أشادت ماو نينغ، المتحدثة باسم الخارجية الصينية، بالدور المحوري الذي بذلته مصر للوصول إلى اتفاق سلام لوقف الحرب في غزة، وأعربت عن تقدير الصين الكبير للجهود المصرية في هذا الصدد. وأشارت إلى أن الوضع في غزة ما زال هشاً ويمثل مأساة حقيقية تتطلب اهتماماً دولياً واسعاً، مؤكدة أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع هو تفعيل حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وكشفت المتحدثة أن الصين قدمت مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار لتخفيف حدة الأزمة ودعم إعادة الإعمار، مؤكدة استعداد بلادها للعمل على تعزيز التضامن والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
العلاقات المصرية الصينية: شراكة استراتيجية
جاء ذلك خلال لقاء عقدته المتحدثة صباح اليوم مع عدد من الصحفيين والدبلوماسيين بالقاهرة، تحت عنوان “لماذا الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني مهمة؟“.
وأعربت “ماو نينغ” عن سعادتها بزيارة مصر تلبية لدعوة السفير تميم خلاف، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، كما أبدت إعجابها بزيارة المتحف المصري الكبير. وأشارت إلى أن الرئيس الصيني “شي جينبينغ” أرسل تهنئة خاصة للرئيس السيسي بمناسبة افتتاح المتحف، كما أوفد مبعوثاً خاصاً للمشاركة في حفل الافتتاح، مما يعكس عمق الصداقة بين البلدين.
آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري
أكدت المتحدثة أن العلاقات المصرية الصينية تعد نموذجاً يُحتذى به بين الدول النامية، مشيرة إلى الاستعداد للاحتفال العام المقبل بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية. وأوضحت أن التعاون امتد من المجالات التقليدية إلى مجالات ناشئة، مع التركيز خلال السنوات الخمس المقبلة على:
- مبادرة الحزام والطريق: تعميق الترابط عبر بنية تحتية قوية وتنفيذ مشاريع نموذجية.
- الإعفاء الجمركي: أكدت استعداد الصين لتطبيق سياسة “الإعفاء الجمركي الكامل” مع الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية معها، ومن بينها مصر، ضمن اتفاقية شملت 53 دولة أفريقية.
- التبادل التجاري: أشارت إلى دخول المحاصيل المصرية كالقطن والبرتقال للأسواق الصينية، وتواجد 2800 شركة صينية تستثمر في مصر حالياً.
- التكنولوجيا والابتكار: تعزيز التعاون في قطاع الطيران والفضاء (مشروع مصر سات 2) والتعاون الرقمي والتمكين الأخضر.
التبادل الثقافي والسياحي
ولفتت “ماو نينغ” إلى النجاح الكبير للمعرض المصري المقام في شنغهاي، الذي جذب أكثر من 2 مليون و77 ألف زائر، مع ملاحظة زيادة كبيرة في أعداد السائحين الصينيين المتوافدين إلى مصر. كما شددت على ضرورة الالتزام بمبدأ “الصين الواحدة” وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
العلاقات الدولية والأمن العالمي
وحول العلاقات الصينية الأمريكية، أوضحت أن البلدين يمثلان القوتين الأكبر عالمياً، وهناك جهود مشتركة لتحقيق النفع لشعوب العالم، مؤكدة أن الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة، وأن أي توتر يؤثر سلباً على الاستقرار العالمي. واختتمت بالتأكيد على أن مبادرة “الحزام والطريق” تهدف إلى تنفيذ تنمية عالية الجودة ومساعدة الشعوب في الحصول على حياة أفضل.









