ذكر مسئول أوروبى أن ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، مبعوثى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أطلعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى امس، على المستجدات بشأن خطة ترامب حول قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية الفرنسى جان نويل باروامس إنه اقترح على مسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كايا كالاس إطلاع المبعوثين الأمريكيين لوزراء خارجية التكتل على آخر المستجدات حول تنفيذ الخطة خلال اجتماع فى بروكسل.
يأتى هذا فيما تحث واشنطن إسرائيل على الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، الذى ينص على إنشاء قوة استقرار دولية فى القطاع، وتشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة شؤون غزة، فضلاً عن البدء بإعادة الإعمار، وانسحاب القوات الإسرائيلية.
وتأمل إدارة ترامب فى تجنيد نحو 5 آلاف جندى بحلول موعد نشر قوة الاستقرار الدولية المقرر مطلع العام المقبل، مع إمكانية توسيعها إلى عشرة آلاف جندى بحلول نهاية 2026 كما تسعى إلى حث الدول الأوروبية على المشاركة فى تلك القوات.
وفى السياق، أشار مسئولون أمريكيون وإسرائيليون إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تواصلت مع أكثر من 70 دولة لطلب مساهمات عسكرية أو مالية. إلا أنهم أفادوا بأن 19 دولة أبدت حتى الآن اهتمامها بالمشاركة بشكل أو بآخر، وفق ما نقلت سابقاً صحيفة «وول ستريت جورنال».
على صعيد اخر، بدأت فى مدينة غزة امس المرحلة الأولى من انتشال جثامين الشهداء من أسفل المنازل.وشرع عشرات العاملين فى المنظمات الإنسانية بالبحث اسفل منزل كانت تقطنه عائلة سالم بحى الرمال بمدينة غزة.وتمكن العاملون فى اول ساعات العمل من العثور على 14 جثمانا فى وقت تقول العائلة ان 74 جثمانا متبقيا بعد انتشال اعداد اخرى بداية الحرب.
وأعلن محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدنى بغزة بدء عمليات البحث عن جثامين الشهداء المفقودين تحت أنقاض المنازل فى مدينة غزة.وقال فى مؤتمر صحفى ان العمل بدأ بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.وشدد على أن الدفاع المدنى فى قطاع غزة لا يمتلك اى معدات إنقاذ ثقيلة، وتعمل طواقمنا فى تنفيذ مهماتها بأدوات بدائية بسيطة.
على الصعيد الانسانى، كشفت مفوضة المساواة فى الاتحاد الأوروبى، حاجة الحبيب، أن مئات الشاحنات التى تحمل المعونات الإنسانية لقطاع غزة مكدسة عند معبر رفح من الجانب الفلسطينى، لاعتبار الكثير منها «ذات استخدام مزدوج»، فى إشارة مبطنة إلى تعنت إسرائيل كونها تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطينى.
وقالت الحبيب خلال مؤتمر صحفى أمس إن «المنامات تًمنع بسبب لونها، والكراسى المتحركة بسبب العجلات».كما شددت على أن المساعدات يجب أن تدخل بشكل كامل لا تدريجياً لأن الشتاء قادم.
وفى الضفة الغربية، حذّرت محافظة القدس المحتلة من مخطط استيطانى خطير تدفع به سلطات الاحتلال، لإقامة مستوطنة ضخمة على أراضى مطار القدس الدولي، معتبرة أنه يُشكّل تصعيدًا خطيرًا لسياسة الاستيطان، ويستهدف بشكل مباشر فصل شمال القدس عن امتدادها الفلسطينى.
وقالت المحافظة فى بيان، امس، إن المخطط يضرب التواصل الجغرافى والديموجرافى الفلسطينى بين القدس ورام الله، فى محاولة لفرض وقائع استيطانية جديدة تقوض أى أفق سياسى قائم على حل الدولتين، وتمنع تطور القدس الشرقية كمركز حضرى وسياسى للدولة الفلسطينية، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وأوضحت أن المخطط الاستيطانى يهدف إلى إنشاء نحو 9 آلاف وحدة استيطانية فى قلب فضاء حضرى فلسطينى كثيف، يضم كفر عقب وقلنديا والرام وبيت حنينا وبير نبالا، ما يُشكّل تهديدًا مباشرًا للحيّز الحضرى الفلسطينى المتكامل شمال القدس، ويعمّق سياسة الفصل والعزل المفروضة على المدينة ومحيطها.
وبيّنت محافظة القدس أن ما تُسمى «اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية» تعتزم عقد جلسة، غداً، لبحث الدفع بالمخطط رقم 101-0764936، وتشهد الجلسة المصادقة على المبادئ الأساسية للمخطط، بما فى ذلك تخصيص مساحات تجارية وعامة، رغم فشل محاولات سابقة عام 2021، نتيجة اعتراضات رسمية من وزارتى حماية البيئة والصحة الإسرائيليتين، إضافة إلى تجميد المخطط سابقًا خلال ولاية الرئيس الأمريكى باراك أوباما.
وأشارت إلى أن وزارة المالية الإسرائيلية طلبت خلال ديسمبر 2025، مصادقة لجنة المالية فى الكنيست على تحويل 16 مليون شيكل «5 ملايين دولار» إلى وزارة حماية البيئة، بذريعة «تأهيل الأراضى الملوثة»، بما يشمل مطار القدس الدولى، فى خطوة تهدف عمليًا إلى إزالة ما وصفته بالعوائق البيئية المصطنعة، وتسريع تنفيذ المشروع الاستيطانى.
فى السياق، أكد عضو المكتب السياسى ومسئول مكتب شئون القدس فى حركة حماس هارون ناصر الدين، امس، أن مخطط الاحتلال الاستيطانى الجديد، الذى يستهدف أراضى مطار قلنديا لإقامة نحو 9 آلاف وحدة استيطانية، يُمثل اعتداءً مباشرًا على حرمة المقدسات الإسلامية ومدينة القدس.
وأوضح «ناصر» فى بيان، أن هذه الممارسات العدوانية الاستيطانية، التى تُنفذ برعاية وحماية كاملة من قوات الاحتلال، تندرج فى سياق نهج الاحتلال الاستيطانى، ونهج المستوطنين القائم على استغلال مواسم الأعياد المزعومة لفرض وقائع تهويدية جديدة فى المسجد الأقصى ومحيطه، وتهدف إلى تغيير طابعه الدينى والتاريخي، وفرض سيادة الاحتلال عليه بالقوة، فى انتهاك صارخ لقدسيته ولكل القوانين والقرارات الدولية.
وشدد على أن استمرار الاستيطان والاقتحامات والتنكيل بالمصلين وفرض الطقوس التلمودية داخل محيط الأقصى يُنذر بعواقب وخيمة على الاحتلال الذى سيكتوى بنار أفعاله الإجرامية، مؤكدًا أن سياسة الاحتلال القائمة على الاستفزاز الدينى والعنصرية ستشعل ميدان المواجهة والغضب.
ودعا العالم إلى تحمل المسئولية فى الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، والعمل الجاد لوقف سياسة التهويد والاقتحامات، وحماية القبلة الأولى من هذه المخاطر المتصاعدة.
وأكد أن الشعب الفلسطينى سيبقى صامدًا فى القدس، متمسكًا بحقوقه ومقدساته، وأن هذه الاعتداءات والجرائم لن تمنح الاحتلال أى شرعية فوق أرضنا ومقدساتنا، ولن تغيّر من هوية الأقصى العربية الإسلامية مهما طال الزمن.









