»، أن قريتهم «مميزة»، على مستوى الجمهورية، فهى عاصمة العمل الحر الجاد، وأبناؤها مشغولون بالعمل، وليس لديهم وقت يضيعوه، ولكن يبقى شيء مهم وهو تكوين كيان أهلى مثل «جمعية أو رابطة»، تضم أصحاب هذه المهن، قبل أن تنقرض ودراسة ومناقشة إنشاء منطقة صناعية تضم كل هذه الورش والمخازن والمسابك.








