للمرة الأولى تحظى دولة عربية في عام واحد بأن تكون عاصمة للثقافة العربية وأيضًا عاصمة للإعلام العربي، حيث تم اختيار دولة الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025، ليمثل ذلك حدثًا مهمّا للاحتفاء بالدور الريادي للكويت في نشر الثقافة والعلم والمعرفة في العالم العربي، وتعزيز التبادل الثقافي، والحفاظ على التراث، ودعم الإبداع الفكري.
وفي احتفالية كبرى بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ووسط حضور وزراء ومسئولي الثقافة والإعلام العرب، افتتح ممثل أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشئون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي عبدالرحمن المطيري، في 13 فبراير الجاري، فعاليات ذلك الحدث الثقافي والإعلامي المميز، وقام الوزير المطيري باستلام درع الكويت عاصمة الثقافة العربية 2025، حيث يتم على مدار العام تنظيم حوالي 100 فعالية، منها مهرجانات ثقافية، ومؤتمرات علمية، ومعارض للكتب والفنون والتراث، وورش للحرف اليدوية، وغيرها.
وفي مقدمة تلك الفعاليات مهرجان القرين الثقافي الذي اختتم بنجاح دورته الثلاثين “اللؤلؤية”، منتصف فبراير الجاري، والذي يعد أحد الملتقيات الثقافية البارزة في العالم العربي، حيث يجمع كل عام نخبة من المثقفين والمفكرين العرب. بالإضافة إلى معرض الكويت الدولي للكتاب الذي تعقد دورته الـ48 خلال شهر نوفمبر 2025، ويشهد كل عام مشاركة كبيرة من دور النشر الكويتية والعربية والأجنبية. وكذلك المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة، وغيرها من الفعاليات التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، والذي يولي اهتمامًا كبيرًا بالثقافة والمثقفين في الكويت والعالم العربي.
وتدعم دولة الكويت الثقافة العربية منذ عقود، وذلك عن طريق نشر الثقافة والعلم والمعرفة من خلال إصداراتها الشهيرة التي تتميز بسعرها الرمزي وجودة الموضوعات، والطباعة الفاخرة، مما يجعل تلك الإصدارات محل إقبال من القراء، سواء داخل دولة الكويت، أو خارجها، وذلك خلال مشاركة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في معارض الكتب العربية والأجنبية.
ومن أبرز تلك الإصدارات القيّمة مجلة العربي العريقة التي بدأت في الصدور عام 1958، لتجوب البلدان العربية والأجنبية، لتؤدي رسالتها في تعريف القارئ العربي بدول العالم، من خلال الاستطلاعات التي تجريها المجلة في عددها كل شهر. وأيضًا مجلة العربي الصغير، ومجلة العربي العلمي، بالإضافة إلى سلاسل عالم المعرفة، وإبداعات عالمية، وعالم الفكر، والثقافة العالمية، وغيرها.
وهكذا يأتي اختيار “الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025” ليمثل حدثًا ثقافيًّا مميزًا للاحتفاء بالدور البارز الذي تؤديه دولة الكويت في إثراء المشهد الثقافي العربي، والذي بدأته منذ عقود وتتواصل مسيرته الناجحة حتى الآن.