عقد مجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي اجتماعه العاشر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، رئيس مجلس الأمناء، وذلك بمقر التحالف بالقاهرة الجديدة، وبحضور أعضاء مجلس الأمناء والأمانة الفنية، لمتابعة الموقف التنفيذي لمختلف قطاعات العمل، ومناقشة المستجدات والخطط التشغيلية للمرحلة المقبلة.
واستهل المجلس اجتماعه بالترحيب رسميًا بانضمام القامات الوطنية المهندس محمد زكي السويدي، والسيد محمود الشريف لعضوية مجلس الأمناء، تنفيذًا للقرار الجمهوري رقم (603) لسنة 2025، مع توجيه الشكر للدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتورة فاطمة سيد أحمد، تقديرًا لجهودهما المؤثرة والمخلصة خلال فترة عضويتهما السابقة بالمجلس.
وخلال الاجتماع، تم استعراض تقرير تقييم الأداء السنوي الصادر عن الجهاز المركزي للمحاسبات، والذي جاء إيجابيًا في مجمله، مشيدًا بسلامة الإجراءات المالية والإدارية المتبعة داخل التحالف، والتزامه بأعلى معايير الحوكمة والشفافية في إدارة الموارد وتوجيهها للأغراض المخصصة لها، بما يعزز ثقة الشركاء والمانحين في منظومة عمل التحالف كمظلة وطنية مستقلة للعمل الأهلي والتنموي.
كما استعرضت الأمانة الفنية تقريرًا حول استمرار الجسر البري لإغاثة الأشقاء في غزة، حيث نجحت القافلة الثانية عشرة في إيصال نحو 15 ألف طن من المساعدات، إلى جانب الاستعداد لإطلاق القافلة الثالثة عشرة خلال شهر يناير المقبل، دعمًا للأشقاء في قطاع غزة، خاصة في موسم الشتاء.
وتناول الاجتماع متابعة مؤشرات أداء مبادرة التمكين الاقتصادي «ممكن»، وقوافل «إيد واحدة» التي قدمت خدماتها لآلاف المستفيدين مؤخرًا، فضلًا عن نتائج الاجتماعات التنسيقية مع المجلس الأعلى للجامعات، واستعراض مخرجات احتفالية «يوم التطوع العالمي» التي أُقيمت بمكتبة الإسكندرية، إلى جانب الوقوف على الاستعدادات النهائية للاحتفالية الكبرى المقرر تنظيمها بجامعة القاهرة يوم 26 ديسمبر الجاري، بمشاركة 3000 متطوع، والتي تتضمن توقيع «الميثاق الأخلاقي للتطوع» وتكريم النماذج الملهمة.
واستحوذ ملف الصحة على جانب رئيسي من مناقشات المجلس، حيث استعرض الأستاذ الدكتور جمال شيحة مخرجات مجموعة عمل الصحة، والتي تضمنت رؤية متكاملة لنظام صحي ذكي ومستدام، شملت إطلاق كارت طبي موحد لمؤسسات التحالف لحوكمة الخدمات ومنع الازدواجية، ودراسة مشروع إنشاء مستشفى التحالف لخدمة غير القادرين، إلى جانب التوسع في مبادرات أمراض العيون والتغذية، ومبادرة «قدم صحيح» لعلاج مرضى القدم السكري في محافظات جديدة.
وفيما يتعلق بالتوسع المؤسسي، وافق المجلس على طلبات انضمام عدد من المؤسسات الأهلية لعضوية التحالف، مؤكدًا أن المفاضلة بين الجهات الراغبة تخضع للسلطة التقديرية لمجلس الأمناء، على أن يصدر قرار الضم من السيد رئيس الجمهورية بعد استيفاء الإجراءات القانونية، وفقًا لمعايير تشمل حجم الأعمال والقدرات المؤسسية، والانتشار الجغرافي، والتخصص النوعي، والحجم الإداري، بما يضمن تعظيم الأثر التنموي.
كما اعتمد مجلس الأمناء قرار إنشاء ثلاثة فروع جديدة للتحالف بمحافظات الغربية والبحيرة والفيوم، في خطوة تهدف إلى تعزيز اللامركزية، وتسريع الاستجابة للاحتياجات المحلية، وقياس الأثر التنموي بدقة، إلى جانب إشراك القيادات المجتمعية في منظومة العمل الأهلي.
واختتم المجلس اجتماعه باعتماد المخرجات النهائية لمشروع تطوير استراتيجية التحالف للسنوات الخمس المقبلة، والتي جرى إعدادها بالتعاون مع شركة «Strategic Gears» المصنفة ضمن أفضل عشر شركات استشارات دولية، بما يضمن صياغة رؤية مستقبلية قائمة على التحول من الدعم المباشر إلى التنمية المستدامة وتمكين الإنسان المصري.
وشمل المشروع إعداد خريطة تفاعلية محدثة للفجوات التنموية بمختلف قطاعات التنمية في مصر، ودراسة معيارية للتجارب الإقليمية والدولية المماثلة، لترتيب أولويات وأهداف التحالف الاستراتيجية، بما يحقق رسالته ورؤيته في بناء منظومة تنموية متكاملة ذات أثر اجتماعي واقتصادي مستدام.









