مصر كانت ولاتزال «دولة التلاوة» بلا منازع والمهد الأصيل التى أثرت العالم بأجيال من عظماء القراء.. فقد شكلت المدرسة المصرية فى التلاوة والتجويد معلماً فريداً يجمع بين دقة العلم وعمق الروح فكانت المقولة الشهيرة «القرآن الكريم نزل فى مكة وقرئ فى مصر» تجسيداً حيا لحقيقة تاريخية راسخة.. هذا البرنامج هو جسر يربط بين الاصالة والحداثة ويستحق كل تقدير لما يقدمه من نماذج حية تستلهم روعة الحناجر الذهبية التى ملأت مسامع المصريين والعالم طربا وحكمة.
أهم ما يميز «دولة التلاوة» أنه لايكتفى بالاكتشاف بل يقدم رعاية وتعليما وتوجيها يحول الموهبة من مجرد صوت جميل إلى قارئ حقيقى يتذوق القرآن قبل ان يتلوه.
«التلاوة» ليست أداء صوتيا فحسب بل هوية وروح وثقافة واليوم يثبت البرنامج أنه من أهم البرامج التى قدمت على شاشة التليفزيون خلال السنوات الأخيرة بلا منافس إذ يفتح أبوابه أمام أبناء القرى والنجوع والمدن ليكشف كنوزاً كانت مخفية بين جدران البيوت والزوايا الصغيرة.. شباب لم يسمع عنهم أحد فإذا بهم يقفون أمام لجنة الاستماع يجلجل القرآن فى حناجرهم.. «دولة التلاوة» الذى ظهر إلى الوجود فى وقت نتعرض فيه لأشد الهجمات الخبيثة والمنظمة التى تستهدف القضاء على أصولنا.. هويتنا.. ديننا.. أخلاقنا.. عاداتنا.. ثقافتنا.. وإدخالنا فى بوتقة عالم جديد من الاباحية والالحاد والشذوذ شهد مشاركة واسعة من 12ألف متسابق وحقق مشاهدة غير مسبوقة الامر الذى يؤكد ان الجمهور متعطش للبرامج الراقية التى تسمو بالروح والعقل..
> هذه الارض الطيبة قادرة بطبيعتها وتاريخها على أن تنتج ملايين من المواهب فى كافة المجالات.. هنا تبرز كلمة السر التى صنعت الفارق وهى العيون الخبيرة لاكتشاف المواهب فى حفظ القرآن وتلاوته.. فى العلم.. فى العمل.. فى الابتكار والاختراع.. فى الطب والهندسة والذكاء الاصطناعي.. فى الاقتصاد والرياضة والفن.. شبابنا يمتلك المعرفة والطاقة الايجابية.. والاستعداد لكنه يحتاج فقط لن يأخذ بيده.. يحتاج إلى القدوة.
أسرة «دولة التلاوة» نجحت فى تقديم عمل أكثر من رائع إعداداً وتقديما وتصويرا وإخراجا وتميز المتسابقون بالموهبة وحلاوة الصوت كما أجادت لجنة التحكيم فى تعليقاتها، وقراراتها الامر الذى جعل من البرنامج عملا فاخراً يتسم بالجمال والوقار.
>> خلاصة الكلام:
«دولة التلاوة» هو مشروع وطنى عظيم أتمنى تكراره فى كل المجالات العلمية والفنية والابداعية والرياضية لاكتشاف المواهب فى كل المجالات، الامر الذى يعود بالنفع على الوطن والمواطن.. إن ما تراه اليوم ليس مجرد إحياء لتراث أصيل بل تأسيس لمستقبل.. مستقبل تحفظ فيه هوية الصوت المصرى ويعود القراء الجدد ليحملوا الرسالة تفهما التى حملها الكبار.. وهكذا يواصل البرنامج ما بدأته مصر منذ عشرات السنين.. البحث عن الصوت الذى إذا قرأ أصغى له العالم.
> كل التحية للأسر.. للآباء.. للأمهات ولكل من اهتم وشارك فى تربية هذا الجيل الذى أعاد اكتشاف أجمل ما فينا.. وأجمل ما فينا هو أن داخلنا نفوسا طيبة تحتاج من يزيح عنها الصدأ لكى يعود المجتمع أقوى مما كان.
>> من الحياة:
قيل لحكيم ما نراك تعيب أحداً.. فقال: لست عن نفسى راضيا حتى أتفرغ لذم الناس.








