مع تقدم ثورة الذكاء الاصطناعى فى عام 2024 أصبحنا نواجه وقتا مثيرا وشاقا على حد سواء حيث يعيد تشكيل التجربة الإنسانية ويعد بتقديم المزيد فى المستقبل. ومع تحسن هذه التكنولوجيا يومًا بعد يوم، فإنه من المثير أن نكون على قيد الحياة حيث يتم اتخاذ خطوات ضخمة فى التنمية البشرية، بصورة لم نشهدها من قبل. ومع تقدم هذه الثورة، تثار أسئلة مماثلة كالتى أثيرت عندما كانت التحولات التكنولوجية السابقة قيد التنفيذ، مثل ولادة الإنترنت.
من المهم الاستفادة من أخطاء الماضى دون تقييد زخم هذه الصناعة ونطوّر عالمًا تستفيد منه البشرية جمعاء، بما فى ذلك أكثر من 2.5 مليار شخص لا يزالون بعيدين عن الاتصال بالإنترنت. لدينا واجب أخلاقى لاستخدام هذه التكنولوجيا لتطوير مجتمع عالمى أكثر إنصافاً، حيث يستفيد الجميع، وليس فقط عمالقة التكنولوجيا.
بعد قراءتى المطولة، أشعر بالحاجة لمعالجة عدد من الأمور من أجل أن يتشكل عالم ذكاء اصطناعى جديد وقوي. أولها التنظيم، الذى يجب أن يبقى أولوية عالمية رئيسية متجذرة فى العدالة والقيم الديمقراطية. وهناك العديد من المبادرات فى هذا الصدد من قانون الاتحاد الأوروبى للذكاء الاصطناعي، والقوانين الجديدة فى الصين لتنظيم هذه الصناعة، بالإضافة إلى أمر جو بايدن التنفيذى فى عام 2023 بشأن الذكاء الاصطناعى الآمن والمحمى والموثوق. ستلعب الأمم المتحدة دورًا محوريًا فى المساعدة على دفع هذه المحادثة إلى الأمام، حيث من المقرر أن تناقش الهيئة الاستشارية رفيعة المستوى للذكاء الاصطناعى التابعة للأمم المتحدة العديد من هذه المبادرات لاحقاً هذا العام.
المسألة الثانية هى الآثار الأخلاقية والاجتماعية للذكاء الاصطناعي، التى تتجاوز الجوانب التقنية والقانونية. الذكاء الاصطناعى لديه القدرة على تحويل مختلف المجالات مثل الصحة والتعليم والزراعة والأمن، ولكنه يشكل أيضًا مخاطر وتحديات كبيرة مثل التحيز والتمييز والخصوصية والمساءلة وكرامة الإنسان. علينا أن نضمن أن الذكاء الاصطناعى يتماشى مع القيم الإنسانية ويحترم حقوق الإنسان، وأن نعزز ثقافة المسؤولية والثقة بين مطورى الذكاء الاصطناعى والمستخدمين وأصحاب المصلحة. يجب أيضًا أن نمكن ونثقف الأشخاص لاستخدام الذكاء الاصطناعى والاستفادة منه، مع حمايتهم أيضًا من أضراره. ويجب معالجة هذه الأسئلة من قبل الخبراء وصنّاع القرار متعددى التخصصات، بما فى ذلك المجتمع المدنى والمجتمعات والأفراد.
المسألة الثالثة هى فرص الابتكار والتعاون فى مجال الذكاء الاصطناعي، الذى يمكن أن يتيح أشكال جديدة من الإبداع وحل المشكلات والتأثير الاجتماعي. الذكاء الاصطناعى ليس أداة فحسب، بل هو شريك ومحفز للجهود البشرية أيضاً. يمكن للذكاء الاصطناعى تعزيز قدرات الإنسان، وتحسين تجاربه، وإلهام طموحاته. ويمكنه أيضًا تيسير التعاون عبر الثقافات والقطاعات المختلفة، وكسر الحواجز وسد الفجوات.
لقد قمت بتأليف كتاب يستكشف ويناقش الفرص والمخاطر والتحديات التى يشكلها الذكاء الاصطناعى فى مختلف المجالات، ويقدم النصح حول كيفية تعزيز قطاع الذكاء الاصطناعى بطريقة صحية وحيوية وأخلاقية لذى يمكن أن يساعد الحضارة على التطور إلى المستوى التالى من التقدم.
وهنا أشجع كل من يريد الخوض فى هذه الثورة على قراءة الكتاب، الذى يمكن تحميله مجانًا من خلال الرابط التالي: