بحث د.بدر عبدالعاطى مع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، آفاق تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين والبناء على ما تشهده من زخم إيجابى فى مختلف المجالات، فى ضوء مايجمع القيادتين والشعبين من روابط راسخة وشراكة إستراتيجية.
كما تبادل الجانبان الرؤى حول عدد من القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع فى الضفة الغربية وتنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترامب للسلام فى قطاع غزة، فضلا عن تطورات الأوضاع فى السودان والتنسيق القائم فى إطار الرباعية، والأوضاع فى اليمن وسوريا وليبيا.
كما تناول د.بدر عبدالعاطى مع ناصر القدوة، وزير الخارجية الفلسطينى الأسبق، تطورات المشهد الفلسطينى الراهن، وأهمية الدور المحورى للسلطة الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة، بما يشمل تثبيت وقف إطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، وتهيئة الظروف لبدء مسار سياسى جاد يقود إلى تنفيذ حل الدولتين، ويحافظ على وحدة الأراضى الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى غير القابلة للتصرف.
شدد عبدالعاطى على دعم مصر الكامل لتعزيز دور السلطة الفلسطينية وتمكينها من الاضطلاع بمسئولياتها فى قطاع غزة والضفة الغربية، بما يسهم فى استعادة الاستقرار، ومنع محاولات فرض وقائع جديدة على الأرض، وتهيئة المناخ لإعادة الإعمار والانطلاق نحو تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية.
الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج التقى أيضًا «كلير لوجندر» مستشارة الرئيس الفرنسى لشئون الشرق الأوسط، وثمن وزير الخارجية العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، معربا عن التطلع لتعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى وزيادة الاستثمارات الفرنسية فى مصر، فضلا عن تعزيز التعاون فى مختلف المجالات وفى مقدمتها قطاعات الصناعة والنقل والسياحة والثقافة والتعليم، كما رحب بقرب انعقاد الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجى بين وزارتى الخارجية المصرية والفرنسية.
ورحب وزير الخارجية بالموقف الفرنسى الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، مبرزا الجهود التى تقوم بها مصر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وأكد ضرورة تضافر الجهود الدولية لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن 2803 وسرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية فى غزة للاضطلاع بمسئوليتها ومهامها. ونوه بأهمية المضى فى خطوات تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لإدارة قطاع غزة. كما أكد أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى قطاع غزة فى ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية، مشددا على أهمية خلق الآفق السياسى للتوصل إلى تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية من خلال تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
كما تم التطرق خلال اللقاء إلى الأوضاع فى السودان، حيث أطلع الوزير عبد العاطى المسئولة الفرنسية على الجهود المصرية فى إطار «الرباعية» بهدف تحقيق وقف إطلاق النار بما يسمح بإطلاق عملية سياسية سودانية شاملة، مؤكداً على ثوابت الموقف المصرى بشأن حماية سيادة السودان، ووحدة وسلامة أراضيه، ورفض التقسيم، ودعم مؤسسات الدولة. وشدد على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية لدفع مسار التهدئة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية.
كما حرص وزير الخارجية على اطلاع المسئولة الفرنسية على نتائج زيارته الأخيرة للبنان، مؤكدا على موقف مصر الثابت والرافض للمساس بسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، فضلا عن دعم المؤسسات الوطنية للاضطلاع الكامل بمسئولياتها فى الحفاظ على أمن واستقرار لبنان، مشددًا على ضرورة منع التصعيد واحتوائه، ورفض أى انتهاك للسيادة اللبنانية.
وخلال لقائه إسحاق دار نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية باكستان أعرب عبدالعاطى عن التقدير للعلاقات الوثيقة التى تجمع البلدين، مؤكدا أهمية العمل بشكل مشترك لتطوير العلاقات الثنائية فى شتى المجالات.
تناول اللقاء متابعة مخرجات الزيارة الأخيرة التى اجراها عبد العاطى إلى إسلام آباد، خاصة ما يتعلق بإعداد خارطة طريق لتعزيز التعاون الثنائى خلال المرحلة المقبلة، بما يشمل دعم الشراكة الاقتصادية، وتشجيع التعاون بين القطاع الخاص بالبلدين، واستمرار آليات التشاور السياسي، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.
كما أكد د. بدر عبد العاطى خلال لقائه توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة فى حالات الطوارئ على أن تثبيت وقف إطلاق النار يمثل أولوية قصوى باعتباره المدخل الضرورى للتنفيذ الكامل لخطة الرئيس ترامب للسلام والانتقال المنظم إلى مرحلتها الثانية، بما يضمن تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق وبدء جهود التعافى المبكر وإعادة الإعمار.
شدد وزير الخارجية على الدور الحيوى للأمم المتحدة ووكالاتها، وفى مقدمتها مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، فى حماية المدنيين ورصد الانتهاكات وضمان النفاذ الإنساني، معاوداً التأكيد على رفض مصر القاطع لأى محاولات للتهجير، فضلاً عن أهمية مواصلة التنسيق الوثيق مع المنظمة الدولية لدعم الاستقرار وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.









