.. فى مثل هذا الشهر من عام 2011.. ذاقت مصر مرارة الفوضى وعانى المصريون- كل المصريين- ويلاتها وآثارها المدمرة.. ومزق الخوف والرعب قلوب كل المصريين بمختلف انتماءاتهم وأعمارهم.. ضاع الأمن والأمان.. انطلق المجرمون والمحكوم عليهم بالإعدام ببذلاتهم الحمراء يعيثون فساداً فى الأرض والشوارع والميادين والحقول فقد دكت آليات وبلدزورات الجماعة الإرهابية أسوار السجون وحطمت أبوابها وأطلقت حوارييها وأذنابهم والقتلة والسفاحين من زنازينهم.. وجرى العملاء والخونة والمشبوهون ينشرون اليأس والاحباط فى نفوس شبابنا بعد أن سطا الإرهابيون الإخوانيون المجرمون على مقار حكومية آنذاك أملاً فى طمس صفحات من تاريخهم الأسود وتحركاتهم «السرية» لذبح الوطن والمواطنين.. وشاهد المواطنون فى شوارعهم وأمام بيوتهم وعلى مرأى ومسمع من أطفالهم ونسائهم وبناتهم وشيوخهم جحافل البلطجية يشهرون السنج بأشكالها وأنواعها والمطاوى فى وجوه البسطاء والوطنيين فقد غاب الأمن تحت أقدام مجرمين داهموا مراكز الشرطة وأقسامها وتبارى القتلة والإرهابيون من الإخوان المجرمين المأجورين وحوارييهم لاستعراض قوتهم وعضلاتهم واتساع حشودهم يلتقطون الصور التذكارية يسجلون ويتباهون بذبح تاريخ مصر باعتدائهم على المتحف المصرى والمركز العلمى المصرى ويحتفلون بالاعتداء على رموز الدولة المصرية ومؤسساتها فى وزارة الداخلية وفى مجلس الشعب ومدينة الإنتاج الإعلامى وماسبيرو.. وغيرها الكثير من صور الإرهاب الأسود.
وما كانت فرحتهم وابتهاجهم وحشودهم إلا تمهيدا لأن تسطو جماعتهم الإخوانية الإرهابية على حكم مصر والسيطرة على مؤسسات الدولة ومفاصلها وأخونتها جميعا واستغلوا السوشيال ميديا لتنفيذ أطماعهم.. وعاش المصريون فى وطنهم غرباء.. وتفتحت أبواب مصر على مصاريعها لكل ألوان مخابرات العالم- كل العالم- بكل أهدافها التدميرية لكل قيم الدولة المصرية وهدم مؤسساتها والسطو على مقدرات مصر وشعبها وطمس الهوية الوطنية المصرية.. وضرب لحمتها الوطنية ونسيجها الاجتماعى وتمكين الجماعة الإرهابية من حكم مصر توطئة لإعادة تقسيم المنطقة بأكملها.. وهدم نظمها الوطنية.
.. ونحن الآن فى بدايات عام 2025 بكل ما يحمله من آمال وتطلعات.. وأيضا أزمات وتحديات جسام.. يتعرض الشعب المصرى بكل طوائفه لأعتى وأقوى أشكال الحروب بأسوأ ما ابتكره العالم من الحرب على العقول وتدمير الإرادة والنفوس.. وهدم الدولة المصرية وتخريب كل مؤسساتها الوطنية تقودها نفس الجماعة الإرهابية الإخوانية.. وتشد من عضدها قوى دولية وإقليمية لا تريد لمصر والمصريين الخير أبداً.. تريد تركيع مصر وشعبها وقيادتها.. ولا تريد لمصر جيشا قويا يحمى إرادتها ومقدراتها.. ولا شرطة تفرض أمن المواطن فى قريته ومدينته ومركزه ومحافظته.. ولا قضاء منصفاً نزيهاً يزن بالحق ويقيم العدل.. وهذه القوى الدولية والإخوان المجرمون لا يتوانون عن رصد الملايين والمليارات من الذهب والدولارات والاسترلينى يدفعون ويمولون فإن «الهدم» من الداخل أكثر توفيرا وأقل كلفة من الغزو من الخارج.
فى هذا العام الجديد.. سوف تشتد وتقوى الحرب على مصر والمصريين من أبواق الشر والفتنة تزعق ليل نهار.. بالأكاذيب والشائعات يذبحون الحقائق.. ويبنون منظومة جديدة من الدعايات السوداء لتشويه كل إنجاز حققه الشعب المصرى وقيادته عبر أحد عشر عاما يسعون لتخريب الثقة بين الشعب وقياداته.. يستهدفون بسوادهم وأكاذيبهم وفبركاتهم رأس الدولة المصرية ورمزها الوطنى الرئيس عبدالفتاح السيسى شخصياً.. ويحولون نجاحاته وثباته فى مواجهة المكائد والخطوب والتحديات على غير الحقيقة.. يزرعون الفتنة والانقسام والفرقة فى نفوس شباب مصر ويعمدون إلى إشاعة الفوضى وضرب النسيج الوطنى المصري.. مسلم ومسيحي.. صعيدى وبحري.. أرثوذكسى وإنجيلى وكاثوليكي.. الخ.. هدفهم القلعة المصرية الحصينة بشعبها وجيشها ومؤسساتها حتى تتحول المنطقة بكاملها إلى أرض «محروقة» لا دولة فيها تناطح عميلتهم وربيبتهم الصهيونية.. ويتحقق الحلم التوراتى من النيل إلى الفرات.
.. فى العام الجديد.. سوف تتعرض مصر لأقسى ضربات الاستعمار الجديد.. الذى يتخفى وراء أقنعة حقوق الإنسان.. وإشاعة العدل.. وحقوق الأقليات.. بينما هم فى الحقيقة يسعون لمصالحهم الخاصة وما شعاراتهم إلا لافتات جوفاء تخفى عميق حقدهم وكراهيتهم ومكائدهم والحرص على تقزيم مصر ودورها.. هذه تجربتهم معنا.. وما كان يمكن غزو العراق وذبح جيشه واقصاء وقتل «صدامه» إلا بشعارات براقة مثل الادعاء بمواجهة أسلحة الدمار الشامل ونشر اكذوبة «السلاح الكيماوي».. الخ.. وما كان يمكن قتل معمر القذافى فى ليبيا واسقاط الدولة السورية إلا بحملات ودعايات أساسها التشويه وإثارة الانقسام وتأجيج الصراعات والأحقاد.
.. أما التجربة المصرية فقد وعت الدرس مبكرا.. ومنذ 2011 ونحن ندفع ثمن الفوضي.. ولولا انتفاضة الشعب المصرى (البطل حقا) ومساندة الجيش المصرى (العظيم حقا) فى 2013.. لكان مصيرنا لا يختلف كثيرا عن العراق وليبيا وسوريا وما يجرى فى السودان وليبيا الآن.
فالحقيقة التى نراها بيضاء ناصعة أن: 2025 عام الشعب المصري.