إن مقولة «العالم يحمل فى طياته بذور فنائه» تعنى أن كل فكرة تحمل فى جوهرها عناصر تناقضها وتؤدى فن النهاية إلى انهيارها أو زوالها نفس الفكرة تعنى أن كافة الاكتشافات العلمية من أجل أهداف خيرية لخدمة البشرية تنطوى أيضاً على أخطار جسيمة كالحروب.. لقد كانت البحوث الذرية مصدراً للشر والسبب فى القنبلة النووية عندما استخدمتها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب العالمية الثانية بإلقائها على «هيروشيما» و«نجازاكي» وسببت دماراً هائلاً وتداعيات إشعاعية مازالت آثارها حتى الآن.. لقد كثر الحديث اليوم عن تلك «الأسلحة النانوية» التى تعد بمثابة تهديد متزايد للبشرية عندما تم تحويلها من مجال الصناعة إلى ساحة المعارك وما تحمله فى طياتها من أخطار جسيمة على البشرية.. فى مقال «لويس ديل مونتى «بعنوان «الأسلحة النانوية تهديد متصاعد للبشرية» صرح قائلاً: إن أكثر التنبؤات المثيرة للقلق كانت بشأن مشروع بقاء البشرية حتى عام 2050 وما بعده إلا أنه يجادل بأن مخاوفه فى محلها بالرغم من أن التقنيات الثورية كالطائرات الشبحية قد تستغرق عقوداً لنشرها.. واستطرد «ديل مونتي» قائلاً بالرغم من خطورتها يخشى من أن يتم تصنيفها من قبل «مؤتمر المخاطر الكارثية العالمي» بجامعة أكسفورد على أنها الوسيلة الأكثر احتمالاً للتسبب فى إنقراض البشرية بحلول نهاية القرن.. ويرى «ديل مونتي» أن الربوتات النانوية الذكية تعد أسلحة خطيرة للغاية يجب أن يتم حظرها ويكمن قلقه فى تأثيرها على بقاء البشرية لما لها من قدرة هائلة على التخفى عن الأنظار وقدرة مستخدميها على الإفلات من العقاب.. فى مقال «مارجريت كوسال» بعنوان «تهديدات تكنولوجيا النانو» صرحت قائلة قد يكون لتكنولوجيا النانو فى مجال البحوث تأثير إيجابى هام على العالم فقد طور المخترعون على سبيل المثال طرقاً للتحكم فى كميات صغيرة من الماء فى تصنيع أدوات علمية منخفضة التكلفة للعالم النامي.. وتحذر «كوسال» من أنه يمكن فى الوقت نفسه استخدام هذه الوسائل العلمية الرخيصة من قبل الجماعات الإرهابية وأيضاً الجيوش النظامية من خلال تطور تكنولوجيا التخفى المزعزعة للاستقرار.. فى مقال «مايك تريدر» بعنوان «تقنية النانو فى الحرب» صرح قائلاً: إن أطروحة «ألتمان» الأكثر إثارة للجدل هى ليست معقولية نظرية «النقل المغناطيسي» ويجب اتخاذها على محمل الجد بل تكمن فى أن الاستجابة الوحيدة للآثار العسكرية لهذه التكنولوجيا هى تطوير هياكل حوكمة عالمية تتجاوز القوى الوطنية.. واستطرد «تريدر» قائلاً: إن الطريقة التقليدية لضمان الأمن القومى أى التهديد بالقوة المسلحة قد لا تكون متوافقة مع تقدم التكنولوجيا وبما أن الأمن لم يعد من الممكن ضمانه بشكل موثوق به من قبل القوات المسلحة الوطنية فى أى دولة يوصى بتعزيز المؤسسات الدولية والقانون الدولى لاسيما الجنائي.. ويؤكد «تريدر» على أن تقنية النانو متعددة الأطراف ستوفر التحقق من المعاهدات على نحو أفضل من خلال نشر روبوتات نانوية فى كل مكان تراقب كل شئ تقريباً وسيكون غامضاً ويجلب المزيد من المخاطر على البشر والمجتمع.. ويخلص «تريدر» فى نهاية المقال إلى أنه لاهو ولا أى شخص آخر يستطيع أن يقدم إجابة نهائية لهذه المعضلة إلا أن «ألتمان» يقدم حجة قوية للدول الرائدة فى مجال التقنيات الجديدة بما فى ذلك الولايات المتحدة للنظر فى الاتفاقيات الدولية الملزمة كجسر لأمنها على المدى الطويل.. وعلى الرغم من ذلك أحدثت تقنية النانو ثورة فى مجال الطب والزراعة بداية من التشخيص المبكر للأمراض وعلاجات مضادة للبكتريا وتطوير أدوات جراحية دقيقة وتطوير أجهزة استشعار نانوية لمراقبة التربة والصحة النباتية وتحسين جودة الغذاء.









