كشفت د. منار الخيال، مدرس علوم التراث بكلية الآثار – جامعة عين شمس، أسرارا جديدة تكشف لأول مرة عن التعقيم بالغازات الخاملة ، وهذا يؤكد تميز مصر عالميًا فى مسار أكاديمى كامل لعلوم ترميم وصيانة الآثار .
أوضحت أن تدريس علم الترميم كبرنامج جامعى كامل «صنع فارقًا كبيرًا، لأن التعامل مع الأثر يحتاج خلفية علمية حقيقية، لامهارات مكتسبة بالتجربة فقط».
قالت «الخيال»: إنها لعبت دورًا محوريًا داخل مركز ترميم الآثار بالمتحف الكبير فى معمل التعقيم بالغازات الخاملة، وقامت بتطوير نظام يعتمد على خفض الأكسجين لإيقاف نشاط الآفات دون ترك أى أثر كيميائى، مما أسهم فى الاستغناء عن المبيدات التقليدية الخطرة التى كانت تستخدم قبل ذلك.
أكدت منار إسهامها وفريقها فى وضع الإرشادات العلمية لتصميم قاعات العرض، مبينة أن التصميم لم يكن قرارًا هندسيًا جماليًا، بل ترجمة «لمعادلات حساسة تتعلق بالمواد والضوء والهواء»، تضمنت اختبار دقة المواد، وحساب الإضاءة المسموح بها لكل قطعة لحماية لونها وتركيبها، وتحديد النطاق الآمن للحرارة والرطوبة داخل الفتارين.
أشارت إلى أن أهم ما يميز المتحف هو شبكة المراقبة البيئية التى تعد الأولى من نوعها فى مصر، وهدفها «بناء متحف يقرأ نفسه»، حيث ترصد باستمرار الحرارة والرطوبة ومستويات الإضاءة وجودة الهواء، لضمان أن البيئة لا تتجاوز عتبات التحمل الخاصة بكل قطعة أثرية.
أكدت أنها عادت إلى الجامعة حاملة معها العلم التطبيقى لتنقله إلى الطلاب، مؤكدة أن «التعليم لا يكتمل دون ملامسة الواقع»، وأن كليات الآثار هى «حجر الأساس الذى انطلقت منه الخبرات البشرية التى أدارت المشروع»، وتثبت تجربة المتحف الكبير أن «الاستثمار فى التعليم المتخصص يثمر، عندما تجد خريجى الجامعات يقودون أكبر مشروع متحفى فى المنطقة.. فالمتاحف ليست مبانى تفتتح، بل كائنات حية تحتاج إلى رعاية ومراقبة مستمرة، والجامعات هى المكان الذى يصنع من يفهمون كيف يعتنون بها.»









