فى زمنٍ تتسارع فيه التحولات وتتعدد فيه التحديات، يقف شبابنا المصرى على مفترق الطرق، فهم يواجهون اليوم سيلاً جارفًا من الإغراءات والمخاطر التى تستهدف عقولهم وقلوبهم، من أفكارمتطرفة إلى إدمان للعالم الافتراضي، ومن ضياع الأولويات إلى ضعف الانتماء الوطني، ومن الانحراف عن الوسطية الدينية إلى الانسياق وراء الأفكار الهدّامة.
والسؤال الذى يفرض نفسه: كيف نحمى شبابنا؟ وكيف نعيدهم إلى الصواب؟ وكيف نرسِّخ فى نفوسهم قيم الانتماء والولاء للوطن، والاعتدال فى التدين، والحكمة فى اختيار الأولويات؟
رغم النجاح فى دحر التنظيمات الإرهابية الكبري، لا يزال التطرف الدينى يشكّل تهديدًا كامنًا يستهدف شريحة من شبابنا عبر أفكار تكفيرية ومنهجيات متشددة، وتستغل الجماعات المتطرفة الفضاء الإلكترونى لاستقطاب العقول الشابة، إذ تنشر أكثر من 500 شائعة أسبوعيًا بهدف تخريب عقول أبنائنا وزرع الفتنة وإثارة الاضطرابات، وهذه الجماعات تطرح رؤيً متعصّبة تدّعى تمثيل «الإسلام الصحيح» بينما هى فى الواقع تشوّه مقاصد الدين وتدفع بالشباب نحو العنف باسم العقيدة، وتشير الدراسات الميدانية إلى نجاح هذه الجماعات المتطرفة فى استهداف بعض الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستغلين حالة الفراغ الفكرى والروحى لدى البعض.
فى الجهة المقابلة، يبرز التطرف اللادينى كوجه آخر للأزمة القيمية التى تعصف ببعض الشباب، ويتمثل هذا التطرف فى الإلحاد النشط الذى لا يكتفى أصحابه برفض الدين، بل يسعون للتبشير بأفكار إلحادية والطعن فى المعتقدات علنًا، وفى السخرية من الدين ورموزه بشكل ممنهج؛ وكذلك فى الترويج للانفلات القيمى والتحرر المطلق من الضوابط الأخلاقية بحجة الحداثة، وقد شهد العالم العربى موجات من الفكر الإلحادى والتشكيكى تستهدف شبابنا، فبعد أن كان الإلحاد محصورًا فى «نخبة» ضيقة، تسرّبت الأفكار الإلحادية المبسطة إلى قطاع من الشباب.
خطورة هذا التطرف اللادينى لا تكمن فقط فى بعده الفكري، بل أيضًا فى تبعاته الأخلاقية والمجتمعية المتمثلة فى فقدان القيم الأخلاقية وانهيار الروابط الاجتماعية وحتى انتشار الجريمة نتيجة غياب الوازع الروحي.
لا يختلف اثنان اليوم على مشهد بات مألوفًا: ساعات طويلة يقضيها الشباب خلف الشاشات، يتنقّلون بين مقاطع فيديو سريعة ومحتويات ترفيهيّة تافهة لا تضيف شيئًا حقيقيًا إلى عقولهم أو حياتهم، والنتيجة؟ أذهانٌ مزدحمة بالصور والمشاهد، لكن بداخلها فراغٌ عميق من الفكر والمعني، وفى مصر، حيث يناهز متوسّط العمر 24 عامًا، أصبحت الحياة رقميّة بامتياز، إذ تشير تقارير حديثة إلى أنَّ المصريين يخصّصون فى المتوسّط 7ساعات و55 دقيقة يوميًا لاستخدام الإنترنت، متجاوزين بذلك المتوسّط العالمى بكثير، ومن هذا الوقت الكبير على الشبكة، يُنفق ساعتان و41 دقيقة يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعى وحدها، وتكشف استطلاعات ميدانية أن المنصّات الرقميّة الترفيهية تحظى بإقبال جارف بين الشباب المصري؛ فقد وجدت دراسة شملت شبابا بين «18-35 عامًا» أنَّ 82.5 ٪ من الشباب يستخدمون منصّات الترفيه الرقمى بانتظام و53 ٪ بشكل دائم و29.5 ٪ أحيانًا، فى المقابل امتنع 17.5 ٪ فقط تمامًا عن هذه المنصّات، وهذه الأرقام الصادمة تعنى أنَّ الترفيه الإلكترونى الخفيف بات وجبة يوميّة رئيسيّة لأغلب شبابنا.
والمشكلة لا تكمن فى الترفيه بحد ذاته ـ فالجميع يحتاج إلى الترويح عن النفس ـ إنما فى هيمنة المحتوى السطحى على وقت الشباب وعقولهم، خذ مثلاً شابًا يقضى يومه يتابع صُنّاع محتوى يملؤون الشاشة بالمقالب والنوادر، وإذا سألته عن هدفه فى الحياة أو تصوّره للمستقبل، يطول صمته، وهذا الصمت ليس عجزًا عن الكلام، بل انعكاس لفراغ فى الرؤية وانعدام بوصلة فكريّة، وفى عصرٍ أصبح فيه الوصول إلى المعرفة أسهل من أى وقت مضي، يصدمنا أن نرى هذا الفراغ يتفشّى بين جيل يُفترض أن يكون الأكثر اتصالاً بالمعلومة، وتشير بعض التقارير أنَّ نصف مستخدمى الإنترنت فى مصر «حوالى 50.4 ٪» يستخدمون الشبكة لمشاهدة الفيديوهات والبرامج الترفيهية، بينما لا تتجاوز نسبة من يستخدمونها لأغراض تعليمية ومعرفيّة 19 ٪ فقط ، أى أن الكفّة تميل بوضوح لصالح الاستهلاك الترفيهى على حساب البناء المعرفى والثقافى للشخصية.
ولا يتوقف الأمر عند إهدار الوقت فحسب؛ فالمحتوى التافه يترك بصمات سلبية أعمق على العقل والنفس، فلم تعد الحروب تُخاض بالمدافع والدبابات وحدها، بل بأدوات أكثر خفاءً وأشد فتكًا، فلا تترك جثثًا فى الشوارع، لكنها تخلف عقولاً ميتة وضمائر خامدة ومجتمعات مشوشة، إنها حرب ناعمة تستهدف وعى الشباب بلا ضجيج، فتحوّل التركيز من القيم والمثل العليا إلى التفاهات والسطحية. وقد دقّ كثيرون ناقوس الخطر حول هذه الهيمنة الخفيّة للمحتوى الفارغ، محذّرين من جيل ينشأ على الضحك المستمر دون فهم، وعلى اللهو الدائم دون معني.
كثرة الترفيه التافه لم تعد مسألة ثقافية أو تربوية فحسب، بل أصبحت ظاهرة صحيّة ونفسيّة مقلقة، حتى إنَّ قاموس أكسفورد الشهير اختار مؤخرًا مصطلح Brain Rot «تعفُّن الدماغ» كلمة عام 2024، بعدما ارتفعت استخداماته فى النقاشات العامة بنسبة 230 ٪ خلال عام واحد، ويُعرِّف هذا المصطلح الحالة بأنّها تدهور فى الحالة العقلية أو الذهنية للفرد نتيجة الإفراط فى استهلاك محتوى تافه أو غير محفّز فكريًا «خصوصًا عبر الإنترنت»، أى أننا أمام اعتراف عالمى بأن ما كان يظنه البعض مجرد تسلية بريئة قد تحوّل إلى خطر محدق بالصحة الذهنية، ويحذّر الأطباء من أنَّ قضاء ساعات فى التقليب بين مقاطع الفيديو القصيرة والمحتويات السطحية يؤدى إلى إجهاد الدماغ وإدمان محفزات سريعة زائلة، ويشرح الدكتور أجاى كومار ـ طبيب نفسى متخصص ـ أنَّ «تعفّن الدماغ» ينجم عن التحفيز الرقمى المفرط: كمن يشاهد فيديوهات يوتيوب واحدة تلو الأخرى دون توقّف، أو يظل ينتقل بين تطبيقات التواصل والرسائل بإيقاع محموم، وهذا التدفق المستمر للمعلومات السطحية يُضعف قدرة الدماغ على المعالجة المتعمقة، ويؤدى فى النهاية إلى حالة أشبه بالخمول الذهني، ويضيف د. كومار أن التمرير الذى لا ينتهى فى المنصات الرقمية يحرم العقل من أى فرصة للراحة وإعادة الشحن، تاركًا مساحة ضئيلة للنشاط الفكرى عالى الجودة، والمفارقة أن هذه الحالة لا تُصيب المراهقين فقط، بل تطال البالغين أيضًا عندما يقعون فى دوامة الاستهلاك الرقمى السلبي، ويقول كومار: صحيح أنه من الممتع أن تسترخى وتشاهد مقاطع مضحكة أو تمرّر بين الميمز، لكن إذا كان هذا كل ما تفعله دائمًا، فإن عقلك لا يحصل على التمرين الذى يحتاجه، ومع الوقت، سيصبح من الصعب أن تحفّز نفسك للقيام بشيء أكثر تحديًا أو مغزي، وهذه العبارة تختصر المعضلة: عقلٌ اعتاد الكسل أمام المحتوى السهل سيعجز عن مواجهة تعقيدات الحياة الحقيقية.
وقد حذّرت دراسات أخرى أنَّ التعرّض المطوّل للمحتوى الرقمى الخاطف ـ مثل مقاطع TikTok التى لا تتجاوز ثوانى معدودة ـ يقلّل القدرة على التركيز لفترات طويلة. فى دراسة مسحية على 1346 مراهقًا، وُجد أن مدمنى تيك توك يعانون من مشكلات نفسية أكثر، وتراجع فى الأداء الدراسي، وضعف فى العلاقات الأسرية مقارنة بغيرهم. والأدهى أن خوارزميات المنصّة تدفع المستخدم تدريجيًا نحو دوامة من المحتوى المتشابه والمضر نفسيًا، حتى لو بدأ المرء بمشاهدة شيء مفيد سرعان ما يجد نفسه عالقًا فى سيل من التفاهات أو المشاهد السلبية.
ليس غريبًا ـ فى ظل هذا الواقع ـ أن نرى «نجومًا» أو «بلوجرز»جددًا يصعدون على منصّات التفاهة، فلقد أصبحت بعض الحسابات وقنوات الفيديو التى لا تقدّم سوى المقالب والتحدّيات السطحية تحظى بمتابعة الملايين، فى حين يُهمَل المحتوى العلمى والثقافى الجاد الذى قد لا يجتذب إلا قلّة قليلة، و يصف د. محمد العرب هذه الظاهرة بمصطلح «ترميز التافهين»، حيث يتم تحويل شخصيات لا تقدّم فكرًا ولا قيمة إلى رموز اجتماعية تحت الأضواء. يقول العرب: «يُلمَّع التافهون ويُعاد إنتاجهم فى الوعى الجمعى بوصفهم نجومًا وقدوات وقصص نجاح، حتى يغدو حضورهم فى المشهد أمرًا طبيعيًا، بل مطلوبًا».
والنتيجة أن المعايير الاجتماعية تنقلب رأسًا على عقب، فيصبح التافه قدوة، والجاهلُ صوتًا مسموعًا، والسخيفُ مؤثّرًا. وفى المقابل، يتم تهميش أصحاب العلم والفكر والمبادرات الهادفة، لأنهم لا يجارون صخب التفاهة السائد. رويدًا رويدًا، تفقد المجتمعات بوصلتها القيميّة فلا تميّز الغثّ من السمين.
ولننظر حولنا فى العالم العربى اليوم نجد مراهقين يتابعون بشغف «مشاهير» مواقع التواصل لمجرّد قيامهم بحركات راقصة أو مقالب سخيفة، بينما العلماء والمثقفون الحقيقيون أقل حضورًا وتأثيرًا، ويصف أحد الكتّاب المشهد هكذا: «ملايين المتابعين لشخصيات لاتحمل أى مضمون معرفى أو أخلاقي، بينما المفكر أو الطبيب الذى يُغيِّر حياة الناس بعلمه بالكاد يعرفه أحد، فتاة تبثّ يومياتها الفارغة تُعامَل كقدوة، وشابٌّ يصرخ أو يرقص أو يسخر من القيم يحصد أرباحًا طائلة ويُستدعى كـ «رأى عام» فى القضايا الكبري»، وهذه الصورة الصادمة تلخّص مفارقة عصرنا: المحتوى السطحى يَعظُم ويشتهر، بينما المحتوى العميق يُهمَّش ويُدفع إلى الهامش، وما يزيد الطين بِلّة أن الكثير من هذا المحتوى التافه لا يخلو من تجاوزات أخلاقية أو انتهاك للقيم، فقد أشار باحثون أنَّ بعض منصّات الفيديو القصير تروّج سلوكيات ومشاهد منافية للقيم الاجتماعية والدينية السائدة، مما يخلق تبلّدًا أخلاقيًا لدى المتلقّين تدريجيًا. أى أن التفاهة لا تسرق الوقت والانتباه فحسب، بل قد تعيد تشكيل وعى الجيل وقيمه لتطبِّع مع الابتذال والفراغ.
تعانى شريحة من شباب اليوم أزمة هوية أو اضطراب الانتماء المرجعي، ففى زمن العولمة والتعددية الثقافية، تزاحمت المرجعيات التى يتعرض لها الشباب: ما بين المرجعية الدينية التقليدية، والقيم الثقافية الشرقية، والنماذج الغربية الحداثية، وغيرها، وتبدّلت الأولويات الثقافية واختلفت المرجعيات، مع انفتاح تام على الحضارة الغربية بحيث أصبحت معاييرها فى التفكير والسلوك حاضرة بقوة فى حياتنا، وهذه التغيرات المتسارعة أحدثت فجوة عميقة بين الأجيال، فالكبار يتمسكون بهويات راسخة مستمدة من الدين والتقاليد، بينما يتطلع بعض الشباب إلى تبنّى هويات أوسع أو مغايرة، ونتيجة لذلك نجد شبابًا تائهين بلا بوصلة واضحة ولا مرجعية موحَّدة، يتنقلون بين الأفكار وأنماط الحياة بلا استقرار فكرى أو نفسي، ومن مظاهر اضطراب الهوية لدى الشباب المصرى ضعف الشعور بالانتماء الوطنى أو الدينى لدى البعض، والشعور بالاغتراب حتى وهم يعيشون فى وطنهم، ولا نبالغ إذا قلنا إن أزمة الهوية هذه هى أخطر ما يهدد مستقبل الشباب، لأنها تنخر فى صميم الذات وتقطع الصلة بالماضى والمستقبل معًا، ومن هنا تبرز الحاجة إلى مبادرات تعيد ربط الشباب بهويتهم المتوازنة «الوطنية والدينية» بشكل إيجابى منفتح على العصر دون ذوبان كامل فيه ـ وهى نقطة سنتناولها فى قسم الحلول.
تضع الدولة المصرية الشباب فى قلب رؤيتها التنموية «رؤية مصر 2030»، تقوم على مبدأ الاستثمار فى العنصر البشرى وتبنى نظم تعليمية محفزة للمعرفة والابتكار، وتسعى الدولة للاستفادة من منحتها الديموغرافية، حيث يُمثّل الشباب حوالى 35 ٪ من القوى العاملة، وهى إحدى أهم نقاط قوة الاقتصاد المصري، وقد أطلقت الدولة استراتيجية وطنية للشباب والنشء 2025-2032، تهدف إلى تمكين الشباب المصرى ليكونوا عناصر فاعلة ومؤثرة فى التنمية الشاملة، مع تعظيم دور الرياضة فى ترسيخ القيم الإيجابية، كما دشّنت العديد من المبادرات لدعم الشباب، مثل مبادرة «بداية حُلم»، و»روّاد الشباب العربي»، وYouth Green Reels، وغيرها من البرامج التى تستهدف تنمية مهارات الشباب وتمكينهم اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، وهذه الجهود تؤكد أن استثمار الشباب أصبح ركيزة أساسية لبناء مستقبل مصر.
ولكن المسئولية لا تقع على عاتق الدولة وحدها؛ فعملية إنقاذ شبابنا من المخاطر المحدقة بهم وإعادتهم إلى المسار الصحيح تتطلب استراتيجية شاملة تتكامل فيها جهود جميع مؤسسات الدولة والمجتمع، ويجب على الأسرة تعزيز الحوار الأسرى وقضاء وقت نوعى مع الأبناء، وأن يكون الوالدان قدوة حسنة فى الالتزام الدينى والأخلاقى والوطني، وتوعية الأبناء بمخاطر التطرّف والإدمان الإلكتروني، وتعليم الأبناء ترتيب الأولويات وإدارة الوقت، وترسيخ قيم الانتماء الوطنى منذ الصغر، وأما على مستوى المؤسسات التعليمية فيجب تطوير المناهج الدراسية لتتماشى مع احتياجات العصر، وربط التعليم بسوق العمل، وتعزيز برامج التوجيه المهنى والإرشاد الطلابي، وإدخال مواد دراسية عن الوسطيّة والاعتدال والمواطنة فى المناهج، وتنظيم أنشطة وندوات للتوعية بمخاطر التطرف والإدمان الإلكتروني، وهناك دور على المؤسسات الدينية فى تكثيف الحملات التوعوية الموجّهة للشباب فى المساجد والمدارس والجامعات ومراكز الشباب، وتدريب الأئمة والدعاة فى التعامل مع قضايا الشباب المعاصرة بلغة تفهمها الأجيال الجديدة، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعى لنشر الفكر الوسطى المعتدل بأساليب جذّابة، ومواجهة الفتاوى المغلوطة والشائعات بالعلم والحجّة والإقناع، وهناك دور على الإعلام فيتبنّى خطاب إعلامى يرسّخ القيم الإسلامية والوطنية، ويُبرز النماذج الإيجابية، ويقدم نماذج ناجحة فى مختلف المجالات كقدوة للأجيال الصاعدة، والتوعية المستمرة عبر البرامج والمقالات بمخاطر الإدمان الإلكترونى والتطرف الفكري، وعدم إلقاء اللوم بشكل مستمر على الشباب فى الإعلام، بل دعمهم وتشجيعهم وإشراك أصواتهم، وتخصيص برامج وحوارات لمناقشة قضايا الشباب بموضوعية وعمق، وإيجاد حلول واقعية لها.
ثم يأتى دور الدولة فى توفير فرص عمل للشباب للحد من البطالة وما ينتج عنها من إحباط، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتشجيع روح المبادرة وريادة الأعمال بين الشباب، وتنفيذ برامج تدريبية لتنمية مهارات الشباب التقنية والمهنية وتطوير قدراتهم، وإشراك الشباب فى صنع القرار والمشاركة السياسية والمدنية لإعلاء إحساسهم بالمسئولية والانتماء.
أخيرًا، لا يكتمل التماسك المجتمعى للشباب دون هوية وطنية مشتركة تُظل الجميع، فيجب إطلاق برامج مستدامة لترسيخ هذه الهوية دون إقصاء لأى تنوع، وإحياء الرموز الوطنية الجامعة عبر حملات إعلامية ـ كإبراز سير شهداء الوطن من الجيش والأطباء والمعلمين وغيرهم كنماذج فخر ـ يذكر الشباب بأن مصيرنا واحد.
إنَّ شبابنا المصرى ثروة حقيقية لا تقدر بثمن. وهم قادرون على صنع المعجزات إذا توفرت لهم البيئة المناسبة، والتوجيه السليم، والفرص الحقيقية. وقد شهدنا فى السنوات الأخيرة نماذج مُشرِّفة من الشباب المصرى حقّقت إنجازات عالمية فى مختلف المجالات، من الرياضة إلى العلم إلى ريادة الأعمال هذه النماذج وغيرها تؤكّد أن بذرة الإبداع والنجاح حاضرة فى أرضنا الطيبة، وأن شبابنا ـ متى أُتيحت لهم الفرصة ـ يمكنهم منافسة أقرانهم عالميًا والتفوّق.









