عروس المنوفية التى قُتلت على يد زوجها وهى حامل فى شهرها الثالث ليست مجرد جريمة أسرية ولكنها قضية اجتماعية لابد أن نتوقف أمام أطرافها كثيراً وندق ناقوس الخطر على ما آلت إليه العلاقات الأسرية والاجتماعية قبل أن نجد أنفسنا فى غابة يسكنها الذئاب البشرية وآكلو لحوم البشر.
نحن أمام جريمة المتهم فيها ليس الزوج فحسب بل أسرة كاملة وأهل وجيران بداية من شقيق الزوج الذى جاء على لسان المحيطين بهم أنه قرر للمتهم أنه إذا توقف عن تعاطى المواد المخدرة سيزوجه وبالفعل طلب من إحدى أقاربهم أن ترشح له عروس فكانت المجنى عليها التى وافقت أسرتها على الزيجة لهذا السبب وكأن عدم تعاطى المواد المخدرة بات أمراً استثنائياً .
إذا بحثنا عن متهمين فى هذه الواقعة سنجد أهل المجنى عليها الذين ذهبت إليهم شاكية من مضايقات أهل الزوج وإهانات زوجها المتكررة لها وإعتدائه عليها وفى كل مرة تتم إعادتها حتى لايلحق بها لقب مطلقة فجاءت الطعنة قاتلة وهم يتلقون خبر وفاتها مقتولة على يد الرجل الذين أجبروها على العيش معه .
الجانى الأساسى فى هذه الواقعة من وجهة نظرى هى أم الزوج التى تدخلت فى حياة ابنها وحرضته على المسكينة منذ يومها الأول فى بيت الزوجية حتى إن لم تفعل ذلك فهى من صمتت على ما ألحقه ابنها فى زوجته التى لم يتق الله فيها وظلت صامتة على الإيذاء البدنى والنفسى لتأتى النهاية جريمة ضاع معها كل شئ .
لم تكتف الأم بذلك لم تحترم ما حدث لم تهب الموت ..حاولت إخفاء جريمة ابنها والتستر على فعلته الشنعاء حاولت إقناع جيرانها بالشهادة الزور لتخفى عن الجميع جريمة ابنها.. حاولت استخراج شهادة وفاة بعد الإدعاء أن الوفاة طبيعية .
أطراف الجريمة لم يتوقفوا عند هذا الحد وطالت زوجة الأخ التى اشتعلت بداخلها نيران الغيرة فبدأت تحرض شقيق زوجها على زوجته بين الحين والآخر لتزداد الخلافات وتزداد معها الإهانات بحق الفتاة التى جاءت طالبة الاستقرار فى بيت الزوجية فكان الموت .
الجيران أيضاً كانوا على نفس النهج تباروا فى كيل الاتهامات للقاتل ووالدته.. حكوا عن العذاب الذى لاقته المسكينة ليكون السؤال ولماذا كان صمتهم وهى على قيد الحياة.. لماذا لم يقدموا النصيحة للأم لتراعى الله فى زوجة ابنها.. لماذا لم يحدثوا الابن عن إتقاء الله فى بنات الناس كما يقولون ..لماذا قرروا الحديث الآن.
بلا شك نحن أمام خلل مجتمعى وانهيار أخلاقى وتدمير لقيم المجتمع يستدعى وقفة جادة أمام فهم خاطئ للرجولة ..وقفة لتوعية الأهل بأن لقب مطلقة أفضل مائة مرة من إحساس القهر على ابنة قتيلة.. وقفة لإرساء الأخلاق ومن قبلها الدين فى تعاملاتنا مع الآخر لأن جريمة كريمة عروس المنوفية لن تكون الأخيرة لكن ربما تكون جرس الأنذار فى مجتمع عصف بقيمه .









