طالب قاسم جومارت توكايف رئيس كازاخستان يإنشاء فرع إقليمي لجامعة الأمم المتحدة في مدينة ألماتي، يركز على قضايا الأمن المائي والمناخي.
جاء ذلك خلال إلقاء الرئيس الكازاخي ، محاضرة مهمة في جامعة الأمم المتحدة بالعاصمة اليابانية طوكيو، ليصبح أول رئيس دولة من آسيا الوسطى يتحدث من على منبر هذه المؤسسة الأكاديمية الدولية.
وخلال كلمته أمام نخبة من الأكاديميين والدبلوماسيين والطلاب، استعرض توكاييف رؤية كازاخستان لاستعادة الثقة الاستراتيجية العالمية في ظل تصاعد الاضطرابات الجيوسياسية، واقترح مسارات جديدة لتعزيز التعاون متعدد الأطراف.
وقال الرئيس الكازاخي: «أرى في هذه الفرصة تعبيرًا عن ثقة حقيقية في الدور الدولي المتنامي لكازاخستان، وتقديرًا لجهودنا المتواصلة في دعم التعددية والحفاظ على الاستقرار العالمي».
عالم يتغير وصراعات تتصاعد
وحذّر توكاييف من أن العالم يشهد أعلى مستويات الصراع منذ عقود، مشيرًا إلى أن «عدد وشدة النزاعات المسلحة حول العالم بلغا أعلى مستوياتهما في العقود الأخيرة، في وقت وصل فيه الإنفاق العسكري العالمي إلى رقم قياسي بلغ 2.7 تريليون دولار العام الماضي» ،وأضاف أن تصاعد التنافس بين القوى الكبرى أدى إلى شلل فعلي في قدرة مجلس الأمن الدولي على معالجة النزاعات الكبرى.
إصلاح الأمم المتحدة ضرورة استراتيجية
وأكد توكاييف أن استعادة الثقة والقدرة على التنبؤ يجب أن تشكلا الأساس لفعالية المؤسسات الدولية، قائلًا: «لا يمكن لأي دولة بمفردها مواجهة تحديات اليوم. وحده العمل المشترك القائم على المبادئ والفاعلية يمكن أن يقود إلى حلول مستدامة، وفي هذا السياق يجب أن تواصل الأمم المتحدة أداء دورها المركزي بوصفها منظمة عالمية لا غنى عنها».
وأشار إلى أن الاستقطاب الجيوسياسي أضعف قدرة الأمم المتحدة، ما يجعل الإصلاح الشامل أمرًا عاجلًا لا مفر منه، مضيفًا: «أي إصلاح حقيقي يجب أن يبدأ بإعادة التأكيد على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، إلا أن بعض مواده لم تعد تعكس واقع اليوم، ومنها ما ينطوي على ظلم تجاه اليابان ودول أخرى تقدم إسهامات كبيرة للمنظمة»، داعيًا إلى حوار مسؤول لضمان استمرار ملاءمة الميثاق.
توسيع دور القوى المتوسطة المسؤولة
ودعا الرئيس الكازاخي إلى تعزيز تمثيل القوى المتوسطة من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية في مجلس الأمن الدولي، مؤكدًا أن كازاخستان ترى رسالتها في اتباع سياسة خارجية متعددة المسارات، متوازنة وبنّاءة، تنطلق من مصالحها الوطنية وهويتها الخاصة ، وشدد على أن السياسة الخارجية لبلاده ترتكز على علاقات تعاونية مع دول الجوار والشركاء الرئيسيين.
نزع السلاح النووي: مسؤولية أخلاقية مشتركة
وفيما يتعلق بالأمن النووي، أبرز توكاييف ما تتمتع به كازاخستان واليابان من سلطة أخلاقية خاصة في هذا الملف، قائلًا: «هيروشيما وناجازاكي وسيميبالاتينسك تذكّرنا جميعًا بالكلفة الباهظة للمسؤولية النووية. ولا يمكن للنظام الأمني العالمي أن يستند إلى الردع النووي».
ودعا إلى إطلاق حوار رفيع المستوى بين الدول المالكة للسلاح النووي، وتسريع وتيرة التقدم نحو نزع السلاح.
الذكاء الاصطناعي وآفاق المستقبل
وتطرق توكاييف إلى الفرص والمخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك عدم تكافؤ الوصول إلى تقنياته ومخاطر إساءة استخدامها، مؤكدًا أن «الأمم المتحدة يجب أن تضطلع بدور تنسيقي محوري، تمامًا كما فعلت في السابق عند صياغة المعايير العالمية للسلامة النووية والطيران المدني».









