تكاد تكون مصر هى الدولة الوحيدة فى المنطقة والعالم التى لا تتوقف ضدها حملات التشويه والتشكيك.. للدرجة التى تجعل من المجتمع المصرى نموذجا فى التصدى لمثل هذه الحملات بما تتضمنه من شائعات وأكاذيب تستهدف إعادة أجواء ما قبل يناير 2011 وإحداث الشقاق وبث الفرقة والعمل على تمزيق الدولة المصرية والنيل من إنجازاتها التى تحققت على مدار 12 عاماً وفى الصدارة منها توفير الأمن والاستقرار.. والثابت هنا ومن مجريات الأحداث فإن الحكومة وهى تؤدى مهامها فى تحديث مصر وتطويرها.. تنتبه لكل ما يدور حولنا ولا تألو جهداً فى مواجهة مثل هذه الحملات «المضللة» والتى تنفذها جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من تنظيمات موالية للجماعة ولجهات أجنبية، أيضا فإن الحكومة لا تتأخر لحظة عن رصد جرائم قادة وعناصر «الإخوان» فى الداخل والخارج خاصة ما يتعلق بالأوضاع فى قطاع غزة والقضية الفلسطينية بوجه عام.
>>>
بداية فإن فشل الجماعة الإرهابية المتتالى على مستوى إدارة الدولة فى عام حكم الجماعة الأسود «2012 – 2013» ثم على المستوى «الدعائي» بعد سقوط الجماعة وحتى الآن، هذا الفشل لم يأت من فراغ أو لمظلوميات كاذبة تدعيها الجماعة.. وإنما جاء نتيجة تراكمات عديدة تتعلق بالنشأة والسلوك والأهداف.. فقد نشأت الجماعة عام 1928 بمقتضى رغبة بريطانية للتخابر ولتنفيذ مخططات استعمارية.. ومنذ هذا التاريخ استخدمت الجماعة كافة الأساليب «المريبة» للسيطرة على المجتمع والوصول للحكم عن طريق التنظيمات السرية والمتطرفة وممارسة الإرهاب، فضلا عن الدخول فى علاقات نفعية مع أطراف أخرى خارج الجماعة للاستفادة منها فى تحقيق أغراضها.. وهنا نتوقف عند ملحوظة مهمة وهى أن ثورة 30 يونيو 2013 التى أطاحت بحكم الجماعة الإرهابية، لم تكن لتنجح لولا الإدراك الجمعى لخيانات الجماعة وخروجها عن المسار الوطني، ولولا شعور المصريين بحتمية إنهاء وجود الجماعة من المشهد نهائيا حفاظا على مقدرات مصر ومكتسباتها.
>>>
وحقيقة فإنه بقدر حجم السقوط المدوى للجماعة الإرهابية، بقدر محاولات الانتقام التى تمارسها منذ العام 2013 وحتى وقتنا الحالي، هذه المحاولات لم تتوقف على دعم التنظيمات الإرهابية فى سيناء والتى تم دحرها قبل سنوات، ولكنها امتدت إلى محاولات تخريب الاقتصاد الوطنى والدعاية الكاذبة ثم التظاهر أمام السفارات المصرية بالخارج، ويكفى فى هذا الصدد أن نتذكر مشاهد تظاهر المنتمين للجماعة الإرهابية أمام السفارة المصرية فى تل أبيب وغيرها من العواصم الغربية واتهامهم لمصر كذبا بمنع دخول المساعدات لقطاع غزة عبر منفذ رفح، فى وقت لم تندد هذه المظاهرات «الإخوانية» بجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلى المتورط فى حرب الإبادة بغزة، والأغرب ما قام به مسئول إخوانى من سرقة لأموال التبرعات والمساعدات الموجهة لسكان غزة فى سلوك يعبر بصدق عن «خســة» و«دناءة» عناصـر الجماعة الإرهابيــة أيا ما كانت مواقعهم فى ما يسمى باللجان السياسية والاجتماعية أو فى الفضائيات والمواقع الإلكترونية.
>>>
لقد شهدت الآونة الأخيرة زيادة كبيرة فى حجم الأكاذيب والشائعات التى يروج لها مقدمو البرامج الإخوانية والتى ليس لها أى صلة بالواقع، وإنما هى نتيجة الحقد والغضب الذى يضمره عناصر الجماعة تجاه مصر بسبب نجاح القيادة السياسية فى وقف حرب الإبادة على غزة وفى الاحتفاظ بالقضية الفلسطينية وحل الدولتين على قيد الحياة، كذلك نتيجة إصرار الجيش المصرى على مواصلة عملية التطوير والحفاظ على مكانته بين أقوى جيوش المنطقة والعالم، والأمر الذى لا يقل أهمية هو التقارير الاقتصادية التى تشير إلى أن عام 2026 المقبل هو عام الخير لمصر فى كافة المجالات، أو كما أعلنت الحكومة بأن المواطن المصرى سيبدأ فى الفترة القادمة فى جنى ثمار الإصلاحات الاقتصادية فيما يعود على الأجور وتحسين أحوال الطبقة المتوسطة، إلى جانب مواصلة الدولة اهتمامها بالصحة والتعليم وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.
>>>
من هذا المنطلق، فإن التوقعات كلها تشير إلى «استعار» حملة الضلالات والتضليل الإخوانية خلال الفترة القادمة وأن الجماعة ستمارس المزيد من التشكيك والتشويه لكل نجاحات الدولة وإنجازاتها بغرض تأليب الرأى العام والعودة بالبلاد إلى المربع صفر، غير أن الثابت أيضا هو يقظة الحكومة فى مواجهة الإشاعات والأكاذيب التى تبثها الجماعة الإرهابية وغيرها، باستكمال وإصدار قانون «تنظيم تداول البيانات والمعلومات» كذلك الخطوة التى اتخذتها الحكومة مؤخرا بالاعلان عن عدد من الإجراءات التى من شأنها دعم الاعلام الوطنى والصحف القومية، حيث ثبت أن هذه الوسائل دائما ما تكون فى الصدارة فى التصدى لأية تحديات تواجه الدولة، أيضا فإن الإعلاميين والصحفيين العاملين بهذه الجهات يتمتعون بحدس وطنى عال يساعدهم على معرفة «الطيب من الخبيث» وفرز الشائعات والأكاذيب والحد من تأثيرها الخطير على كل مسارات الدولة.
الملاحظة الأخيرة فى هذا السياق هى أننا جميعا كمواطنين مطالبين بالمزيد من الوعى والإنتباه والحذر فى التعامل المواد المشبوهة التى يبثها عناصر الجماعة الإرهابية ممن فقدوا «النخوة» والاحساس والضمير.









