من الواضح أن العالم مقبل على ثورة طبية هائلة للقضاء على أمراض السرطانات خلال السنوات القليلة القادمة دون حاجة للاعتماد على العلاج الكيماوى خاصة بعد التوصل لدواء واكتشاف عقار يقلل الاعتماد على عمليات نقل الدم المتكررة.
والمسألة تتطلب تضافر جهود شركات الادوية مع مبادرة الدولة لتخصيص 3 مليارات جنيه لابحاث الجينوم المصرية لابتكار اجيال جديدة من العلاجات الموجهة جينيا التى تركز على الخصائص البيولوجية ومعالجة المحرك الجينى المسبب للورم بشكل مباشر وتقنية رعاية اكثر دقة بما يتيح للأطباء تصميم العلاج بكل دقة وفقا للملف الجينى لكل مريض.
ومن الاهمية تحديد الطفرة الجينية مبكرا من خلال الفحوصات الروتينية بما يمكن الاطباء من إحداث فارق كبير فى اختيار مسار العلاج الصحيح والرعاية العلاجية القائمة على الخصائص البيولوجية للورم.
نحن بحاجة لدواء يمنح الاطباء أداة جديدة ومهمة لعلاج السرطانات ويقلل التكلفة على المريض وخاصة زيارته للمستشفيات للعلاج بالكيماوى مما يشغل مساحة من المستشفى ويمثل عبئا اضافيا على الكوادر الطبية وهيئة التمريض لذلك سعدت باكتشاف وطرح عقار جديد فى بلدنا يتم تعاطيه عن طريق الفم لعلاج الطفرة الجينية الجزيئية للمرض بما يمثل خطوة كبيرة وثورة طبية فى علاج حالات ابيضاض الدم النقوى الحاد وسرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد والسرطان الذى يصيب الدم ونخاع العظم.. ومن الاهمية التوصل لعقار طبى جديد يستهدف الطفرة الجينية بحيث يتحول الى امل جديد لعلاج موجه جينيا للاورام السرطانية فى مصر بحيث يحقق نتائج إيجابية للتجارب السريرية وبما ينعكس على تحسن صحة المريض فى البقاء الكلى على قيد الحياة حيث تبين من خلال العقار الجديد الذى يتم طرحه بمصر تحقيق نسبة بقاء كلى على قيد الحياة تتراوح ما بين 10 و29 شهرا.
كما انه ينبغى مراعاة فهم الآليات الجزيئية والخصائص الوراثية الكامنة وراء تطور المرض لدى كل مريض نظرا لان الطفرة الجينية تعمل على تغيير سلوك الخلايا وهو ما يمنح الاطباء هدفا محددا يمكنهم من توجيه العلاج نحوه.
اننا بحاجة لتوجيه شركات الادوية لاستثماراتها للعلاجات الدقيقة للسرطانات خاصة النادرة وابتكار احدث العلاجات الفعالة حيث ان مواجهة الأورام الخبيثة تمثل تحديا علاجيا كبيرا لنا.. ولا يمكن اغفال دور الدولة فى تشجيع شبابنا على مشروعات ريادة الأعمال مما اتاح الفرصة امام البعض من الصيادلة لابتكار ادوية فى تصميم التركيبات الدوائية بعيدا عن فكرة الاستنساخ لوصفات جاهزة مع مراعاة الاهتمام بمسألة التكلفة أو الأسعار بحيث تكون فى المتناول وبما يضمن تداول الدواء بدلا من المنتجات المستوردة وبما يشجع شريحة وقطاعا عريضا من الاسر بالاعتماد على المنتجات المحلية.
من المؤكد ان التغيير الحقيقى والمستدام يتطلب مشاركة الجميع لتحقيق مجتمع اكثر شمولا واستدامة لخلق مجتمع صحى متوازن يستجيب له الجميع مما ينتج عنه مجتمعات قوية ومتماسكة.









