أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الوزارة تضع تطوير البرامج التدريبية التطبيقية على رأس أولوياتها، بهدف إعداد كوادر طبية مؤهلة قادرة على مواكبة الطفرات المتسارعة في العلوم الطبية العالمية. وأوضح الوزير أن الاستثمار في صقل مهارات الأطباء يمثل الركيزة الأساسية لرفع جودة الخدمات الصحية، وتعزيز مكانة مصر الإقليمية كمركز رائد للتعليم والتدريب الطبي المتقدم.
وفي إطار تنفيذ استراتيجية الوزارة لدعم التعليم الطبي المستمر والارتقاء بالتدريب الإكلينيكي وفق المعايير الدولية، أعلن معهد تيودور بلهارس للأبحاث عن إطلاق برنامج تدريبي جراحي مكثف هو الأول من نوعه في مصر ومنطقة الشرق الأوسط.
البرنامج الذي يحمل عنوان:“Laparoscopic Cholecystectomy Hands-On Bootcamp“ يمتد على مدار ثلاثة أيام، ويركز على التدريب العملي المباشر لعمليات استئصال المرارة بالمنظار. ويهدف هذا “البوتكامب” إلى تمكين الأطباء من أحدث التقنيات الجراحية تحت إشراف نخبة من الخبراء، بما يضمن نقل الخبرات العالية وتطبيق معايير السلامة والدقة الفائقة في الممارسة الإكلينيكية.
ويأتي هذا البرنامج كخطوة عملية لتجسيد رؤية الدولة في توطين أحدث الممارسات الطبية، وتحويل المعاهد البحثية إلى منصات تدريبية عالمية تخدم المنظومة الصحية الوطنية.
جاء البرنامج تحت رعاية الدكتور أحمد عبدالعزيز القائم بأعمال مدير معهد تيودور بلهارس للأبحاث ورئيس مجلس الإدارة، وبالتعاون مع جمعية الجراحين المصرية برئاسة الدكتور طارق إبراهيم، وتحت إشراف الدكتور هشام المليجي رئيس قسم الجراحة العامة بالمعهد.
يُعد هذا البرنامج نقلة نوعية في مجال التدريب الجراحي، حيث يتيح للمتدربين التدريب العملي المباشر داخل غرف العمليات على جراحات استئصال المرارة بالمنظار، تحت إشراف كامل من نخبة من كبار أساتذة جراحات المناظير في مصر والشرق الأوسط، بما يسهم في رفع كفاءة الجراحين الشباب وتأهيلهم للتعامل مع الحالات الجراحية المختلفة وفق أعلى معايير الجودة والسلامة.

تضمن البرنامج محاضرات علمية متقدمة وتدريبًا عمليًا مكثفًا (Hands-On) داخل غرف العمليات، بمشاركة عدد من كبار الأساتذة والخبراء، إلى جانب قيادات جمعية الجراحين المصرية وعدد من أساتذة الجراحة بالمعهد، فضلًا عن خبراء متخصصين قدموا محتوى علميًا تناول أحدث الإرشادات العالمية في جراحات المناظير، وتشريح القنوات المرارية، والتعامل مع إصابات القنوات الصفراوية، وإدارة الحالات الحرجة.
كما شمل البرنامج تدريبًا عمليًا باستخدام أجهزة المحاكاة الجراحية المتطورة (Pelvitrainer) بنوعيها، والتدريب على سيناريوهات محاكاة لحالات طارئة داخل غرفة العمليات، بما أتاح للمتدربين تطبيق الخطوات الجراحية وفق المعايير الدولية واكتساب مهارات تقنية دقيقة في بيئة تدريبية آمنة ومتقدمة، وأسهم فريق قسم التخدير بالمعهد، بدور محوري في دعم التدريب العملي وتوفير أعلى مستويات الأمان أثناء التطبيق داخل غرف العمليات.
دمج العلم بالتطبيق العملي داخل غرف العمليات
وفي هذا السياق، أكد الدكتور أحمد عبدالعزيز القائم بأعمال مدير معهد تيودور بلهارس للأبحاث ورئيس مجلس الإدارة، أن تنظيم هذا البرنامج يأتي ضمن خطة المعهد الطموحة للتوسع في البرامج التدريبية التخصصية المتقدمة، لا سيما في مجال جراحات المناظير، مشددًا على أن الاستثمار في تدريب الأطباء يمثل حجر الزاوية للارتقاء بالمنظومة الصحية، مشيرًا إلى حرص المعهد على توفير بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين أحدث ما توصل إليه العلم والتطبيق العملي المباشر داخل غرف العمليات، بما يسهم في تخريج أطباء قادرين على التعامل بكفاءة مع مختلف السيناريوهات الجراحية، ومؤكدًا سعي المعهد المستمر لترسيخ مكانته كمركز إقليمي رائد للتدريب الجراحي المتقدم.
واختُتم البرنامج بمشاركة واسعة من الجراحين الشباب من مختلف المؤسسات الطبية داخل مصر وعدد من الدول الشقيقة، من بينها تشاد والسودان وفلسطين، حيث تم منح المشاركين شهادات معتمدة بعد ثلاثة أيام من التدريب المكثف، إلى جانب تكريم السادة الأساتذة المدربين، وسط إشادة واسعة بالمستوى العلمي المتميز، وثراء الجانب العملي، والتنظيم الاحترافي، بما يجسد التزام معهد تيودور بلهارس للأبحاث بدوره المحوري في دعم التعليم الطبي المستمر وتأهيل كوادر جراحية قادرة على تقديم خدمات صحية عالية الجودة وفق المعايير العالمية.








