أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع حصيلة الشهداء فى قطاع غزة إلى 70.663 أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، 7 أكتوبر 2023.
وأشارت الصحة الفلسطينية إلى أنه وصل مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 9 شهداء و45 إصابة، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار 11 أكتوبر الماضي، 391 شهيدا و1063 مصابا، وجرى انتشال 632 جثمانا.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلى حيز التنفيذ فى العاشر من أكتوبر الماضي، عقب انسحاب جيش الاحتلال من المواقع والمناطق المأهولة فى القطاع، وبدء عودة النازحين إلى شمالى القطاع، فى إطار المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة.
من ناحية أخري، أعلنت وزارة الداخلية بغزة اغتيال الضابط فى جهاز الأمن الداخلي، المقدم أحمد زمزم، جراء إطلاق نار نفّذه مسلحون فى مخيم المغازى بالمحافظة الوسطي.
وأكدت وزارة الداخلية فى بيان، أن الأجهزة المختصة باشرت تحقيقًا فوريًا فى الحادث، وتمكنت من إلقاء القبض على أحد المشتبهين بالضلوع فى عملية الاغتيال، فيما تتواصل الجهود لملاحقة باقى المتورطين وكشف ملابسات الجريمة ودوافعها.
يأتى الحادث بعد أقل من 24 ساعة على إعلان جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام «الشاباك»، يوم السبت، اغتيال القيادى بحركة حماس رائد سعد، فى غارة استهدفت سيارة على شارع الرشيد غرب مدينة غزة، فى تصعيد جديد لخروقات تل أبيب لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حركة حماس، منذ 10 أكتوبر الماضي.
على صعيد آخر، كشفت هيئة البث الإسرائيلية، أمس، نقلا عن مصدر أمنى رفيع، أن تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة لا يزال بعيد المنال، فى ظل غياب التفاهمات الدولية حول بعض بنودها الأساسية، وعلى رأسها تشكيل «قوة دولية للاستقرار» فى القطاع.
وأضاف المصدر أن إسرائيل لم تتلقَ حتى الآن أى موافقة رسمية من دول معنية على الانضمام إلى القوة المزمع تشكيلها ضمن المرحلة الثانية من الاتفاق، التى تهدف إلى ضمان الاستقرار الأمنى بعد توقف العمليات العسكرية، وأن «غياب هذه الموافقات يعقّد تنفيذ المرحلة التالية ويُبقى الأوضاع فى حالة من الغموض».
وفى سياق متصل، أوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية تتابع عن كثب التطورات المتعلقة بمصير الجندى الإسرائيلى ران جويلي، الذى لا تزال إسرائيل تعتبره محتجزا فى غزة، مشيرا إلى أن هذا الملف يُمثل أولوية فى أى محادثات مقبلة بشأن التهدئة أو تبادل الأسري.
يأتى هذا التصريح فى وقت تتصاعد فيه الضغوط على الحكومة الإسرائيلية داخليا وخارجيا للتوصل إلى اتفاق مستدام يُنهى الحرب المستمرة فى القطاع منذ أشهر، وسط خلافات بشأن آليات ما بعد الحرب وإدارة غزة.
من جهته، دعا خليل الحية، رئيس حركة حماس، إلى إلزام الاحتلال الإسرائيلى باحترام اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة. وأضاف «الحية»، فى كلمة بمناسبة الذكرى 38 على انطلاق حركة حماس، أن مهمة مجلس السلام رعاية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والإشراف على إعادة إعمار قطاع غزة.
وأكد أن أولوية الحركة بدء المرحلة الثانية من أجل انسحاب إسرائيلى كامل وتنفيذ خطة الإعمار بغزة، مشيرا إلى أن الاحتلال يسارع فى فرض مشروعه للاستيلاء على الأرض. وشدد على رفض كل أشكال الوصاية والانتداب على قطاع غزة، مؤكدا أن حركة حماس متمسكة باتفاق غزة.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطينى يعيش حاليا أياما صعبة ومعاناة قاسية نتيجة العدوان الإسرائيلى وحرب الإبادة الجماعية المتواصلة على قطاع غزة، وكذلك ارتقاء أكثر من 70 ألف شهيد من أبناء الشعب الفلسطيني، من الرجال والنساء والأطفال، الذين لم ترحمهم، «قذائف الحقد والإجرام الإسرائيلي».
وفيما يتعلق بالضفة الغربية المحتلة، أكد «الحية» أن الفلسطينيين هناك يتعرضون لحملة إرهاب ممنهجة، تتكامل فيها السياسات العسكرية للاحتلال مع اعتداءات المستوطنين، من خلال شبكة خانقة من الحواجز والأبواب الحديدية التى تقطع أوصال المدن والقري، إلى جانب القتل والاعتقال ومصادرة الأراضى وهدم المنازل وعمليات التهجير القسري.
وأكد «الحية» أن من نتائج الحرب أيضا استعادة القضية الفلسطينية لمكانتها الطبيعية بعد سنوات من التراجع، وصعود مشروع وبرنامج المقاومة على طريق التحرير والعودة، وتحوله إلى أمل للشعوب العربية والإسلامية ونموذج فى مواجهة الاحتلال.
وأشار إلى «سقوط مفهوم الحدود الآمنة» لإسرائيل، فى ظل تعرضها للرد على عدوانها من غزة ولبنان واليمن وإيران والعراق، مؤكدا أنه «لم تعد هناك حصانة للكيان أو لمواقعه العسكرية، كما حدث شرخ داخل المجتمع الإسرائيلي، وزعزعة الثقة بالقيادة السياسية والعسكرية والأمنية، وبدء نقاش داخلى حول مستقبل هذا الكيان ووجوده».
من ناحية أخري، شهدت الضفة الغربية، خلال الساعات الماضية، سلسلة اقتحامات للجيش الإسرائيلى استهدفت مدن الخليل ونابلس، وبلدات الزاوية غرب سلفيت، عانين واليامون غرب جنين وتل جنوب غربى نابلس.
وفى مدينة الخليل، انتشرت القوات الإسرائيلية بعدة أحياء، وداهمت منازل وفتشتها، وشنت حملة اعتقالات وتحقيق ميداني. كما أفادت مصادر محلية بأنه تم اعتقال صحفي. فيما اقتحمت القوات الإسرائيلية ضاحية اكتابا شرق طولكرم، وتم اعتقال شخص.
فى سياق متصل، أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحى تجاه منازل المواطنين خلال هجوم على منطقة البويرة فى مدينة الخليل، بينما تصدى شبان لمحاولة مستوطنين الهجوم على منزل فى محيط بلدة شقبا غرب مدينة رام الله.
وكان الجيش الإسرائيلى قد نفذ على مدى الفترة الماضية عدة اقتحامات واعتقالات فى الضفة الغربية. فيما تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين، المسلحين غالبا، وهجماتهم على المدنيين الفلسطينيين العزل.









