في إطار احتفالات وزارة الثقافة المصرية بمرور خمسين عامًا على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، نظّمت الأكاديمية المصرية للفنون بروما، برئاسة الأستاذة الدكتورة رانيا يحيى، فعالية فنية وثقافية كبرى سلطت الضوء على المكانة الاستثنائية لأم كلثوم ودورها الريادي في تشكيل الوجدان الفني العربي، وإسهاماتها الوطنية التي لا تزال حاضرة في الذاكرة الجماعية.
وتضمنت الفعالية ندوة ثقافية شاركت فيها أستاذة اللغويات والثقافة والأدب بجامعة لويس الإيطالية، الدكتورة فرانشيسكا كوراو، حيث استعرضت محطات حياة أم كلثوم ونشأتها وبداياتها الفنية، متناولة أسباب تفردها وتميزها كظاهرة فنية وإنسانية فريدة تجاوزت حدود الزمان والمكان.
من جانبها، تحدثت الدكتورة رانيا يحيى عن عظمة شخصية أم كلثوم الفنية والوطنية، مشيرة إلى دورها البارز في دعم المجهود الحربي، ومساندتها للموسيقيين، وإسهامها في تأسيس نقابة المهن الموسيقية التي تولّت رئاستها، مؤكدة أن كوكب الشرق كانت رمزًا وطنيًا شامخًا إلى جانب كونها قامة فنية عالمية.
وشهدت الفعاليات المصاحبة تنظيم معرض للفن التشكيلي لطلاب جامعة روفا الإيطالية، تحت إشراف أكاديمي للدكتور فايريزيو ديل أرنو، ضم أعمالًا فنية مستوحاة من شخصية ومسيرة كوكب الشرق، إلى جانب معرض بعنوان «لسه فاكر» عبّر من خلاله الطلاب عن تأثرهم العميق بفن أم كلثوم وإرثها الإبداعي.
كما شارك الفنان أمجد رفاعي بعمل فني مميز بالخط الديواني جسّد فيه ملامح وجه كوكب الشرق بأسلوب تعبيري راقٍ، فيما أهدى الفنان المصري أحمد بشر لوحة فنية كبيرة استلهم فيها روح أم كلثوم في سنوات شبابها، وقدمت اللوحة كهدية رسمية للأكاديمية المصرية للفنون بروما.
وخلال الأمسية، عُرضت مقتطفات من أشهر أغاني السيدة أم كلثوم، التي لاقت تفاعلًا وإعجابًا واسعًا من الجمهور الإيطالي والأوروبي، في تأكيد جديد على عالمية فنها وقدرته على تجاوز الحواجز الثقافية واللغوية.
وفي ختام الفعالية، قامت مديرة الأكاديمية بتكريم المشاركين تقديرًا لإسهاماتهم الثقافية والفنية، في أمسية أكدت استمرار حضور أم كلثوم كرمز خالد للإبداع والهوية المصرية في المحافل الدولية.









