قضية محمد صلاح فى ليفربول هزت العالم ولكنها لم تهز كبار النجوم فى مصر، حتى ولو من وراء القلب، فلم نجد نجما كبيرا يدافع عن صلاح فى الإعلام أو السوشيال ميديا لما تعرض له من عنصرية نشاهدها بين الحين والآخر من هؤلاء الأوروبيين ضد القادمين من قارة أفريقيا بشكل خاص، وقد شاهدنا أيضا كيف يتعامل هؤلاء فى قضية إبادة الفلسطينيين وهم يدافعون عن أرضهم ووطنهم وعرضهم.
بداية أنا هنا لا أعفى صلاح من الخطأ الذى وقع فيه بتصريحاته ضد ناديه ومدربه ولكن هذا الخطأ لا يعنى أن يدير الجميع ظهره للاعب هو بكل جدارة من أفضل 5 نجوم على الأكثر لعبوا فى البريميرليج أقوى دورى فى العالم فى تاريخه.
دائما عندما أكتب أو أتكلم أجرد نفسى من أى عاطفة حتى ولو مع إبن بلدى لأن الإعتراض على عدم اللعب وبخاصة بالتصريحات النارية فى وسائل الإعلام مرفوض، وكثيرا ما تناولنا هذه القضية مع لاعبين محليين يرفضون الجلوس على دكة البدلاء فى أى ناد ، لأنى دائما أقف مع المدرب فى أى موقف ضد لاعب من لاعبيه لأن هذا الأمر بالنسبة لى يشابه الوقوف مع الأب أمام إبنه فى أى موقف كما يدور العرف والتقاليد والتربية والأخلاقيات.
والحقيقة أن صلاح جانبه الصواب فى توقيت تصريحاته التى أثارت عليه الإعلام فى إنجلترا والنجوم القدامى الذين لم يقدموا ولو واحد فى المائة مما قدمه نجم مصر، لأنه كان يجب أن يلتزم الصمت الآن حتى يعود من منتخب مصر إلى النادى بعد نهاية كأس الأمم الإفريقية وعندئذ يكون لكل حادث حديث وبخاصة إذا نجح صلاح فى تحقيق إنجاز كبير مع المنتخب يعيده للصورة بعد انخفاض مستواه بوضوح منذ مطلع الموسم.
ولكن بعيدا عن خطأ صلاح، فقد أخطأ كل أطراف القضية بداية من المدير الفنى ثم إدارة النادى وزملائه فى الفريق والإعلام الغربى العنصرى والسوشيال ميديا والنجوم الكبار فى الكرة المصرية.
أخطأ المدير الفنى أرنى سلوت فى أنه لم يعرف كيف يتعامل مع نجم كان منذ شهور قليلة من أفضل نجوم العالم وخاض موسما أسطوريا توجه بالفوز بأقوى دورى فى العالم، وكان الأحرى به أن يضمه إلى صدره ويعيد إليه الثقة المفقودة حتى يستعسد مستوه ولكنه لم يفعل.
وأخطأ سلوت مرة ثانية فى تحميل نجمه محمد صلاح مسئولية تراجع مستوى ليفربول وهزائمه المتتالية لأن الكرة عمل جماعى وليس فردياً وهو نفسه كان يقول هكذا فى تصريحاته الموسم الماضى عندما كان صلاح يقدم أداء إستثنائيا ويحطم كل الأرقام القياسية، وكان عليه أن يتعامل مع الجميع لإصلاح الخلل وبخاصة الدفاع الذى أصبح سهل الإختراق أكثر من نفق شبرا.
وأخطأ سلوت للمرة الثالثة فى تعديل خطط الفريق بجعل صلاح فى أقصى الطرف الأيمن وليس حرا كما كان فى الموسم الماضى الأسطورى عندما كان كثيرا يزيد لداخل الملعب كرأس حربة ثان يسجل ويقدم التمريرات الساحرة لزملائه، وكان الأحرى به أن يبقى على الطريقة المثلى لاستغلال نجمه الكبير كما يفعل حتى الآن ليونيل سكالونى مع ميسى فى منتخب الأرجنتين وهو فى ربيعه التاسع والثلاثين.









