أيها القارئ.. «العزيز».. تعلم كما يعلم كل مهتم بالشأن.. «السياسى علميا».. أن غاية الإستراتيجية السياسية.. لأى دولة حضارية تاريخيا علميا.. «هى أمنها القومي».. أي.. أمن تواجدها الشامل.. والعمل على إنماء تلك المقومات الشاملة.. والتى منها القامة العلمية والثقافية وكيفية توظيفها عمليا.. وخاصة المستمدة من.. «كتابها الديني».. الذى أنزله الله برسول ورسله عليها.. ثم تأتى القامة الاقتصادية بشمولية إنتاجيتها.. سواء الزراعية أو الصناعية.. إلخ.. ثم تأتى قامة القوة.. «العسكرية».. نوعيا وكميا وكيفيا.. لضمان الأمن القومى ونمائيته.. إلخ..
والآن.. وبمقتضى أننا مؤمنون.. «بالله ومسلمين له».. ولأوامره ونواهيه بقدر استطاعتنا.. «نؤمن».. بالآتى بعد.. (1) أنه أحد صمد.. لم يلد ولم يولد.. ولم يكن له كفوا أحد.. (2) أن له سبحانه المثل.. «الأعلي».. وليس كمثله شيء.. (3) أنه قادر على كل شيء.. وعليم بكل شيء خلقه.. (4) ومن أمثلة قدراته.. أنه يرزق من يشاء بغير حساب.. وذلك ضمانة مؤكدة شاملة.. «لمعنى الاقتصاد».. بل ولمعنى ومحتواه الفكرى والثقافى عمليا.. وأنه.. «عسكريا قتاليا».. قادر على نصرة القلة على الكثرة.. «باحتساب قلة العدد والعتاد».. وباحتساب قدرته علي.. «إلقاء الرعب والرهبة فى الأنفس».. وباحتساب تصور القلة والكثرة.. «فى الأنفس».. بل واحتساب قدرته على إرسال.. «ملائكة».. للقتال كدعم ونصرة.. «لعباده».. ولمن يشاء.. بل وفوق كل ذلك.. باحتساب أنه سبحانه.. «المحى المميت».. بمجرد أن يقول.. «كن فيكون».. وكذا باحتساب أنه سبحانه.. «الغنى عن العالمين».. الغنى بكل شيء وعن كل شيء.. والقادر على فناء.. «العالمين».. وخلق غيرهم وأفضل منهم.
إذن.. يصبح السؤال هو.. «هل أسلمنا له».. أي.. هل أمنا يقينا بحق قدراته.. أي.. هل توكلنا عليه بعد طاعتنا أخذا.. «بالأسباب».. لو أننا توكلنا عليه بكل الإيمان.. «بما سبق».. وتذكرنا كيف أخرج.. «إبراهيم منتصرا».. من النار وحريقها وعلى كفر قومه.. ولو أننا تفكرنا فيما أقره من.. «قدرة».. بعصا.. «موسي».. ونصره على سحر سحرة فرعون.. ثم كيف شق البحر له ومهد له.. طريقا للنجاة من فرعون وجيشه.. ونجاه وقومه.. «أجمعين».. وأغرق فرعون وجيشه أجمعين.. بل وتذكرنا كيف.. نجا ونصر.. «محمد».. على قوة عدد وعدة وبطش.. «كفار قريش».. بل وتذكرنا بالعصر الحديث.. «انتصار مصر بتاريخ السادس من أكتوبر عام 1973».. على إسرائيل وبدعم أمريكا الكامل لها.. وأنا ككاتب تلك الكلمات وذكرها.. «شاهد ومشارك بذلك».. ثم.. لو تفكرنا وأعقلنا بما سطرناه.. وسوف نسطره إن شاء الله.. «عن قصة مريم الصديقة المطهرة».. إلخ.. لعلمنا وأدركنا بكامل.. «يقين أنفسنا».. أن.. «أمننا القومى ونماءه».. هو من أمر الله رب العالمين.. «وبروح منه».. نعم.. لآمنا بأن حق السياسة.. «لا يقوم».. إلا بحق الدين.. وأنه لا علم حق لدينا سوي.. «علم القرآن».
أيها القارئ.. «العزيز».. يخطئ من يظن أن.. «حديث بحثى العلمي».. موجه لأولى الأمر منا.. «فقط».. فحديثى موجه.. «لنفسي».. وولاية أمرها.. «أولا».. ثم لكل منا كولى لأمره ومسئول عنه.. نعم.. فلو حدث وقام ذلك.. لصار الطهر والنقاء والنماء.. «سياسة عامة».. نعم.. «لصار عداد التاكسي».. هو أجر ولى أمره الحق.. «المطهر من مطمع هواه».. ولو قام ذاك الطهر على كل.. «حرفي».. سباك كان أو كهربائى أوميكانيكى أو نجار.. إلخ.. لنام كل منا مطهر النفس من.. «كل صور النكد».. ولأصبح فردا معطاء.. «بروح من الله».. ولصارت سياستنا العامة.. سماوية كما قدره الله.. «لمصر كمثال سماوى واقعي».. انسلخ منه الكثيرون بأهواء أنفسهم.. سعيا قبيحا لجنى المال أوالحصول على شيء من.. «السلطان».. وهؤلاء هم.. «مرض الوهن فينا».. كأمة إسلامية.. «ومصر».
والآن.. وقبل أن نعود لنذكر.. المرحلة الثانية وأحداثها.. «من قصة الصديقة مريم ابنة عمران».. ومحاولة استبيان ما بها من.. «آيات حق».. بحق ما تم ذكره من.. «مقياس سياسي».. قياسه محدد.. «بما ينفع الناس».. قياس النفع به لا يقوم إلا علي.. «اعقال سلامة القلوب».. نعم.. السلامة التى حددها.. «الله».. وقام ببيانها التفصيلي.. «القرآن المجيد».
وإلى لقاء إن الله شاء.
ملاحظة هامة:
للسياسة قدمان.. ثبات الأولى.. «بالأرض».. وثبات الأخرى.. «بالدين»..








