قبل أربع سنوات وافق مجلس النواب بشكل نهائى على مشروع قانون يقضى بفصل الموظفين المنتمين لتنظيم الإخوان والعناصر الإرهابية من الجهاز الإدارى للدولة، ضمن إستراتيجية شاملة كانت تستهدف مواجهة السرطان الإخوانى المستشرى فى البلاد.
القانون الذى تم إقراره كان أحد أهم الإجراءات ضمن إستراتيجية شاملة، وبعد إقراره بدأت الدولة المصرية تنفيذ الإستراتيجية من خلال التنسيق بين كل الجهات المعنية لتتبع نشاط خلايا الإخوان، التى كانت تعمل بشكل مستتر ودائم على تنفيذ أجندة التنظيم الدولى للإخوان، والتى تستهدف بالأساس الإضرار بالأمن القومى للبلاد وإثارة الفوضى بالاعتماد على مشروع إخوانى قديم يسمى «النكاية والإنهاك».
أقول ذلك بمناسبة ما تردد مؤخراً على لسان القيادى الإخوانى الهارب حلمى الجزار، الذى زعم وجود عشرات الآلاف من العناصر التابعة للجماعة الإرهابية داخل مصر ينتظرون اللحظة المناسبة للتحرك، فى إشارة إلى ما نطلق عليه الخلايا النائمة أو العناصر «المتحوصلة» التى تأخذ ساتراً أو غطاء فى أنشطة متعددة حتى تحين اللحظة الملائمة للظهور، وهو أمر يجب أن نفطن إليه جميعا شعباً وحكومة وإعلاماً حتى لا يتكرر ما حدث إبان أحداث يناير 2011 وما تلاها من مؤامرات كادت تعصف بالدولة ومؤسساتها الوطنية، لولا عناية الله وتلاحم أبناء الوطن فى ثورتنا العظيمة فى الثلاثين من يونيو 2013، التى أطاحت بأوهام الجماعة الإرهابية وأعوانها فى الداخل والخارج.
المؤكد أن الأجهزة المعنية فى الدولة تعى ذلك جيداً ولديها من اليقظة والمعلومات التى تمكنها من إفشال مخططات وأوهام الجماعة التى تعمل بشكل منظم جداً وبخطوات مدروسة وتعليمات من قيادات التنظيم فى الداخل والخارج بهدف تجنيد واستغلال هذه الخلايا وذلك حسب طبيعة الشخص الذى يقوم بالمهمة، الموظف داخل الجهاز الإداري، مثلاً يكون مسئولاً عن تعطيل العمل العام واستفزاز الناس لإثارة غضب الجمهور وشحنهم ضد القيادة، وكذلك بعض الموظفين فى الهيئات الحكومية يتلقون تعليمات بتنفيذ عمليات تخريبية لنشر الفوضى وربما اليأس فى نفوس المواطنين.
وهناك مجموعات أخرى من عناصر الخلايا النائمة موجودون فى عدة أماكن تسند إليهم مهام تتعلق بنشر الشائعات وتهييج الرأى العام لإثارة الفوضى والتحريض على التخريب والتشكيك فى كل عمل أو إنجاز يتحقق، وبالفعل نجحت الأجهزة المعنية خلال الفترة الماضية فى فك شفرات عديدة كانت تستخدم فى التواصل بين الإخوان فى الداخل والخارج.
أخيراً وليس آخراً، نؤكد أن القصة لم تنته بعد والمواجهة مع أهل الشر مستمرة ويجب علينا كما ذكرت فى البداية توخى الحذر ونشر الوعى بين المواطنين، لاسيما الشباب والنشء الصغار بمخططاتهم الخبيثة، والعمل على كشف هذه الخلايا النائمة والعناصر المتحوصلة.
جماعة الإخوان تشبه فى سلوكياتها وأفعالها بعض البكتيريا الضارة عندما تجد الظروف الخارجية غير مناسبة لها وقادرة على الفتك بها تقوم بعمل غلاف خارجى سميك حولها يحميها من الانقراض، وهو ما يعرف بالتحوصل وبعد أن تتحسن الظروف الخارجية تعاود نشاطها الشرير مرة أخري.
ذلك ما تتبعه الجماعة الإرهابية وأتباعها حالياً، فهم ينتظرون فقط أى ظرف خارجى او تفكك داخلي.. لا قدر الله لمعاودة نشاطهم التخريبى مرة أخري.
من هذا المنطلق، يجب علينا جميعا لاسيما وسائل الإعلام بشتى أنواعها والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف العمل على نشر قيم الإسلام الحقيقية بين طوائف الشعب، خاصة الطبقة الشعبية وإفهام الناس أننا نعيش مع فيروس يعد الأيام حتى يعاود نشاطه التخريبى فى جسد الوطن.








