ليس جديدًا ما قاله رئيس الهيئة الوطنية للأمن السيبرانى فى إسرائيل يوسى كارادى فى: «أسبوع الأمن السيبرانى بجامعة تل أبيب» إن دولة قد تنهار فى لحظات بسبب هجوم سيبرانى ، فالهجمات على شبكات الكهرباء والمياه وإشارات المرور والمستشفيات أصبحت أدوات حرب، وغالباً ما تُشنّ عبر عصابات وكيلة لإخفاء هوية المهاجم. وقد سمى ما تحدثه الهجمات السيبرانية من شلل لدولة بالحصار الرقمي
وأشار فى كلمته الى فيروس ستوكسنت ، الذى استخدمته إسرائيل والولايات المتحدة ضد أجهزة الطرد المركزى فى منشأة نطنز النووية الإيرانية، وصُمم لاستهداف وحدات تحكم صناعية محددة فقط، مع تجنبه بشكل عام لأجهزة الكمبيوتر المدنية أو البنية التحتية غير ذات الصلة.
أقول ما قاله هذا المسئول ليس جديًدا لكن الجديد أن من قاله مسئول فى دولة معادية وتوقع الحرب معها كل لحظة وتعلن اهدافها التوسعية دون مواربة بل تقوم بالتوسع كما نرى فى سوريا ولبنان وفلسطين ..ويصبح السؤال : هل استعدت الدول العربية والاسلامية لمثل هذه الحرب التى قد تبدأ وتنتهى فى الفضاء وتصبح الجيوش والمدافع والطائرات ليست ذات أثر فى حرب جديدة تقف الدول فيها مكشوفة لعدوها . وبعد أن كان التفوق العسكرى للعدو فى سلاح الجو الذى يصل إلى أى مكان فى بعض الدول العربية وتحسم به المعارك وما زال يمارس سطوته فى لبنان وغزة وسوريا ـ بعد أن كان التفوق للعدو عبر سلاح الجو يصبح تفوقه عبر المعارك السيبرانية .
هذا الكلام لا يجوز أن يمر مرورًا دون فحص وإعداد وعمل وتحرك .
فإذا كان العدو يمتلك عقولا تفكر وتبتكر فالدول العربية بها من العقول ما يتفوق عليها بكثير وما يستطيع أن يتجاوزه فيما يصل إليه وقد كانت معركة أكتوبر 1973م نموذجا فى ذلك حيث حول الرجال المصريون ما هو قديم من الاسلحة الى جديد قادر على العمل وما هو محدود الاثر إلى ذى أثر أقوى وأشد وحولوا الامكانات المحدودة الى قدرات مذهلة وقامت مهارات الجنود وشجاعتهم مقام فروق التسليح .
ربما يكون الأجمل فى هذه الحرب أن الضعفاء يستطيعون المشاركة فيها بقوة لا تمنعهم قلة الامكانيات المادية التى تتوفر للقوى الكبرى وإنما كل مايحتاجون إليه هو العقول المفكرة المبدعة والمصممة على النجاح والإدارة القادرة على الفرز واختيار من هذه العقول الكثيرة وتعهدها وتطويرها وتوفير البيئة المناسبة لابداعهم ووضعهم فى المكانة التى تليق بهم فضلا عن حماية هذه العقول من التسرب بعيدًا لدى من يحقق لهم حاجاتهم الحياتية وكذلك حمايتهم من العدو الذى قد يتعقبهم مثلما حدث فى إيران وفى غزة أيضا من تعقب العلماء المؤثرين والفاعلين.
بقى أن نقول: إن المقاومة فى غزة استطاعت اختراق العدو من خلال هذه الحرب السيبرانية وقد اكتشف العدو ذلك بما اذهله من قدراتهم واستعدادهم فى هذا الحرب كما أن المقاومة فى مواجهتها للعدو حرصت على تجنب التعامل بما يمكن ان يخترقه العدو فتخلت عن التكنولوجيا فى التواصل بين فرقها أى أنها تصرفت بما قد يكون عليه حال العالم إذا ما قامت حرب عالمية واستخدم الجميع هذا المنهج الحربى الجديد فشل الجميع اجهزة الجميع .
إن العدو يأخذ كل ما يحدث لدى العرب مأخذ الجد ويضع الوسائل لمواجهته وعلينا أن نتعامل بنفس المنهج والمنطق فهل نستطيع؟









