مُجرم لا يستحق شرف الأبوة ويستاهل الشنق. تجرَّد من آدميته وانتُزعت الرحمة من قلبه. انهال بجبروته على طفلته بالضرب والتعذيب بكل قسوة وبلا رحمة بحجة “شقاوتها”، ليهشم جسدها الضعيف دون أن تهتز مشاعره لصرخاتها وتوسلاتها، ليُسقطها فاقدة الوعي، وتنتهي حياتها متأثرة بجراحها. تم القبض على المتهم، وتحرَّر محضر بالواقعة، وتباشر النيابة التحقيق.
جبروت أب
الحادث الإجرامي البشع والذي تهتز له السماء وقع بإحدى قرى مركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ. راحت ضحيته طفلة بريئة في عمر الزهور بلا ذنب، نتيجة التفكك الأسري والذي عانت منه الصغيرة منذ تفتحت عيناها على الدنيا، لتدفع مع شقيقتها الأخرى ثمن إجرام وقسوة شاب مستهتر من أرباب السوابق، عاش لنفسه فقط بدون تحمل أي مسؤولية كـ “رب أسرة”، ليُدمِّر كل شيء بتهوره مع رفاق السوء.
سيناريو الجريمة
الجريمة المأساوية نرويها للعظة والعبرة لمن يعتبر. فهي تُدمي القلوب حسرة وحزناً على تلميذة الابتدائي الطفلة ماجدة (12 عاماً). فقد شاء حظها العاثر أن تعاني الأمرين منذ ولادتها، لتعيش مهمومة أمام صراع والديها ومشاكلهما التي لا تنتهي. فهي ابنة لأب سليط اللسان ومتجبر، عدواني بطبعه، يعيش لنزواته ومزاجه فقط وباستهتار شديد. الأمر الذي دفع الزوجة للانفصال عنه بعد فشل جميع محاولات التفاهم معه، لتترك له كل شيء “والجمل بما حمل”، وتهرب بعمرها تاركة طفلتيهما أمام عدم قدرتها على تحمل قسوته معها.
تفكك أسري
هكذا مرت الحياة، وتمسك المتهم منذ سبع سنوات مضت ببقاء ابنته الضحية “ماجدة” وشقيقتها الصغرى معه، لتتولى أمه رعايتهما لحرمان والدتهما من رؤيتهما وحرق قلبها عليهما بعناد شديد، متناسين حقوق الصغار في الدفء الأسري، حتى بعد دخوله السجن وحبسه على ذمة إحدى القضايا، ليفقدا العطف والرعاية دون بقية أقرانهما، وتكون وسيلتها في التواصل مع والدتها بالتليفون سراً حتى لا تنال العقاب الرادع تنفيذاً للتعليمات.

حياة الاستهتار
منذ عدة أشهر، خرج والد الضحية “ماجدة” من محبسه. وبدلاً من تعويضها هي وشقيقتها عن الحرمان، اشتدت غلظته في التعامل معهما بعدما تبلدت مشاعره ودمَّر “الكيف اللعين” عقله، ليصبح أسيراً لمزاجه وسهرات الأُنس والفرفشة مع رفاقه فقط، لتتحول حياة الصغار إلى أحزان ودموع لا تنتهي دون أن يشعر بهما أحد، إلى أن حدثت الكارثة المُدمِّرة ممن لا يستحق الأبوة في حق طفلته التي لا تملك من أمرها شيئاً في تلك المرحلة المبكرة من العمر.
ضحية والدها
وقت الحادث، قام من لا يعرف التفاهم بحبس ابنته بإحدى الغرف بعد خلاف معها، وانهال عليها بالضرب بعصا غليظة وركلاً بالأقدام، حجة تأديبها، مستغلاً ضعفها وقلة حيلتها. ولم يتركها إلا بعدما سقطت فاقدة النطق، وتشوَّه جسدها الضعيف تماماً، وتحطمت عظامها، ليتركها بالمسكن عدة أيام خوفاً من المسؤولية. وفي النهاية، وبعد تدهور حالها، اضطر لنقلها للمستشفى، لكن بعد فوات الأوان، ولفظت أنفاسها الأخيرة بعد عدة أيام من حجزها.
صرخات الأم
فور إبلاغ أجهزة الأمن، انتقل رجال المباحث بقيادة اللواء محمد فوزي مدير المباحث الجنائية للفحص والمعاينة، وسؤال والدة الضحية وأهلها، والذين توافدوا في حالة انهيار وصرخات مُدوّية من هول الصدمة، غير مُصدّقين تلك النهاية الدامية “لفلذة كبدها”. وطالبوا بالقصاص العادل والعاجل من الأب المتهم الذي أذاق صغيرته العذاب ألواناً كلما طالبته الضحية بزيارة أمها، ليكون مصيرها في النهاية القتل على يديه بعد معاملتها بإجرام.
حبس المتهم
بعد اتخاذ الإجراءات القانونية، تم القبض على قاتل ابنته. وبمواجهته بالأدلة، انهار معترفاً بارتكاب الحادث في لحظة تهور وغضب شيطاني. تم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطر اللواء إيهاب عطية مدير أمن المحافظة. وبإحالته للنيابة، قررت بعد استجوابه وسماع أقواله حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد له في الميعاد لحين إحالته لمحكمة الجنايات.









